الباب التاسع
( في بني إسرائيل )
207 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن أبي جميلة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل عابد يقال له : جريح وكان يعبد الله في صومعة ، فجاءته أمّه وهو يصلّي ، فدعته فلم يجبها ولم يكلّمها ، فانصرفت وهي تقول (1) : أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك ، فلمّا كان من الغد جاءت فاجرة وقعدت عند صومعته قد أخذها الطّلق ، فادّعت أنّ الولد من جريح ، ففشا في بني إسرائيل أنّ من كان يلوم النّاس على الزّنا زنى ، وأمر الملك بصلبه ، فأقبلت أمّه إليه تلطم وجهها ، فقال لها : اسكتي إنّما هذا لدعوتك ، فقال النّاس لمّا سمعوا منه ذلك : وكيف لنا بذلك ؟ قال : هاتوا الصّبيّ ، فجاؤوا به فأخذته ، فقال : من أبوك ؟ فقال : فلان الرّاعي لبني فلان ، فأكذب الله الّذين قالوا ما قالوا في جريح ، فحلف جريح أن لا يفارق أمّه يخدمها (2) .
208 ـ وباسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن فضل بن محمّد الأشعري ، عن مسمع ، عن أبي الحسن ، عن أبيه عليهما السلام قال : كان رجل ظالم ، فكان يصل الرّحم ويحسن على رعيّته ويعدل في الحكم ، فحضر أجله فقال : ربّ حضر أجلي وابني صغير فمدّد لي في عمري ، فأرس الله إليه انّي قد أنشأت لك في عمرك , اثنتي عشرة سنة ، وقيل له : إلى هذا يشبّ (3) ابنك ويعلم من كان جاهلاً ويستحكم على من لا يعلم (4) .
209 ـ وعن ابن بابويه ، عن محمد بن الحسن ، حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن النّعمان بن يحيى الأزرق ، عن أبي حمزة الثّمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ ملكاً من بني إسرائيل قال : لأبنينّ مدينة لا يعيبها أحد ، فلمّا فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنّهم لم يروا مثلها قطّ ، فقال له رجل : لو آمنتني على نفسي أخبرتك بعيبها فقال : لك الأمان . قال : لها عيبان أحدهما : أنك تهلك عنها ، والثّاني : انّها تخرب من بعد فقال الملك : وأيّ عيب أعيب من هذا ثمّ قال : فما نصنع قال : تبني ما يبقى ولا يفنى ، وتكون شابّاً لا تهرم أبداً فقال الملك لابنته ذلك فقالت : ما صدقك أحد غيره من أهل مملكتك (5) .
210 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن ابن بكير ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان له بنتان ، فزوّجهما من رجلين ، واحد زرّاع وآخر يعمل الفخار ، ثمّ إنّه زارهما ، فبدأ بامرأة الزرّاع ، فقال لها : كيف حالك ؟ قالت : قد زرع زوجي زرعاً كثيراً ، فإن جاء الله بالسّماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً ، ثمّ ذهب إلى أخرى ، فسألها عن حالها ، فقال : قد عمل زوجي فخاراً كثيراً ، فإن أمسك الله السّماء عنّا ، فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً ، فانصرف وهو يقول : « اللّهمّ أنت لهما » (6) .
211 ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير رفعه ، فقال : التقى ملكان فقال أحدهما لصاحبه : أي تريد ؟ قال : بعثني ربّي أحبس السّمك ، فإنّ فلان الملك اشتهى سمكة ، فأمرني أن أحبسه له ليؤخذ له الّذي يشتهي منه ، فأنت أين تريد ؟ قال : بعثني ربّي إلى
فلان العابد ، فانّه قد طبخ قدراً وهو صائم فأرسلني ربّي أن اُكفئها (7) .
____________
(1) في البحار : فانصرفت ثم أتته ودعته ، فلم يلتفت إليها فانصرفت ، ثم أتته ، ثم أتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها . فانصرفت وهي تقول . . . .
(2) بحار الأنوار ( 14 | 487 ) ، برقم : ( 1 ) . و( 74 | 75 ـ 76 ) ، برقم : ( 68 ) .
(3) هكذا في البحار . وفي ق 1 : وقيل له : ما يشبّ . . . وفي بقيّة النّسخ : إلى هذا ما يشبّ . . . وعلى وجود كلمة : ما فهي ليست للنّفي .
(4) بحار الأنوار ( 75 | 346 ) ، برقم : ( 47 ) .
(5) بحار الأنوار ( 14 | 487 ـ 488 ) ، برقم : ( 2 ) و( 75 | 346 ) ، برقم : ( 48 ) .
(6) بحار الأنوار ( 14 | 488 ) ، برقم : ( 3 ) .
(7) بحار الأنوار ( 67 | 231 ) ، برقم : ( 44 ) . فيه وفي سائر النّسخ : ربّي أكفاؤها ، غير أنّ في نسخة ق 1 : أن اكفائها .