23 ـ سبب الغيبة ووظيفة الأنام
حكم المسترشدين في زمن الغيبة مع استتار الامام المهدي نقول: انما يجب على الامام المهدي القيام فيما نصب له مع التمكن من ذلك والاختيار، وليس يجب عليه شيء لا يستطيعه، ولا يلزمه فعل الايثار مع الاضطرار، ولم يُؤت الامام في التقية من قبل الله عزوجل، ولا من جهة نفسه واوليائه المؤمنين، وانما اتي ذلك من قبل الظالمين الذين اباحوا دمه ودفعوا نسبه، وانكروا حقه، وحملوا الجمهور على عداوته ومناصبه القائلين بامامته. وكانت البلية فيما يضيع من الاحكام، ويتعطل من الحدود، ويفوت من الصلاح، متعلقة بالظالمين، وامام الانام بريء منها وجميع المؤمنين.
واما الممتحن بحادث يحتاج الى علم الحكم فيه نقد وجب عليه ان يرجع في ذلك الى العلماء من شيعة الامام، وليعلم ذلك من جهتهم بما استودعوه من أئمة الهدى والمتقدمين.
وإن عدم ذلك ـ والعياذ بالله ـ ولم يكن فيه حكم منصوص على حال فيعلم انه على حكم العقل، لانه لو اراد الله ان يتعبد فيه بحكم سمعى لفعل ذلك، ولو فعله لسهل السبيل اليه.
وكذلك القول في المتنازعين يجب عليهم رد ما اختلفوا فيه الى الكتاب والسنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهة خلفائه الراشدين من عترته الطاهرين، ويستعينوا في معرفة ذلك بعلماء الشيعة وفقهائهم، وهذا مع غيبة الإمام، ولو كان الإمام ظاهراً ما وسعه غير الرد اليه والعمل على قوله.(الشيخ المفيد، الرسالة الاولى في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/14، 15).
23 ـ سبب الغيبة ووظيفة الأنام
- الزيارات: 1092