1 ـ سبب الغيبة
فان قيل: وما سبب غيبة صاحب الزمان عليه السلام على التعيين؟
قلنا: اول ما نقول في ذلك ان إمامته عليه السلام وعصمته اذا ثبت بالادلة العقلية والسمعية على ما أوضحناه، فرأيناه غائباً عن الأبصار مع تعين القيام بما فوّض الى الائمة عليه وتوجه الامر بذلك اليه، قطعنا في الجملة على انه لم يغب الا لوجه حكمي له حسنت الغيبة، ولم يجز الشك في امامته لغيبته، ولا الارتياب بوجوده لتعذر معرفته، لان حصول ذلك لعذرّ ما لا ينافي وجوده ولا يقدح في امامته، ولا يلزمنا العلم بذلك الوجه على التفصيل، لانه لا فرق في العلم بحسن الشيء بين أن يعلم وجه حسنه معيناً وبين أن يعلم استناده الى إخبار من لا يجوز عليه فعل القبيح، ولهذا قضينا بالحسن على جميع ما فعله القديم تعالى وكلفه ودعى اليه الرسول وفعله، كما لا يجوز الشك في توحيد الله تعالى وحكمته ونبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته بما ظاهره لا يطابق ذلك بل ينافيه... فانّ العلم على الجملة بان لذلك وجه حكمة توجبه وسبب مصلحة تحسنه كاف لنا فكذلك في مسألتنا، وهذا القدر مغن في اسقاط كل ما يعترض به المخالف في امامة صاحب الزمان عليه السلام على انا نتبرع بذكر السبب في غيبته فنقول: سبب ذلك الخوف على مهجته لان ما عداه من الضرر لا يترك الظهور لاجله بل يتحمل ألم مشقته.
فان قيل: فبما يميز بين الزمان الذي يأمن فيه القتل وبين غيره؟ قلنا: بما جعله النبي علماً على ذلك، وحصل له علمه من جهة آبائه، على أنه غير ممتنع ان يكون خوفه وامنه متعلقين بظنه، وان يكون الله سبحانه تعبده في الغيبة والظهور بالعمل به، فمتى ظن السلامة ظهر، ومتى ظن الهلاك استتر.(ابن زهرة ـ غنية النزوع 2: 215 ـ 217).
1 ـ سبب الغيبة
- الزيارات: 753