مقتل سيدنا علي الأكبر
وأول من تقدم منهم إلى ميدان الشرف : هو علي بن الحسين الأكبر ( عليهما السلام ) ، فقاتل قتال الأبطال ، وأخيراً .. إنطفأت شمعة حياته المستنيرة ، وسقط على الأرض كالوردة التي تتبعثر أوراقها.
وتبادر الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى مصرع ولده ، ليشاهد شبيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقطعاً بالسيوف إرباً إرباً.
ولا أعلم كيف علمت السيدة زينب بهذه الفاجعة المروعة ، فقد خرجت تعدو ، وهي السيدة المخدرة اللمحجبة الوقورة !
خرجت من الخيمة مسرعة وهي تنادي : « وا ويلاه ، يا حبيباه ، يا ثمرة فؤاداه ، يا نور عيناه ، يا أخياه وابن أخياه ، واولداه ، واقتيلاه ، واقلة ناصراه ، واغريباه ، وامهجة قلباه.
ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء ، ليتني وسدت الثرى ».
وجاءت وانكبت عليه ، فجاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) فأخذ بيدها ، وردها إلى المخيم ، وأقبل بفتيانه إلى المعركة وقال : إحملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه وجاؤا به حتى وضعوه عند الخيمة التي كانوا يقاتلون أمامها. (1)
________________________________________
1 ـ كتاب ( معالي السبطين ) للشيخ المازندراني ، ج 1 ، الفصل التاسع ، المجلس الثالث عشر.