• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الهجوم على المخيمات لسلب النساء

 

الهجوم على المخيمات لسلب النساء
    وبعد ما قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) بمدة قصيرة .. هجم جيش الأعداء بكل وحشية على خيام الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وهم على خيولهم !! حتى سحق سبعة من الأطفال تحت حوافر الخيل .. ساعة الهجوم (1) وقد سجل التاريخ أسماء خمسة منهم ، وهم :
    بنتان للإمام الحسن المجتبى عليه السلام. (2)
    طفلان لعبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب ، وإسمهما : سعد وعقيل. (3)
    عاتكة بنت مسلم بن عقيل ، وكان عمرها سبع سنوات. (4)
    محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب وكان له من العمر سبع سنوات. (5)
    نعم ، لقد كان الهجوم على العائلة ـ المفجوعة لتوها ـ بعيداً عن الرحمة والإنسانية ، وقد وصف التاريخ ذلك الهجوم بقوله :
    وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول ، وقرة عين الزهراء البتول ، حتى جعلوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها !! (6).
    وكانت المرأة تجاذب على إزارها وحجابها .. حتى تغلب على ذلك. (7)
    وخرجن بنات آل الرسول وحريمه يتساعدن على البكاء ، ويندبن لفراق الحماة والأحباء. (8)
    قال حميد بن مسلم : رأيت امرأة من بني بكر بن وائل ـ كانت مع زوجها في عسكر عمر بن سعد ـ فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الإمام الحسين في خيامهن ، وهم يسلبونهن ، أخذت سيفاً وأقبلت نحو الخيام وقالت :
    « يا آل بكر بن وائل
    اتسلب بنات رسول الله ؟!
    لا حكم إلا لله !!
    يا لثارات رسول الله !! »
    فأخذها زوجها ، وردها إلى رحله. (9)
    قالت فاطمة بنت الإمام الحسين عليه السلام :
    « كنت واقفة بباب الخيمة ، وأنا أنظر إلى أبي وأصحابه مجزرين كالأضاحي على الرمال ، والخيول على أجسادهم تجول !!
    وأنا أفكر فيما يقع علينا بعد أبي .. من بني أمية !
    أيقتلوننا أم يأسروننا ؟
    فإذا برجل على ظهر جواده ، يسوق النساء بكعب رمحه ، وهن يلذن بعضهن ببعض ، وقد أخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة (10) وهن يصحن : « وا جداه ! وا أبتاه ! وا علياه ! وا قلة ناصراه ! واحسيناه !
    أما من مجير يجيرنا ؟
    أما من ذائد يذود عنا ؟ »
    قالت : فطار فؤادي ، وارتعدت فرائصي ، فجعلت أجيل بطرفي (11) يميناً وشمالاً على عمتي أم كلثوم خشيةً منه أن يأتيني.
    فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ، ففررت منهزمة ، وأنا أظن أني أسلم منه !! وإذا به قد تبعني ، فذهلت خشيةً منه ، وإذا بكعب الرمح بين كتفي ، فسقطت على وجهي فخرم أذني ، وأخذ قرطي ومقنعتي ، وترك الدماء تسيل على خدي ، ورأسي تصهره الشمس ، وولى راجعاً إلى المخيم وأنا مغشي علي !!
    وإذا بعمتي عندي تبكي ، وهي تقول :
    قومي نمضي ، ما أعلم ما جرى على البنات ، وعلى أخيك العليل ؟
    فما رجعنا إلى الخيمة إلا وهي قد نهبت وما فيها.
    وأخي : علي بن الحسين مكبوب على وجهه ، لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام ، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا !! (12)
    وروي عن السيدة زينب ( عليها السلام ) أنها قالت : كنت ـ في ذلك الوقت ـ واقفة في الخيمة إذ دخل رجل أزرق العينين (13) فأخذ ما كان في الخيمة ، ونظر إلى علي بن الحسين وهو على نطع من الأديم (14) وكان مريضاً فجذب النطع من تحته ، ورماه إلى الأرض !!
    قال حميد بن مسلم : انتهيت إلى علي بن الحسين ، وهو مريض ومنبسط على فراش ، إذ أقبل شمر بن ذي الجوشن ومعه جماعة من الرجالة ، وهم يقولون [ له ] : ألا تقتل هذا العليل ؟
    فهم اللعين بقتله ، فقلت : سبحان الله ! أتقتل الصبيان ؟! إنما هو صبي.
    فلم يمتنع اللعين وسل سيفه ليقتله ، فألقت زينب ( عليها السلام ) بنفسها عليه وقالت : والله لا يقتل حتى أقتل.
    فأخذ عمر بن سعد بيده وقال : أما تستحي من الله ، تريد أن تقتل هذا الغلام المريض ؟!
    فقال شمر : قد صدر أمر الأمير عبيد الله بن زياد أن أقتل جميع أولاد الحسين.
    فبالغ عمر في منعه ، فكف عنه. (15)
________________________________________
1 ـ كتاب « معالي السبطين » ج 2 ص 135 ، الفصل الخامس عشر ، المجلس الثاني عشر.
2 ـ معالي السبطين ، ج 2 ص 140.
كانت المرأة تمسك عباءتها وحجابها بقوة ، وكان الأعداء يسحبون ويجذبون عنها ذلك ، ويضربونهن على أيديهن بالعصي والسياط لكي يستطيعوا سلب ما عليهن من أزر ومقانع !!      المحقق
3 ـ معالم السبطين ، ج 2 ، ص 135.
4 ـ نفس المصدر ، ص 135.
5 ـ نفس المصدر.
6 ـ الملحفة : الملاءة التي تلتحف بها المرأة ، كما في « أقرب الموارد ». ويعبر عنها ـ حالياً ـ بالعباءة والإزار.      المحقق
7 ـ كتاب معالي السبطين ، الفصل الثاني عشر ، المجلس الثاني. أي :
8 ـ كتاب ( الملهوف ) لابن طاووس ، ص 181.
9 ـ نفس المصدر.
10 ـ أخمرة ـ جمع خمار ـ : ما تغطي به المرأة رأسها.
أسورة ـ جمع سوار ـ : حلية ـ كالطوق ـ تلبسها المرأة في زندها أو معصمها ، ويعبر عنها ـ أيضاً ـ : بالمعاضد.
11 ـ أجيل بطرفي : أدبر بعيني وبصري.
12 ـ بحار الأنوار للمجلسي ج 45 ص 61.
13 ـ وهو خولى بن يزيد الأصبحي. كما في كتاب ( اسرار الشهادة ) للدربندي الطبعة الحديثة ، ج 3 ص 129.
14 ـ النطع : بساط من الجلد يفرش تحت الإنسان. الأديم : الجلد المذبوغ.
15 ـ كتاب معالي السبطين ج 2 ، الفصل الثاني عشر ، المجلس الثاني. وكتاب أسرار الشهادة ج 3 ص 129.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page