• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المجلس الواحد والأربعون بعد المئة

 

المجلس الواحد والأربعون بعد المئة
لمّا كان يوم الجمل , لم يكن يأخذ أحد بخطام الجمل إلاّ سالت نفسه أو قُطعت يده , وأخذ بخطامه سبعون من قريش فقتلوا كُلّهم .
 ولمّا رأى أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّ الموت عند الجمل ، وأنّه ما دام قائماً لا تطفأ الحرب , وضع سيفه على عاتقه وعطف نحو الجمل وأمر أصحابه بذلك , ووصل (عليه السّلام) في جماعة من النّخع وهمدان إلى الجمل , فقال لرجل يُسمّى بحيرا : (( دونك الجمل )) . فضرب عجز الجمل بسيفه ، فوقع لجنبه وضرب بجرانه الأرض وعجّ عجيجاً لم يُسمع بأشد منه .
فلمّا صُرع الجمل , فرّت الرّجال كما يطير الجراد في الرّيح الشّديدة , وأمر علي (عليه السّلام) أنْ يُحرق الجمل ثُمّ يذرّى في الرّيح , وقال : (( لعنه الله من دابّة , فما أشبهه بعجل بني اسرائيل )) . ثُمّ قرأ : (( وَانظُرْ إلى‏ إِلهِكَ الّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لنُحَرّقَنّهُ ثُمّ لَنَنسِفَنّهُ فِي الْيَمّ نَسْفاً(1) )) .
 وأمر علي (عليه السّلام) بعائشة فحُملت في هودجها إلى دار عبد الله بن خلف , وقال لأخيها محمّد بن أبي بكر : (( دونك اختك , لا يتولاها غيرك )) .
 وقالت عائشة لأخيها محمّد : أقسمت عليك أنْ تطلب عبد الله بن الزّبير قتيلاً أو جريحاً . فذهب محمّد فأتاها به ، فصاحت وبكت ثُمّ قالت : يا أخي , استأمن له من علي . فاستأمن له , فقال علي (عليه السّلام) : (( آمنته وآمنت جميع النّاس )) .
وما أحسن ما قال القائل :
ملَكنا فكان العفوُ منّا سجيةً  فلمّا ملكتمْ سال بالدّمِ أبطحُ
وحللتمُ قتلَ الاُسارَى وطالما  غدونا عن الأسرى نعفُّ ونصفحُ
وحسبُكمُ هذا التفـاوتُ بينَنا  وكلُّ إناءٍ بالـذي فيـه ينضـحُ
ثُمّ إنّه (عليه السّلام) جهّز عائشة وأرسلها إلى الحجاز , وأرسل معها أربعين امرأة من عبد القيس .
وهكذا كانت عادة أمير المؤمنين (عليه السّلام) في الصّفح والعفو عن عدوه إذا ظفر به , فقد سمعت عفوه عن ابن الزّبير مع شدّة انحرافه عنه وعداوته له حتّى قال علي (عليه السّلام) : (( ما زال الزّبير منّا أهل البيت حتّى نشأ ابنه عبد الله )) .
 وانظر كيف عفا عن عائشة لمّا ظفر بها ، وأمر أنْ تُحمل في هودجها إلى أعظم دار في البصرة , وأرسل معها أربعين امرأة , وهذا من أعظم الصّفح وأكبر الحلم !
 ألا لعن الله ابن زياد ، فما كان أبعده من الحلم والصّفح , وأقربه من اللؤم والخبث والانتقام ! فإنّه لمّا نزل الحسين (عليه السّلام) بكربلاء , كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد : انظر فإنْ نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا , فابعث بهم إليّ سلماً ، وإنْ أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم فإنّهم لذلك مستحقّون ! فإنْ قتلت حسيناً , فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنّه عاقّ شاقّ قاطع ظلوم ! ولست أرى أنّ هذا يضرّ بعد الموت شيئاً , ولكن ـ على قول قد قلته ـ لو قد قتلته لفعلت هذا به .
تطأُ الصّواهلُ جسمَهُ وعلى القنا  من رأسهِ المرفوعِ بدرُ سماءِ
 ــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة طه / 97 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page