13 ـ المصلحة لوجود الامام
فان قيل: اذا كان الخوف قد اقتضى ان المصلحة في استتاره وتباعده فقد تغيرت الحال اذاً في المصلحة بالإمام، واختلف وصار ما توجبونه من كون المصلحة مستمرة بوجوده وأمره ونهيه مختلفاً على ما ترون وهذا خلاف مذهبكم.
الجواب: قلنا المصلحة التي توجب استمرارها على الدوام بوجوده وأمره ونهيه انما هي للمكلفين، وهذه المصلحة ما تغيرت ولا تتغير، وانما قلنا ان الخوف من الظالمين اقتضى ان يكون من مصلحته هو عليه السلام في نفسه الاستتار والتباعد، وما يرجع الى المكلفين به لم يختلف، ومصلحتنا وإن كانت لا تتم الا بظهوره وبروزه، فقد قلنا إن مصلحته الآن في نفسه في خلاف الظهور وذلك غير متناقض، لان من أخاف الإمام وأحوجه الى الغيبة، وإلى أن يكون الاستتار من مصلحته قادر على أن يزيل خوفه فيظهر ويبرز ويصل كل مكلف الى مصلحته، والتمكن مما يسهل سبيل المصلحة تمكن من المصلحة، فمن هذا الوجه لم يزل التكليف الذي به الامام لطف فيه عن المكلفين بالغيبة منه والاستتار، على أن هذا يلزم في النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما استتر في الغار وغاب عن قومه بحيث لا يعرفونه، لأنا نعلم أن المصلحة بظهوره وبيانه كانت ثابتة غير متغيرة، ومع هذا الحال فان المصلحة له في الاستتار والغيبة عند الخوف ولا جواب عن ذلك، وبيان أنه لا تنافي ولا تناقض الا بمثل ما اعتمدناه بعينه.(المرتضى ـ تنزيه الانبياء: 234 ـ 235).
13 ـ المصلحة لوجود الامام
- الزيارات: 697