91 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
انتفاء الامام المعصوم في عصر ما ملزوم للمحال بالضرورة فهو محال، فانتفاء الامام المعصوم في عصر ما محال، واذا استحال صدق السالبة الجزئية وجب صدق الموجبة الكلية، فيجب وجوده في كل عصر، اما الكبرى فظاهرة واما الصغرى فلاستلزام انتفائه ثبوت الحجة للمكلف على الله تعالى في وقت ما لمشاركة المعصوم النبي في المطلوب، اذ النبي يراد منه العلم بالاحكام ولتقريب والتبعيد، وهما موجودان في الامام المعصوم، فيكون نفيه مساوياً لنفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولازم احد المتساويين لازم للآخر، ولكن انتفاء الرسول يستلزم ثبوت الحجة فكذا انتفاء الامام.(العلامة الحلي، الالفين: 99 ـ 100).
92 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى...) امر بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى، وانما يحصل ذلك بمراعاة شرائطها ومعرفة احكامها، والاحتزاز من مبطلاتها على وجه يعلم صوابه، ولا يعلم الا من المعصوم فيجب، وهي عامة في كل عصر فيجب فيه.(العلامة الحلي، الالفين: 100).
93 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون) والبيان الذي يحصل منه العلم انما يكون بالنص مع معرفة الوضع يقيناً او من قول المعصوم، والاول منتف في اكثر الايات فيتعين الثاني، فيستحيل ان يكون الامام غيره، وهي عامة في كل عصر اجماعاً.(العلامة الحلي، الالفين: 100 ـ 101).
94 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم) فنقول: من يؤتيه الله الملك لا يجوز أن يكون غير معصوم، لانه عبارة عن استحقاق الامر والنهي في الخلق، ولا يجوز ان يفعل الله سبحانه وتعالى ذلك بغير المعصوم، وهي عامة في كل عصر بالاجماع....(العلامة الحلي، الالفين: 101).
95 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (قد تبين الرشد من الغي) وجه الاستدلال ان كل ما يطلق عليه رشد وصواب قد اشترك في هذا الوصف الموجب لبيانه وظهوره وتميزه من الخطأ، وكذلك الغي قد اشترك في هذا الوصف الموجب لوجوب بيانه واظهاره فترجيح البعض محال لانه في معرض شيئين: احدهما نفي عذر المكلف مطلقاً، الثاني: الامتنان، ولا يحصل الاول ولا يحسن الثاني الا بالكلي، وليس ذلك الشيء من الكتاب والسنة وحدهما وهو ظاهر، فتعين المعصوم في كل زمان وهو ظاهر وهو مطلوبنا، لا يقال: قوله تعالى: (فيه تبيان كل شيء) ينافي ذلك لانا نقول انه لا يحصل منه الا لمن علم يقيناً مجملاته ومجازاته ومضمراته ومشتركاته، ولا يعلم ذلك يقيناً الا الامام المعصوم لا غيره اجماعاًَ، فدل على ما ذكرتموه في كل زمان.(العلامة الحلي، الالفين: 103).
96 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور) وجه الاستدلال به من وجهين:
الاول: ان هذه عامة في كل الاوقات والظلمات، اما الاول فبالاجماع، واما الثاني فلوجوه، احدها: اشتراك كل ظلمة في هذا الوصف المقتضي للاخراج منها والتنزيه عنها، وثانيها: انه ذكرها في معرض الامتنان، وثالثها: انه جمع معرف بالالف واللام وقد بينا في الاصول عمومه، فدل على ثبوت المعصوم في كل عصر، فيستحيل ان يكون الامام غيره.
الثاني: ان كرم الله تعالى ورحمته يقتضي جعل طريق يوصل الى ذلك لمن رامه من المؤمنين وليس الا المعصوم فيجب في كل عصر.(العلامة الحلي، الالفين: 104).
97 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين) كل ذلك تحريض على فعل الطاعات، والامتناع عن القبائح والاحتراز عن الشبهات، ولا يتم الا بقول المعصوم في كل عصر فيجب.(العلامة الحلي، الالفين: 106).
98 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (ان تبروا وتقسطوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم) والبر والتقوى والاصلاح موقوف على معرفة اوامر الله تعالى ونواهيه والمراد بخطابه، ولا يتم ذلك الا بقول المعصوم في كل عصر لما تقدم من التقرير وغير....(العلامة الحلي، الالفين: 106 ـ 107).
99 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (ان الله بالناس لرؤوف رحيم) وجه الاستدلال ان الإمام المعصوم في كل عصر من اعظم النعم واتمها، وبه تحصل النجاة الاخروية والمنافع الدنيوية، وكان من رأفته ورحمته التي حكم بها على نفسه، وايّ نعمة في جنب هذه النعمة التي بها يحصل نعم الدنيا ونعم الاخرة، فكل النعم اقل منها وتستحقر في جنبها.(العلامة الحلي، الالفين: 107).
100 ـ عدم خلو الزمان من المعصوم
قال تعالى: (ولا تم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون... ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) الاستدلال بها من وجوه:
1 ـ انه قد حكم باتمام النعم علينا، وقد بينا ان الامام المعصوم كل النعم مستحقرة في جنب هذه النعمة، فلو لم يكن قد نصبه الله تعالى لم يكن قد اتم النعم.
2 ـ انه امتن بجعل الرسول وفائدته لا تتم الا بخليفة معصوم يقوم مقامه في كل وقت.
3 ـ ان العلة الداعية الى ارسال الرسل هو اعلام خطاب الله تعالى فيقرب الى الطاعة ويبعد عن المعصية... وهذا الداعي موجود بالنسبة الى الامام والقدرة موجودة، واذا علمنا وجود الداعي والقدرة حكمنا بوقوع الفعل، فدل على وجود الامام المعصوم في كل زمان.(العلامة الحلي، الالفين: 107 ـ 108).