وقد ذكرناها في الفصل الثاني ، ونذكر هنا حديثاً مهماً عن الاِمام الصادق عليه السلام يفيد التذكير بها .
عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : قلت له : آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما ؟
فقال : « وما هما ؟ قال: قلت: قوله تعالى : ﴿ ادعوني استَجِب لكُم ﴾ (1) ثم أدعو فلا أرى الاجابة !
قال : فقال لي : أفترى الله تعالى أخلف وعده ؟ قال : قلت : لا .
قال : فمه ؟ قلت : لا أدري...
فقال : لكني أُخبرك إن شاء الله تعالى ، أما إنّكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثمّ دعوتموه لاَجابكم ، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لاَجابكم .
قال : قلت : وما جهة الدعاء ؟
قال : إذا أديت الفريضة مجّدت الله وعظّمته وتمدحه بكلّ ما تقدر عليه ، وتصلّي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة ، وتصلّي على أئمة الهدى عليهم السلام ، ثمّ تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أبلاك وأولاك ، وتذكر نعمه عندك وعليك ، وما صنع بك فتحمده وتشكره على ذلك ، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقرّ بها أو بما ذكرت منها ، وتجمل ما خفي عليك منها ، فتتوب إلى الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألا تعود ، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ، ويكون من قولك : «اللهمّ إني اعتذر إليك من ذنوبي ، واستغفرك وأتوب إليك ، فأعني على طاعتك ، ووفقني لما أوجبت عليَّ من كلِّ ما يرضيك ، فانّي لم أرَ أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلاّ بنعمتك عليه قبل طاعتك ، فأنعم عليَّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة» ثمّ تسأل بعد ذلك حاجتك ، فإنّي أرجو أن لا يخيّبك إن شاء الله تعالى... » (2) .
_____________
(1) سورة غافر : 40 | 60 .
(2) بحار الانوار 93 : 320 .
1 ـ مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء :
- الزيارات: 1025