2ـ ادعاء المشاهدة
ان رؤية الامام الثاني عشر عليه السلام وقعت في زمن الغيبة الكبرى لبعض الصالحين... ولا كلام فيه، وانما الكلام في أن مسألة الرؤية هل تنافي قوله عليه السلام: (وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة الا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر)، ام لا تنافي؟ والذي يمكن ان يقال: ان ملاحظة صدر هذا التوقيع تكفي لرفع المنافاة، لانه يشهد على أن المراد نفي من ادعى البابية كبابية النواب الاربعة، ولا يظهر منه نفي مطلق الرؤية، واليك صدر التوقيع:
(بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري اعظم الله أجر إخوانك فيك فإنّك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع امرك ولا توص الى احد، فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الامد، وقسوة القلوب، وامتلاء الارض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة....).
كما احتمله في البحار حيث قال: لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة، وايصال الاخبار من جانبه عليه السلام الى الشيعة على مثال السفراء لئلاّ ينافي الاخبار التي مضت، وستأتي فيمن راه عليه السلام.(البحار 52: 151) وهنا أجوبه أخرى ذكرها العلامة النوري في جنة المأوى.(البحار 53: 318).
هذا مضافاً الى انّ مثل قوله (وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة...) مع قطع النظر عن الصدر لا يفيد الا الظن والظن لا يقاوم مع القطع الحاصل من القضايا التي تدل على رؤيته، ولعل اليه ينظر ما حكي عن فوائد العلامة الطباطبائي حيث قال: (وقد يمنع ايضاً امتناعه {أي امتناع رؤيته } في شأن الخواص وإن اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار ودلالة بعض الاثار.(البحار 53: 320) و (الخرازي، بداية المعارف2: 158 ـ 160).
2ـ ادعاء المشاهدة
- الزيارات: 722