31 ـ انه خارج العادة والعرف
اما الكلام في قول الخصوم: ان دعوى الامامية لصاحبهم انه منذ ولد الى وقتنا هذا مع طول المدة وتجاوزها الحد مستتر لا يعرف احد مكانه، ولا يعلم مستقره، ولا يدعي عدل من الناس لقاءه، ولا يأتي بخبر عنه، ولا يعرف له اثراً خارجة عن العرف، اذ لم تجر العادة لاحدٍ من الناس بذلك... بل لابد من أن يعرف ذلك بعض اهله واوليائه بلقائه وبخبر منه يأتي اليهم عنه، واذا خرج قول الامامية في استتار صاحبهم وغيبته عن حكم العادات بطل ولم يرج قيام حجة.
(الجواب): ليس الامر كما توهمه الخصوم... وإن جماعة من اصحاب أبي محمد الحسن (العسكري)... قد شاهدوا خلفه في حياته، وكانوا اصحابه وخاصته بعد وفاته، والوسائط بينه وبين شيعته دهراً طويلاً في استتاره: ينقلون اليهم عن معالم الدين ويخرجون اليهم اجوبة عن مسائلهم فيه ويقبضون منهم حقوقه لديهم... (وهم السفراء الاربعة وغيرهم من الوكلاء)، وكانوا (هؤلاء) اهل عقل وامانه وثقة ودراية وفهم وتحصيل ونباهة.. كأبي عمر، وعثمان بن سعيد السمان، وابنه ابي جعفر بن عثمان، وبني الرحبا من نصيبين، وبني سعد، وبني مهزيار بالاهواز، وبني الركولي بالكوفة، وبني نوبخت ببغداد، وجماعة من اهل قزوين وقم، وغيرها من الجبال مشهورون بذلك عند الامامية والزيدية معروفون بالاشارة اليه به عند كثير من العامة... وكان السلطان يعظم اقدارهم بجلالة محلهم في الدنيا، ويكرمهم لظاهر امانتهم واشتهار عدالتهم...
وهذا يسقط دعوى الخصوم وفاق الامامية لهم، أن صاحبهم لم ير منذ ادعوا ولادته، ولا عرف له مكان، ولا خبر احد بلقائه.
فاما بعد انقراض من سميناه من اصحاب ابيه واصحابه عليهما السلام، فقد كانت الاخبار عمن تقدم من ائمة آل محمد عليهم السلام متناصرة بانه لابد للقائم المنتظر من غيبتين: أحداهما أطول من الاخرى، يعرف خبره الخاص في القصرى، ولا يعرف العام له مستقراً في الطولي، إلا من تولى خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه الى الاشتغال بغيره....(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/ 77 ـ 82).
31 ـ انه خارج العادة والعرف
- الزيارات: 1287