• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

القاعدة الخامسة : قاعدة وجوب معرفة إمام الزمان من أهل البيت عليهم السّلام


القاعدة الخامسة
قاعدة وجوب معرفة إمام الزمان من أهل البيت عليهم السّلام
    ويدلُّ على ترسيخ الإمام الصادق عليه السّلام لهذه القاعدة والتثقيف الواسع عليها أحاديثه الشريفة الكثيرة في خصوص وجوب معرفة إمام الزمان ، وسنكتفي في حدود تأكيده على حديث : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » ، كالآتي :
    1 ـ عن بشير الدهان ، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ( من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ) فعليكم بإطاعته ، قد رأيتم أصحاب علي عليه السّلام ، وأنتم تأتمّون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، ولنا كرائم القرآن ، ونحن قوم افترض الله طاعتنا ، ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال » (1).
    2 ـ وعن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية » (2).
    وبهذا اللفظ ، وما قاربه ما رواه عيسى بن السري (3) والحسين بن أبي العلاء (4) وعبد الأعلى (5) وأيوب بن الحرّ (6) وأبو بكر الحضرمي (7) وعبد الله ابن أبي يعفور (8) ؛ كلهم عن الإمام الصادق عليه السّلام.
    3 ـ وعن الفضيل بن يسار قال : « ابتدأنا أبو عبد الله عليه السّلام وقال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من مات وليس عليه إمام فميته ميتة جاهلية ، فقلت : قال ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فقال : إي والله ، قد قال ، قلت : فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليته ؟ قال : نعم » (9).
    4 ـ وعن عمار بن إسحاق ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : « من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية : كفر ، وشرك ، وضلال » (10).
    وفي رواية اخرى عنه : « ميتة كفر وضلال ونفاق » (11).
    وللشيخ المفيد رضى الله عنه كلام مهم حول هذا الحديث ، قال : « عن النبيّ صلّى الله عليه وآله إنه قال : « من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » .
    ثم قال : وهذا صريح بأن الجهل بالإمام يخرج صاحبه عن الإسلام » (12).
    وقال قدّس سرّه في الرسالة الأولى في الغيبة : « سأل سائل فقال : أخبروني عما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنه قال : ( من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ). هل هو ثابت صحيح ؟ أم هو معتلّ بغمّ ؟
    ( فأجاب الشيخ المفيد قائلاً ) : بل هو خبر صحيح يشهد له أجماع أهل الآثار ، ويقوي معناه صريح القرآن حيث يقول جلّ اسمه : ( يوم ندعوا كل اناس بامامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً ) (13) ، وقوله تعالى : ( فكيف إذا جئنا من كل أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) (14) ، وأي كثيرة من القرآن » (15).
    وفي الصحيح عن الإمام الصادق عليه السّلام ما يوضح أهمية هذه القاعدة وصلتها بمقام أهل البيت عليه السّلام.
    فقد روى ثقة الإسلام الكليني رضي الله عنه ، عن على بن إبراهيم الفقيه المفسر الثبت الثّقة ، عن محمد بن عيسى الفقيه الحليل الثبت الثقة ، عن يونس ابن عبدالرحمن الفقيه العظيم الحليل الثبت الثقة ، عن حماد بن عثمان الثبت الثقة ، عن عيسى بن السّري الثبت الثقة قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : حدثني عمّا بنى عليه دعائم الإسلام ، إذا منا أخذت بها زُكّي عملى ولم يضرني جهل ما جهلت بعده ، فقال عليه السّلام : شهادة من لا إله إلاّ الله ، وأن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله « والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحقّ في أموال من الزكاة ، والولاية التي أمر الله عزّوجلّ بها ، ولاية آل محمد صلّى الله عليه وآله ، فإن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية. قال الله عزّوجلّ : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم ) (16) فكان علي عليه السّلام ، ثم صار من بعده حسن ، ثم من بعده حسين ، ثم من بعده علي ابن الحسين ، ثم من بعده محمد بن علي ، ثم هكذا يكون الامر. إنّ الأرض لا تصلح إلاّ بإمام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا ـ قال : وأهوى بيده إلى صدره ـ يقول حينئذٍ : لقد كنت على أمرٍ حسن » (17).
    وقد روى هذه الرواية صفوان بن يحيى الثقة عن عيسى بن السري أيضاًًً (18) ، الأمر الذي يعزز من صدقها ويؤكّد سماعها من الإمام الصادق عليه السّلام حقاً.
    ونظير الرواية المذكورة في الصحّة ، ما أخرجه ثقة الإسلام الكليني بسند صحيح ، عن بشير الكناسي ، قال : « سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، وعرفتم ومنكر الناس وهو الحق ، إن الله اتّخذ محمداً صلّى الله عليه وآله عبداً قبل من يتخذه نبياً ، وإن علياً عليه السّلام كان عبداً ناصحاً لله عزّوجلّّ فنصحه ، وأحبّ الله عزّوجلّ فأحبه. إن حقّنا في كتاب الله بيّن ، لنا صفو المال ، ولنا الانفال ، وإنا قوم فرض الله عزّوجلّ طاعتنا ، وإنكم تأتمّون بمن لا يُعذر الناس بجهالته. وقال رسول الله صلّى الله عليه وأله : ( من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ) ، عليكم بالطاعة .. » (19).
    هذا ، وأما من ادّعى من المراد بالإمام الذي من لا يعرفه سيموت ميتة جاهلية هو السطان أو الحاكم أو الملك ونحو ذلك وإن كان فاسقاً ظالماً كما هو حال سلاطين بني امية وبني العباس ، أو طاغية مستبداً كما هو عليه واقعنا المعاصر ، فعليه من يثبت بالدليل من معرفة هذه النماذج القذرة من الدين أولاًً ، ثم يبيّن للعقلاء الثمرة المترتبة على وجوب معرفة الظالم الفاسق الطاغية المستبد بحيث يكون من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.
    ومن عظيم ما يُروى فيمن ادّعى ذلك : الصحيح الوارد عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السّلام ، قال : « ثلاثة لا يكلمهم لله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب ألىم : من ادعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد أوصياءً من الله ، ومن زعم من لهما في الإسلام نصيباً » (20).
    إن دلالة ما مرّ على ضرورة معرفة الإمام الحق الذي أمر الله تعالى بطاعته ، لا تتمّ في زماننا هذا إلاّ مع القول بولادة الإمام المهدي الحجة ابن الحسن العسكري عليه السّلام وغيبته واعتقاد ظهوره في آخر الزمان ليملأ الدنيا قسطاًً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماًً وجوراًً.
    ولا يخفى من المراد من هذه القاعدة ليس مجرد معرفة الإمام باسمه ونسبه مثلاً ، وإنما المطلوب إلى جانب المعرفة تلك : طاعة الإمام ، وعدم مخالفته بشيء ، والردّ إليه ، والتسليم له.
    وفي الصحيح الثابت ما قاله إمامنا الصادق عليه السّلام لزيد الشحام : « أتدري بما أمروا ؟ أُمروا بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا » (21).
    وفي الصحيح عن أبي بصير قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : أرأيت الرادَّ عليَّ هذا الأمر كالرادِّ عليكم ؟ فقال عليه السّلام : يا أبا محمد ! من رد عليك هذا الأمر فهو كالرادّ على رسول الله صلّى الله عليه وآله » (22).
 وكل هذا يعزّز ما ذكرناه سابقا في حكم مَن أنكر الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السّلام.



1 ـ المحاسن 1 : 251 ـ 252 / 474 باب من مات ولم يعرف إمام زمانه ، وروضة الكافي 8 : 128 ـ 129 / 123.
2 ـ كتاب الغيبة / النعماني : 129 / 6 باب 7.
3 ـ اُصول الكافي 2 : 19 ـ 21 / 6 ، و 2 : 21 / 9 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى عليهم السّلام ، وتفسير العياشي 1 : 252 ـ 253 / 175 في تفسير سورة النساء.
4 ـ المحاسن 1 : 252 / 476 باب من مات لا يعرف إمامة.
5 ـ اُصول الكافي 1 : 378 ـ 379 / 2 باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام عليه السّلام.
6 ـ المحاسن 1 : 252 ـ 253 / 477 باب من مات لا يعرف إمامه.
7 ـ الإمامة والتبصرة : 82 ـ 83 / 79 باب من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية.
8 ـ اُصول الكافي 1 : 376 / 2 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى عليه السّلام.
9 ـ اُصول الكافي 1 : 376 / 1 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى عليه السّلام.
10 ـ الإمامة والتبصرة : 83 / 71 باب من مات وليس له إمام مات ميته جاهلية ، ومثله في اكمال الدين 2 : 412 / 11 باب 39.
11 ـ اُصول الكافي 1 : 376 / 3 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى عليه السّلام.
12 ـ الغفصاح في الإمامة / الشيخ المفيد : 28 ـ 29.
13 ـ سورة الإسراء / 41.
14 ـ سورة النساء : 4 / 41.
15ـ الرسالة الأولى في الغيبة / الشيخ المفيد : 11 ـ 12 مطبوعة ضمن الجزء السابع من سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد.
16 ـ سورة النساء : 4 / 59.
17 ـ اصول الكافي 2 : 21 / 9 باب دعائم الإسلام.
18 ـ رجال الكشي : 424 / 799 في ترجمة أبي اليسع عيسى بن السري.
19 ـ روضة الكافي 8 : 128 ـ 129 / 123.
20 ـ اُصول الكافي 1 : 373 / 4 باب من ادّعى الإمامة وليس لها بأهل.
21 ـ بصائر الدرجات : 525 ـ 526 / 32 باب ، 20 ( من الجزء العاشر ).
22 ـ المحاسن : 185 / 194.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page