• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

القتال يبدأ:

القتال يبدأ:
بدأ القتال بما فعَله أبو عامر الفاسق الذي كان قد هرب من المدينة مباعداً لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كما أسلفنا، وكان من الأوس، وقد فرّ معه خمسة عشر رجلاً من الأوس بسبب معارضته للاسلام.
وقد تصوّر أبو عامر هذا أن الأوس إذا رأوا يوم اُحُد تركوا نصرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فلما التقى العسكران يومئذ نادى أبو عامر: يا معشر الأوس، أنا أبو عامر.
قالوا: فلا أنعم اللّه بك عيناً يا فاسق. فلما سمع ردّ الأوس تركهم، واعتزل الحرب بعد قليل(1).
ثم إن هناك مواقف وتضحيات عظيمة قام بها رجال معدودون في معركة اُحُد معروفة بين المؤرخين، أبرزها، وأجدرها بالاجلال تضحيات علي عليه السلام ومواقفه الكبرى في ذلك اليوم.
فهو صاحب اللواء والراية في هذه الموقعة الكبرى.
قال الشيخ المفيد في الارشاد: تلت بدراً غزاةُ اُحد وكانت راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بيد أمير المؤمنين عليه السلام فيها ومما يدل على ذلك ما رواه يحيى بن عمارة قال: حدثني الحسن بن موسى بن رباح مولى الانصار قال حدثني أبو البختري القرشي، قال: كانت راية قريش ولواؤها جميعاً بيد قصي ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث اللّه رسوله صلّى اللّه عليه وآله فصارت راية قريش وغيرها الى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، فأقرها في بني هاشم فأعطاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام في غزاة ودان وهي أول غزاة حمل فيها راية في الاسلام مع النبيّ ثم لم تزل معه في المشاهد ببدر وهي البطشة الكبرى في يوم اُحد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فاعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مصعب بن عمير فاستشهد ووقع اللواء من يده فتشوفته القبائل فأخذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فجمع له يومئذ الراية واللواء(2).
وقد ورد عن ابن عباس ما يؤيد ذلك فقد روى أنه قال: لعلي أربع خصال ليس لأحد من العرب غيره (هو) أول عربي وعجمي صلّى مع النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف...(3).
كما عن قتادة: ان علي بن ابي طالب كان صاحب لواء رسول اللّه يوم بدر وفي كل مشهد(4).
ثم إنه كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدري ( وكان يدعى كبش الكتيبة) فبرز ونادى: يا محمّد تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم الى النار، ونجهزكم بأسيافنا الى الجنّة، فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إليّ فبرز إليه علي (عليه السلام) وهو يقول:
يا طلح إن كنتم كما تقول*** لكم خيول ولنا نصول
فاثبت لننظر أيّنا المقتول*** وأيّنا أولى بما تقول
فقد أتاك الأسد المسؤول
بصارمٍ ليس به الفلول*** ينصره القاهر والرسول
ثم تصاولا بعض الوقت قُتل بعده طلحة بضربة علي (عليه السلام) القاضية.
فأخذ الراية اخوان آخران لطلحة فخرجا لقتالِ علي عليه السلام على التناوب فقتلا جميعاً على يديه (عليه السلام).
هذا ويستفاد من كلام لعلي عليه السلام قاله في أيام الشورى التي انعقدت بعد موت الخليفة الثاني.
فقد قال الامام عليه السلام في مجلس ضم كبار الصحابة في تلك المناسبة:
«نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة كلُّهم يأخذ اللواء، ثم جاء صوأب الحبشي مولاهم وهو يقول لا أقتل بسادتي إلا محمداً، قد ازبد شدقاه، واحمّدت عيناه، فاتّقيتموه، وحُدتم عنه، وخرجت إليه، فلما أقبل كأنه قبة مبنيّة فاختلفت أنا وهو ضربتين، فقطعته بنصفين وبقيت عجزه وفخذاه قائمة على الأرض ينظر إليه المسلمون ويضحكون منه».
قالوا: اللهم لا(5).
أجل ان قريشاً كانت قد ادخرت لحمل الراية تسعة رجال من شجعان بني الدار وقد قتلوا جميعاً على يد الامام علي عليه السلام على التوالي فبرز غلامهم وقتل هو أيضاً(6).
المقاتلون بدافع الشهوة !!
من الأبيات التي كانت تتغنّى بها «هند بنت عتبة» زوجة أبي سفيان ومن كان معها من النساء في تحريض رجال قريش وحثهم على القتال واراقة الدماء والمقاومة، ويضربن معها الدفوف والطبول يتبين ان تلك الفئة لم تكن تقاتل من أجل القيم الرفيعة كالطهر والحرية، والخلق الانساني بل كانت تقاتل بدافع الشهوة الجنسية ومن أجل الوصول إلى المآرب الرخيصة.
فقد كانت الأغاني والأبيات التي ترددها تلك النساء اللائي كنَّ يضربن بالدفوف خلف الرجال على نحو خاص هي:
نحن بناتُ طارق*** نمشي على النمارق
إن تقبلوا نُعانِق*** أو تدبروا نفارق
ولا شك أن الفئة التي تقاتل من أجل الشهوات، ويكون دافعها الى الحرب والقتال هو الجنس واللذة، وبالتالي لا تهدف سوى الوصول إلى المآرب الرخيصة فان حالها تختلف إختلافاً بيِّناً وكبيراً عن حال الفئة التي تقاتل من أجل هدف مقدس كاقرار الحرية، ورفع مستوى الفكر، وتحرير البشرية من براثن الجهل وأسر الخضوع للاوثان.
ولا شك أن لكل واحدة من تلك الدوافع آثارها المناسبة في روح المقاتل وسلوكه.
ولهذا لم يمض زمان طويل إلا ووضعت قريش أسلحتها على الارض وولّت هاربة من أرض المعركة بعد أن اُصيبت باصابات قوية بفضل صمود وتضحيات رجال مؤمنين شجعان كعليّ وحمزة وأبي دجانة والزبير و... مخلّفة وراءها غنائم
وأموالاً كثيرة، وأحرز المسلمون بذلك انتصاراً عظيماً على عدوهم القوي في تجهيزاته، الكثير في افراده(7).
الهزيمة بعد الانتصار:
قد يتساءل سائل: لماذا انتصر المسلمون اولاً ؟
لقد انتصروا لأنهم كانوا يقاتلون، ولا يحدوهم في ذلك شيء حتى لحظة الانتصار إلا الرغبة في مرضاة اللّه، ونشر عقيدة التوحيد، وإزالة الموانع عن طريقها، فلم يكن لهم أي دافع ماديّ يشدّهم إلى نفسه.
وقد يتساءل: ولماذا انهزموا أخيراً ؟
لقد انهزموا لأنّ أهداف أكثر المسلمين ونواياهم قد تغيّرت بعد تحقيق الانتصار، فقد توجهت أنظارهم الى الغنائم التي تركتها قريش في أرض المعركة، وفروا منهزمين. لقد خولط اخلاص عدد كبير من المسلمين، ونسوا على أثره أوامر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، وتعاليمه، فغفلوا عن ظروف الحرب.
واليك فيما يأتي تفصيل الحادث:
لقد ذكرنا عند بيان الأوضاع الجغرافية لمنطقة اُحد أنه كان في «جبل اُحد» شِعب (ثغرة) وقد كلّف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خمسين رجلاً من الرماة بمراقبة ذلك الشِعب، وحماية ظهر الجيش الاسلامي، وأمّر عليهم «عبد اللّه بن جبير»، وكان قد أمر قائدهم بأن ينضحوا الخيل ويدفعوها عن المسلمين بالنبل ويمنعوا عناصر العدوّ من التسلّل من خلالها ولا يغادروا ذلك المكان انتصر المسلمون او انهزموا، غلَبوا أو غلِبُوا.
وفعل الرماة ذلك فقد كانوا في أثناء المعركة يحمون ظهور المسلمين، ويرشقون خيل المشركين بالنبل فتولّي هاربة، حتى إذا ظفر النبيّ وأصحابُه، وانكشف المشركون منهزمين، لا يلوون على شيء، وقد تركوا على أرض المعركة غنائم وأموالاً كثيرة، وقد تبعهم بعض رجال المسلمين ممن بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على بذل النفس في سبيل اللّه ومضوا يضعون السلاح فيهم حتى أجهضوهم عن العسكر أما أكثر المسلمين فقد وقعوا ينتهبون العسكر ويجمعون الغنائم تاركين ملاحقة العدوّ وقد اغمدوا السيوف، ونزلوا عن الخيول ظناً بأن الأمر قد انتهى.
فلما رأى الرماة المسؤولون عن مراقبة الشِّعب ذلك قالوا لأنفسهم: ولِم نقيمُ هنا من غير شيء وقد هزَم اللّه العدوّ فلنذهب ونغنم مع إخواننا.
فقال لهم أميرهم (عبد اللّه بن جبير): ألم تعلموا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لكم: إحموا ظهورَنا فلا تبرحوا مكانكم، وإن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا غنِمنا فلا تشركونا إحموا ظهورنا ؟
ولكن أكثر الرماة خالفوا أمر قائدهم هذا وقالوا: لم يرد رسول اللّه هذا، وقد أذلّ المشركين وهزَمهم.
ولهذا نزل أربعون رجلاً من الرماة من الجبل ودخلوا في عسكر المشركين ينتهبون مع غيرهم من المسلمين الاموال وقد تركوا موضعهم الاستراتيجي في الجبل، ولم يبق مع عبد اللّه بن جبير إلا عشرة رجال !!
وهنا استغل «خالد بن الوليد» الذي كان مقاتلاً شجاعاً، قلّة الرماة في ثغرة الجبل، وكان قد حاول مراراً أن يتسلل منها ولكنه كان يقابلُ في كل مرة نبال الرماة، فحمل بمن معه من الرجال على الرماة في حملة التفافيّة وبعد أن قاتل من بقي عند الثغرة وقتلهم بأجمعهم انحدر من الجبل وهاجم المسلمين الذين كانوا منشغلين بجمع الغنائم، وغافلين عما جرى فوق الجبل، ووقعوا في المسلمين ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح، ورمياً بالنبال، ورضخاً بالحجارة، وهم يصيحون تقويةً لجنود المشركين.
فتفرقت جموع المسلمين، وعادت فلولُ قريش تساعد خالداً وجماعته، وأحاطوا جميعاً بالمسلمين من الأمام والخلف، وجعل المسلمون يقاتلون حتى قُتِل منهم سبعون رجلاً.
إن هذه النكسة تعود إلى مخالفة الرماة لأوامر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله تحت تأثير المطامع المادية وتركهم ذلك المكان الاستراتيجي عسكرياً والذي اهتم به القائد الاعلى صلّى اللّه عليه وآله، وأكد بشدة على المحافظة عليه، ودفع أيّ
هجوم من قِبلِ العدوّ عليه. وبذلك فتحوا الطريق - من حيث لا يشعرون - للعدوّ بحيث هاجمتهم الخيل بقيادة خالد بن الوليد، فدخل إلى أرض المعركة من ظهر الجيش الاسلامي، ووجه الى المسلمين تلك الضربة النكراء !!
ولقد ساعد خالداً في هذا «عكرمةُ بن أبي جهل» الذي حمل هو الآخر بمن كان معه من الرجال على المسلمين، وساد على صفوف المسلمين في هذه الحال الهرج والمرج، وعمت فوضى لا نظير لها ساحة المعركة، ولم ير المسلمون مناصاً من أن يدافعوا عن أنفسهم متفرّقين، ولكن عقد القيادة لما قد انفرط بسبب هذه المباغتة العسكرية لم يستطع المسلمون إحراز أي نجاح في الدفاع، بل تحمّلوا - كما أسلفنا - خسائر كبرى في الأرواح، وقُتِل عدد من المسلمين على أيدي اخوانهم من المسلمين خطأ ومن دون قصد.
ولقد صعّدت حملات خالد وعكرمة من معنويات المشركين، ونفخت فيهم روحاً جديدة فعادت قواتهم الهاربة المنهزمة قبل قليل، ودخلت ساحة المعركة ثانية، وساعدت جماعة منهم خالداً وعكرمة وحاصروا المسلمين من كل ناحية وقُتِل جمع كبير من المسلمين بسبب ذلك !!
شائعة مقتل النبيّ: وفي هذا الأثناء حمل «الليثي»(8) وكان من صناديد قريش وأبطالها على مصعب بن عمير حامل لواء الاسلام في تلك المعركة وهو يظن أنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وتبودلت بينهما طعنات وضربات حتى قتل «مصعب» بضربة قاضية من الليثي، وكان المسلمون يومئذ ملثَّمين، ثم صاح: قتلت محمّداً، أو قال ألا قد قُتِل محمد، ألا قد قُتِل محمد.
فانتشر هذا الخبر في جموع المسلمين كالنار في الهشيم وعلمت قريش بذلك فسروا بذلك سروراً عظيماً، وارتفعت الاصوات في ساحة القتال تنادي: ألا قد
قُتِل محمّد، ألا قد قُتِل محمّد.
ولقد زاد هذا الخبر الكاذب من جرأة العدوّ فتحركت جحافله وأفراده نحو المسلمين يسعى كل واحد منهم أن يقتطع من جسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عضواً، وبذلك ينال فخراً في أوساط المشركين !!
وبقدر ما ترك هذا الخبر الكاذب من أثر ايجابي في نفوس المشركين، ترك أثراً سيئاً جداً في نفوس المسلمين، وأضعف معنوياتهم بشدة بحيث تخلّى عدد كبير من المسلمين عن القتال، ولجأوا إلى الجبل فراراً بأنفسهم، ولم يثبت الا عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد من الرجال.
هل يمكن أن ينكر أحد فرار البعض ؟
لا يمكن أبداً أن ينكر أحد فرار أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله إلا من يعدّون بالاصابع في تلك المعركة، ولا يمنع كونهم صحابة، أو كونهم أصبحوا في ما بعد ذوي مكانة أو مناصب في المجتمع الإسلامي في ما بعد، من القبول بهذه الحقيقة التاريخية المرّة.
فهذا هو ابن هشام المؤرخ الاسلامي الكبير يكتب في هذا الصدد قائلاً: إنتهى أنس بن النضر عمُّ أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد اللّه في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بايديهم(9) فقال: ما يجلسكم ؟ (اي ما يقعدكم عن القتال والمقاومة).
قالوا: قُتِل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ فموتوا على ما مات عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
ثم عاد الى المشركين فقاتلهم حتى قُتِل.
أو قال: حسب رواية كثير من المؤرخين: - ان كان محمد قد قُتِل فان رب محمّد لم يُقتل، وما تصنعون بالحياة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فقاتِلوا على
ما قاتل عليه رسول اللّه، ومُوتوا على ما مات عليه ثم قال: اللّهم إنّي اعتذر اليك مما يقوله هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ثم شد بسيفه على الكفار فقاتل حتى قُتِل.
ويروي ابن هشام عن أنس بن مالك (ابن أخ انس بن النضر) لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين جراحة فما عرفه إلا اُختُه عرفته ببنانه(1).
وكتب الواقدي في مغازيه يقول:
حدثني ابن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم واسم أبي جهم عبيد قال: كان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام يقول: الحمد للّه الذي هداني للاسلام، لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جالوا وانهزموا يوم اُحد وما معه أحد وأنّي لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري فنكبتُ عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرتُ اليه موجّهاً إلى الشعب(10).
وقد بلغ الانهزام والضعف النفسي ببعض الصحابة في هذه المعركة بحيث أخذ يفكر في التبري من الاسلام لينجو بنفسه فقال: ليت لنا رسولاً إلى عبد اللّه بن أبي فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان !!(11).
القرآن يكشف عن بعض الحقائق:
إن الآيات القرآنية تمزق كل حجب الجهل والتعصب التي اُسدلت على هذه المسألة، وتفيد بوضوح أن طائفة من أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله اعتقدوا بأن ما أخبر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من الظفر، والنصر لا أساس له من الصحة، فان اللّه تعالى يقول في هذا الصدد:
«وطائِفة قد أهمَّتهُم أنفُسُهُم يظُنُّون بِاللّهِ غير الحقِ ظنَّ الجاهِليَّةِ يقُولُون هل لنا من الأمِرِ من شيء»(12).
وفي امكانك أيها القارئ الكريم أن تحصل على الحقائق المكتومة في هذا
المجال بالتمعن في آيات من سورة آل عمران(13).
فهذه الآيات تكشف بصورة كاملة عن عقيدة الشيعة حول أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
فان الشيعة تعتقد بأنه لم يكن جميع صحابة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أوفياء لعقيدة التوحيد، متفانين في سبيله، بل كان منهم الضعيف في ايمانه والمنافق، والمتردد، ومع ذلك لم يكن المؤمنون الأتقياء والصالحون الأبرار قلة أيضاً.
ومن العجيب والمؤسف أن يسعى بعض الكُتاب من أهل السنة اليوم إلى التغطية على كثيرٍ من المواقف والاعمال المشينة التي بدرت من بعض الصحابة كالذي مرّ عليك في معركة اُحد، ويحاول تجاوزها بنوع من التبرير البعيد عن روح الحقيقة كمحاولة للمحافظة على شأن جميع الصحابة، ومكانتهم على حين أن هذه التبريرات الفجة، وهذا التعصب اللامنطقي لا يمكنها أن تمنع من رؤية الحقيقة كما هي.
فأي كاتب يستطيع إنكار مفاد هذه الآية التي تصرح قائلة:
«إذ تُصعِدُون ولا تلوُون على احدٍ والرَّسُولُ يدعُوكُم في اُخراكُم»(14).
إن هذه الآية تقصدُ اولئِك الّذين رآهم أنس بن النضر، ومن شابههُم من الذين تركوا ساحة المعركة، ولجأوا إلى الجبل، وجلسوا يفكّرون في نجاة أنفسهم !!
والأوضح من الآية السابقة قولُ اللّه تعالى:
«إنَّ الذين تولَّوا مِنكُم يوم التقى الجمعانِ إنّما استزلَّهُمُ الشَّيطانُ ببعضِ ما كسبُوا ولقد عفا اللّهُ عنهُم إن اللّه غفُور حليم»(15).
إن اللّه تعالى يعاتب ويوبّخ الّذين تذرّعوا - لفرارهم من المعركة - بنبأ مقتل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على يد العدوّ، وراحوا يفكرون في الحصول على أمان من أبي سفيان بواسطة عبد اللّه بن اُبي اذ يقول:
«وما مُحمَّد إلا رسُول قد خلت مِن قبلِهِ الرُّسُلُ أفاِن مات أو قُتِل انقلبتُم على أعقابِكُم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضُرَّ اللّه شيئاً وسيجزي اللّه الشاكِرين»(16).
التجارب المرة:
إن في أحداثِ معركة «اُحد» ووقائعها تجارب مرة وأُخرى حلوة فهذه الحوادث والوقائع تثبت بجلاء صمود واستقامة جماعة، وضعف وهزيمة آخرين.
كما أنه يستفاد من ملاحظة الحوادث التاريخية أنه لا يمكن اعتبار جميع المسلمين الذين عاصروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أتقياء عدولاً بحجّة أنهم صحبوا النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، لأن الذين أخلّوا مراكزهم على الجبل، يوم اُحد وعصوا أمر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله في تلك اللحظات الخطيرة، وجرُّوا بفعلهم على المسلمين تلك المحنة الكبرى، كانوا أيضاً ممّن صحبوا النبيّ صلّى اللّه عليه وآله.
يقول المؤرخ الاسلاميّ الكبير الواقدي في هذا الصدد: «بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم اُحد ثمانية على الموت: ثلاثة من المهاجرين علي وطلحة والزبير، وخمسة من الأنصار» فثبتوا وهرب الآخرون(17).
وكتب العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي أيضاً: حضرت عند محمد بن معد العلوي الموسوي الفقيه على رأي الشيعة الإمامية رحمه اللّه في داره بدرب الدواب ببغداد في سنة 608 هجرية، وقارئ يقرأ عنده مغازي الواقدي، فقرأ: حدثنا الواقدي عن ابن أبي سبرة عن خالد بن رياح عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن محمد بن مسلمة قال: سمعت اُذناي، وأبصرت عيناي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول يوم اُحد، وقد انكشف الناس الى الجبل وهو يدعوهم وهم لا يلوون عليه، سمعته يقول:
«إليّ يا فلان، إليّ يا فلان أنا رسول اللّه».
فما عرّج عليه واحد منهما، ومضيا !! فأشار ابن معد إليّ أي إسمع.
فقلت: وما في هذا ؟ قال: هذه كناية عنهما. (أي اللذين تسنّما مسند الخلافة
بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله).
فقلت: ويجوز أن لا يكون عنهما لعله عن غيرهما.
قال: ليس في الصحابة من يُحتشَم من ذكره بالفرار، وما شابهه من العيب، فيضطرّ القائلُ إلى الكناية إلا هما.
قلت له: هذا ممنوع.
فقال: دعنا من جدلك ومنعك، ثم حلف أنه ما عنى الواقديُّ غيرهما، وأنه لو كان غيرُهما لذكرهما صريحاً(18).
كما أنّ العلامة ابن أبي الحديد ذكر في شرحه لنهج البلاغة أيضاً اتفاق الرواة كافة على أن عثمان لم يثبت في تلك اللحظات الحساسة يوم اُحُد(19).
وستقرأ في الصفحات القادمة ما قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عن امرأةٍ مجاهدةٍ متفانية في سبيل الرسالة الاسلامية تدعى «نسيبة المازنية» دافعت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم اُحُد.
فقد لمّح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في كلامه عنها وعن موقفها العظيم يومذاك، إلى ما يقلّل من شأن الذين فرّوا من المعركة.
نحن لا نريد هنا الاساءة إلى أيّ واحد من صحابة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، بل غاية ما نتوخّاه هو الكشف عن الحقيقة، وإماطة اللثام عن الواقع، فبقدر ما نستنكر، ونقبّح فرار من فرّ، نكبر صمود وثبات من ثبت ممن سنأتي على ذكرهم في الصفحات القادمة، وهذا هو ما تمليه علينا روح التحليل الصادق أو تقتضيه أمانة النقل، وما يسمى بالامانة التاريخية على الأقل.
خمسة يتحالفون على قتل النبيّ:
في تلك اللحظات التي تشتت فيها جيش المسلمين، وانفرط عقده، وفي الوقت الذي تركزت فيه حملات المشركين من كل ناحية على رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله تعاهد خمسة أنفارٍ من صناديد قريش المعروفين أن يضعوا نهايةً لحياة النبيّ الاكرم صلّى اللّه عليه وآله ويقضوا عليها مهما كلّفهم من الثمن(20).
وهؤلاء هم:
1 - عبد اللّه بن شهاب الذي جرح جبهة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله.
2 - عتبة بن أبي وقاص الذي رمى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بأربعة أحجار فكسر رُباعيته صلّى اللّه عليه وآله، وجرح باطنها، من الجهة اليمنى.
3 - ابن قميئة الليثي الذي رمى وجنتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجرحهما بحيث غاب حلق المغفر في وجنته صلّى اللّه عليه وآله فأخرجها أبو عبيدة الجراح بأسنانه فكسرت ثنيتاه العليا والسفلى.
4 - عبد اللّه بن حميد الذي قُتِل على يد بطل الإسلام أبي دجانة وهو يحمل على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله.
5 - اُبيّ بن خلف وكان من الذين قُتلوا بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله نفسه.
فهو واجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله عندما وصل صلّى اللّه عليه وآله إلى الشِعب، وقد عرفه بعض أصحابه وأحاطوا به، فجعل يصيح بأعلى صوته: يا محمّد لا نجوتُ ان نجوتَ، وحمل على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ولما دنا تناولَ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الحربة من «الحارث بن الصمّة»، ثم انتفض انتفاضةً شديدة وطعن «ابيّاً» بالحربة في عنقه، وهو على فرسه، فجعل اُبيُّ يخور كما يخور الثور!
ومع أن ما أصاب اُبيّاً من جراحة كان يبدو بسيطاً، إلا أنه تملّكه رعب وخوف شديدان إذ لم ينفعه معهما تطمينات رفاقه، ولم يذهب عنه الروع بكلامهم، وكان يقول: واللات والعزى لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز(21) لماتوا أجمعون.
اليس قال: (أي النبيّ يومَ كان بمكة) أنا أقتلُك إن شاء اللّه، قتلني واللّه محمّد !!
وقد فعلت الطعنة، وكذا خوفه فعلتهما فمات في منطقة تدعى سرف (وهو موضع على ستة أميال من مكة) فيما كانت قريش قافلةً من اُحد الى مكة(22).
حقاً إن هذا ينمُّ عن منتهى الدناءة والخسة في خُلُق قريش وموقفها، فمع أنها كانت تعرف صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وتعترف به، وتنكرُ أن يكون قد صدر منه كِذب في قول، أو خُلف في وعد، كانت تعاديه أشدّ العِداء، وتمدّ نحوه يد العدوان، وتبغي مصرعه، وتسعى إلى اراقة دمه !!
كما أنه من جهة اُخرى يدل على شجاعة رسول الاسلام صلّى اللّه عليه وآله وبطولته ومقدرته الروحية الكبرى، من ناحية اُخرى، وثباته في عمله من ناحية ثالثة.
أجل لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يدافع عن رسالته السماوية، وعن حياض عقيدته التوحيدية العظمى، ويصمد لاعدائه صمودَ الجبال الرواسخ مع أنه ربما دنا من الموت وكان منه قاب قوسين أو أدنى.
ومع أنه كان صلّى اللّه عليه وآله يرى أن كل همّ المشركين وكل حملاتهم موجهة نحوه بشخصه، إلا أنه لم يشهد أحد منه أي قول أو فعل يشعر بتوجسه واضطرابه، ولقد صرح المؤرخون بهذا الأمر، فقد كتب المقريزي ونادى المشركون بشعارهم (ياللعزى، يالهُبل) فارجعوا في المسلمين قتلاً ذريعاً، ونالوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ما نالوا. ولم يزل صلّى اللّه عليه وآله شبراً واحداً بل وقف في وجه العدوّ، وأصحابه تثوب إليه مرة طائفة وتتفرق عنه مرة، وهو يرمي عن قوسه أو بحجر حتى تحاجزوا(23).
نعم غاية ما سمع منه صلّى اللّه عليه وآله هو ما قاله عندما كان يمسح الدم
عن وجهه المبارك اذ قال:
«كيف يفلحُ قوم خضَّبوا وجه نبيّهم بالدَّم وهو يدعوهم إلى اللّه ؟!»(24).
إن هذه العبارة الخالدة تكشف عن عمق رحمة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وعاطفته حتى بالنسبة إلى اعدائه الألدّاء.
بينما تكشف كلمة قالها علي عليه السلام عن شجاعته صلّى اللّه عليه وآله الفائقة إذ قال:
«كُنّا إذا احمر البأس اتقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلم يكن احد أقرب منّا إلى العدوّ منه»(25).
من هنا فان سلامة النبيّ الاكرم صلّى اللّه عليه وآله في الحروب تعود في أكثر أسبابها إلى حسن دفاعه عن دينه، وعن نفسه، والى شجاعته في المعارك.
ولقد كانت ثمة علل وأسباب صانت هي الاُخرى حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من أن يلحقها خطر أو ضرر، الا وهو تضحية وتفاني تلك القلة القليلة من أصحابه الأوفياء الذين بذلوا غاية جهدهم للحفاظ على حياة رسول الاسلام العظيم صلّى اللّه عليه وآله وبذلك أبقوا على هذا المشعل الوقاد، وهذا السراج المنير.
لقد قاتل رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله يوم اُحُد قتالاً شديداً، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه، وانقطع وتره(26).
على أن الّذين دافعوا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد(27)، وحتى هذه القلة القليلة المدافعة ثباتهم معه جميعاً غير مقطوع به من منظار علم التاريخ، ومن زاوية التحقيق التاريخي.
نعم ما هو متفق عليه بين المؤرخين، وأرباب السير هو ثبات أفراد قلائل نعمد هنا إلى ذكر أسمائهم ومواقفهم بشيء من التفصيل.
الدفاع الموفق أو النصر المجدّد:
لو أننا أسمينا هذه المرحلة من تاريخ الاسلام بمرحلة النصر المجدّد لما قلنا جزافاً، فان المقصود من هذا الانتصار هو أن المسلمين استطاعوا - وخلافاً لتوقعات العدو الحاقد - أن يصونوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من خطر الموت الذي كاد أن يكون محققاً، وهذا هو انتصار مجدّد أصابه جند الاسلام.
أما اذا عزونا هذا الانتصار إلى جيش الاسلام برمّته فان ذلك انما هو لأجل تعظيم مقام المجاهدين المسلمين، وإلا فان ثقل هذا الانتصار العظيم وقع على عاتقِ عدد معدود جداً من رجال الاسلام الذين صانوا حياة الرسول الأكرم عن طريق المخاطرة بحياتهم، وتعريضها للخطر الجدي.
وفي الحقيقة فإنّ بقاء الدولة الاسلامية، وبقاء جذوة هذا الدين المبارك مشتعلةً إنما هو نتيجة تضحيات تلكم القلة القليلة المتفانية في سبيل اللّه ورسوله.
واليك فيما يلي استعراضاً إجمالياً لتضحيات اولئك الرجال المتفانين في سبيل العقيدة والدين:
1 - إن أول وأبرز الرجال الصامدين الثابتين على طريق الجهاد والتضحية في هذه الواقعة هو شاب بطل لم يتجاوز ربيعه السادس والعشرين من عمره...، هو الذي رافق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله من سني صغره وبدايات حياته وحتى لحظة وفاة الرسول الاكرم صلّى اللّه عليه وآله.
إن بطل الاسلام الاكبر وان ذلك الفدائي الواقعي هو الامام «عليّ بن أبي طالب» عليه السلام الذي تحفظ ذاكرة التاريخ الاسلامي عنه الكثير الكثير من مواقف التضحية والفداء في سبيل نشر الاسلام والدفاع عن حوزة التوحيد، وارساء دعائمه.
وفي الاساس ان هذا الانتصار المجدَّد - على غرار الانتصار الأول - إنما جاء نتيجةً لبسالة وبطولة هذا المجاهد المتفاني في سبيل الاسلام ذلك لأن السبب الجوهري في هزيمة قريش وفرارها في بداية المعركة كان هو سقوط لوائها بعد




______________________________
(1) الكيّول: آخر الصفوف في الحرب.
(2) السيرة النبوية: ج 2 ص 68 و69.
(3) السيرة النبوية: ج 2 ص 67.
(4) الارشاد: ص 43، بحار الأنوار: ج 20 ص 80.
(5) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق المعروف بتاريخ ابن عساكر: ج 1 ص 142.
(6) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق المعروف بتاريخ ابن عساكر: ج 9 ص 142.
(7) الخصال: ص 560.
(8) وقد ذكر المجلسي قصة مصرع هؤلاء في البحار: ج 20 ص 81 - 82.
(9) السيرة النبوية: ج 2 ص 68، تاريخ الطبري: ج 2 ص 194.
(10) هو عبد اللّه بن قمئة الليثي.
(11) أي استسلموا.
(12) السيرة النبوية: ج 2 ص 83 راجع تفسير المنار: ج 4 ص 102.
(13) المغازي: ج 1 ص 237.
(14) بحار الأنوار: ج 20 ص 27.
(15) آل عمران: 154.
(16) الآيات: 121 - 180.
(17) آل عمران: 153.
(18) و(19) آل عمران: 155 و144.
(20) المغازي: ج 2 ص 240.
(21) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 15 ص 23 و24.
(22) المغازي: ج 1 ص 278 و279.
(23) المغازي: ج 1 ص 243.
(24) كان ذو المجاز سوقاً من أسواق العرب وهو عن يمين الموقف بعرفة قريباً من كبكب (معجم ما استعجم على ما في حواشي المغازي: ص 508).
(25) السيرة النبوية: ج 2 ص 84، المغازي: ج 1 ص 251.
(26) امتاع الاسماع: ج 1 ص 131، المغازي: ج 2 ص 240.
(27) بحار الأنوار: ج 20 ص 102
(28) نهج البلاغة: فصل في غريب كلامه رقم 9.
(29) الكامل في التاريخ: ج 2 ص 107.
(30) شرح نهج البلاغة: ج 15 ص 20 و21.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page