يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ
أفاد السيّد شبّر (قدس سره) (1) : أنّه اختار الشارع لفظ السلام وجعله تحيّة الإسلام لما فيه من المعاني الجامعة ، أو لأنّه مطابق لإسم الله تيمّناً وتبرّكاً ، ويجري هذا المعنى في التسليمات الآتية أيضاً .
واعلم أنّه يجوز الإتيان بالسلام منكّراً ومعرّفاً ، تبعاً للكتاب الكريم في قوله تعالى : (وَسَلاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) (2) وقوله سبحانه : ((وَالسَّلاَمُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى) (3) ولعلّ المعرّف أزين لفظاً وأبلغ معنىً .
(1) ـ أهل بيت النبي هم الأئمّة الطاهرون وفاطمة الزهراء سيّدة النساء (عليهم السلام) ، كما يستفاد من حديث الإحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) الوارد في تفسير قوله تعالى : ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (4) جاء في هذا الحديث : « فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كساءً خيبريّاً ، فضمّني فيه وفاطمة والحسن والحسين . ثمّ قال : ياربّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » (5) (6) .
ـ وروى الصدوق (قدس سره) أنّه سُئل الصادق (عليه السلام) مَن آل محمّد ؟
فقال : ذرّيته .
فقيل : ومَن أهل بيته ؟
قال : الأئمّة .
قيل : ومَن عترته ؟
قال : أصحاب العباء .
قيل : فمن اُمّته ؟
قال : المؤمنون (7) .
والنبوّة في الأصل : امّا مأخوذة من مادّة (نبا) أي إرتفع ، ويُسمّى النبي نبيّاً لإرتفاعه وشرفه على سائر الخلق .
أو مأخوذة من مادّة (النبأ) بالهمزة ، بمعنى الخبر ، فيكون النبي بمعنى المنبئ ، وهو المخبر عن الله تعالى بغير وساطة بشر بينه وبين الله تعالى ، أعمّ من أن يكون له شريعة كنبيّنا (صلى الله عليه وآله) ، أو ليس له شريعة كيحيى سلام الله عليه (8) .
ويمكن إجتماع كلا المعنيين في النبي كما تلاحظه في رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
وتلاحظ الفرق بين الرسول والنبي في حديث زرارة قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : (وَكَانَ رَسُولا نَّبِيّاً) (9) ما الرسول وما النبي ؟
قال : النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ،
____________
(1) الأنوار اللامعة : ص39 .
(2) سورة النمل : الآية 59 .
(3) سورة طه : الآية 47 .
(4) سورة الأحزاب : الآية 33 .
(5) تفسير البرهان : ج2 ص844 .
(6) وتلاحظ نزول هذه الآية في رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وبنيه التسعة الأئمّة (عليهم السلام) من طريق الخاصّة في أربعة وثلاثين حديثاً ، ومن طريق العامّة في أحد وأربعين حديثاً جاءت في غاية المرام : ص287 ب192 .
(7) معاني الأخبار : ص94 ح3 .
(8) مجمع البحرين : ص86 ، مادّة نبا .
(9) سورة مريم : الآية 51
مَن هم أهل بيت الرسول (عليهم السلام
- الزيارات: 794