ثانياًً ـ تصريح الإمام الصادق عليه السّلام بطول غيبة الإمام المهدي عليه السّلام :
1 ـ عن محمد بن حمران ، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال : « القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصّر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز
كلها ، ويظهر الله تعالى به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ولا يبقى في الأرض خراب إلاّ عمّر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السّلام فيصلي خلفه. ثم قال ابن حمران : قيل له : يا ابن رسول الله ! متى يخرج قائمكم ؟ قال عليه السّلام : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ـ ثم ذكر عليه السّلام جملة من علامات الظهور إلى أن قال : ـ وذلك بعد غيبة طويلة » (1).
2 ـ وعن سدير الصيرفي ، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال : « إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها. قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ! ولم ذلك ؟ قال : لأن الله عزّوجلّ أبي إلاّ أن تجري فيه سنن الأنبياء عليهم السّلام في غيباتهم ، وأنه لابدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله تعالى : ( لَتَركَبَنَّ طبقاً عَنْ طَبَقٍ ) (2) أي : سنن من كان قبلكم » (3).
3 ـ وعن حماد بن عبدالكريم الجلالب ، قال : « ذُكِرَ القائم عند أبي عبد الله عليه السّلام فقال : أما أنه لو قد قام ، لقال الناس : أنى يكون هذا ، وقد بُلِيَت عظامه منذ كذا وكذا » (4).
4 ـ وعن سليمان بن خالد ، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : كيف إذا استيأستم من المهدي ؟ فيطلع علكيم صاحبكم مثل قرن الشمس ، يفرح به أهل السماء والأرض. فقيل : يا رسول الله ! وأنى يكون ذلك ؟ قال صلّى الله عليه وآله : إذا غاب عنهم المهدي وأيسوا منه » (5). كناية عن طول غيبته عليه السّلام.
1 ـ مختصر اثبات الرجعة / الفضل بن شاذان : 216 ـ 217 / 18.
2 ـ سورة الانشقاق : 84 / 19.
3 ـ علل الشرائع / الشيخ الصدوق 1 : 245 / 7 باب 179 ، وإكمال الدين 2 : 480 ـ 481 / 6 باب 44.
4 ـ كتاب الغيبة / النعماني : 155 / 14 باب 10 ، وأخرجه قبل هذا عن زائدة بن قدامة ، عن بعض رجاله عن الإمام الصادق عليه السّلام في الحديث رقم 13 من الباب المذكور.
5 ـ دلائل الإمامة : 468 / 455 ( 59 ).