• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

8 ـ قراءة القرآن :

روي عن أبي الحسن عليه السلام أنّه قال : «إذا خفت أمراً ، فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ، ثم قُل : اللهمّ اكشف عني البلاء ، ثلاث مرات» (1).
أسباب تأخر الاجابة :
قد يقال : إنّنا نرى كثيراً من الناس يدعون الله تعالى فلا يستجاب لهم ، وقد ورد في الحديث أيضاً ما يدلُّ على تأخر الاجابة لعشرين أو أربعين عاماً .
فعن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لاَبي عبدالله عليه السلام : يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر ؟
قال : «نعم ، عشرين سنة » (2).
وعنه عليه السلام : «كان بين قول الله عزَّ وجلّ :( قد أجيبت دَعوَتُكما ) (3) فرعون أربعين عاماً » (4).
فهل يتنافى ذلك مع ما جاء في محكم الكتاب الكريم : ﴿ أجيبت دعوة الدَّاعِ إذا دعانِ ﴾(5) وقوله سبحانه:﴿ ادعوني أستجِب لكُم ﴾(6) ، وما جاء على لسان الصادق الاَمين صلى الله عليه وآله وسلم : «ما فُتح لاَحد باب دعاء ، إلاّ فتح الله له فيه باب إجابته » (7)؟
نقول : إنّ الدعاء من أقوى الاَسباب في تحقيق المطلوب ودفع المكروه ، ولكنّه قد يكون ضعيفاً في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لكونه مخالفاً لسنن التكوين والتشريع ، أو لاَن الداعي لم يراع شروط الدعاء ولم يتقيد بآدابه ، أو لوجود الموانع التي تحجب الدعاء عن الصعود : كأكل الحرام ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الشهوة والهوى وحبّ الدنيا على النفس .
فإذا قيل بعدم الاخلال في جميع ذلك ، فيمكن حصر الاَسباب المؤدية إلى تأخر الاجابة بما يلي :
1 ـ إنّ الداعي قد يرى في دعائه صلاحاً ظاهراً ، فيلحُّ بالدعاء والمسألة ، ولكن لو استجيب له ، فإنّ الاستجابة قد تنطوي على مفسدة له أو لغيره لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، قال تعالى: ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكُم وعسى أن تُحبُّوا شيئاً وهو شرٌ لَّكُم واللهُ يعلمُ وأنتُم لا تعلمُون﴾ (8) .
وفي زبور داود عليه السلام : يقول الله تعالى : «يا بن آدم ، تسألني فأمنعك ، لعلمي بما ينفعك » (9).
وعليه فإنّ اجابة الدعاء إن كانت مصلحة والمصلحة في تعجيلها ، فإنّه تعالى يعجّلها ، وان اقتضت المصلحة تأخيرها إلى وقت معين أُجّلت ، ويحصل للداعي الاَجر والثواب لصبره في هذه المدة .
وإذا لم يترتب على الاجابة غير الشر والفساد ، فإنّه تعالى لا يستجيب الدعاء لسبق رحمته وجزيل نعمته ، ولاَنّه تعالى لا يفعل خلاف مقتضى الحكمة والمصلحة : ( ولا يعجل اللهُ للناسِ الشرَّ استعجالهُم بالخيرِ لقُضيَ إليهم أجَلُهُم) (1) وفي هذه الحالة يثاب المؤمن على دعائه إما عاجلاً بدفع السوء عنه ، وإعطائه السكينة في نفسه ، والانشراح في صدره ، والصبر الذي يسهل معه احتمال البلاء الحاضر ، أو آجلاً في الآخرة كما يثاب على سائر الطاعات والصالحات من أعماله ، وذلك أعظم درجة عند الله تعالى ، لاَنّ عطاء الآخرة دائم لا نفاد له ، وعطاء الدنيا منقطع إلى نفاد .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما من مؤمن دعا الله سبحانه دعوة ، ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم ، إلاّ أعطاه الله بها أحد خصال ثلاث : إمّا أن يعجّل دعوته ، وإمّا أن يدّخر له ، وإمّا أن يدفع عنه من السوء مثلها . قالوا : يارسول الله ، إذن نكثر ؟ قال :اكثروا » (2).
وعن أبي جعفر عليه السلام ، أنّه قال : «والله ما أخّر الله عزَّ وجلّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم ممّا عجّل لهم فيها ، وأي شيءٍ الدنيا ! » (3).
وورد في دعاء الافتتاح : «وأسألك مستأنساً لا خائفاً ولا وجلاً مدلاً عليك فيما قصدت فيه إليك ، فإن أبطأ عنّي عتبتُ بجهلي عليك ، ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الاُمور » (1).
2 ـ وقد تؤخر الاجابة عن العبد المؤمن لزيادة صلاحه وعظم منزلته عند الله عزَّ وجلّ ، فتؤخر إجابته لمحبّة سماع صوته والاكثار من دعائه ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّ الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء ، كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام ، قال الله تعالى : «وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي إنّي لاَحمي وليي أن أعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتى يدعوني فأسمع صوته ، وإني لاَعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضاً له» (2).
وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ المؤمن ليدعو الله عزَّ وجلّ في حاجته ، فيقول الله عزَّ وجلّ : أخّروا إجابته شوقاً إلى صوته ودعائه ، فإذا كان يوم القيامة قال الله عزَّ وجلّ : عبدي ، دعوتني فأخرت اجابتك ، وثوابك كذا وكذا ، ودعوتني في كذا وكذا فأخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا ، قال : فيتمنّى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا ممّا يرى من حسن الثواب » (3).
وقال الاِمام الرضا عليه السلام : «إنّ الله يؤخّر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه، ويقول : صوت أحبّ أن أسمعه... » (4).
وممّا تقدّم يتبين أنّ الدعاء مستجاب إذا أخلص الداعي في إتيان أدبه وشرطه ، وتوجّه بقلبه إلى الله تعالى منقطعاً عن جميع الاَسباب ، والاستجابة إما عاجلة في دار الدنيا ، أو آجلة في الآخرة ، وإذا تأخرت الاستجابة فلمصالح لا يعلمها إلاّ عالم السرّ وأخفى ، وتأخيرها يصبُّ في صالح الداعي ، فعليه أن لا يقنط من رحمة ربه ، ولا يستبطىء الاجابة فيملُّ الدعاء .
_________
(1) بحار الانوار 93 : 176 | 1 .
(2) الكافي 2 : 355 | 4 .
(3) سورة يونس : 10 | 89 .
(4) الكافي 2: 355| 5.
(5) سورة البقرة : 2 | 186 .
(6) سورة غافر : 40 | 60 .
(7) الأمالي للشيخ الطوسي 1 : 5 .
(8) سورة البقرة : 2 | 216 .
(9) بحار الاَنوار 73 : 365 | 98 .
(10) سورة يونس : 10 | 11 .
(11) وسائل الشيعة 7 : 27 | 8 .
(12) الكافي 2 : 354 | 1 ، وقرب الاسناد : 171 .
(13) مصباح المتهجد : 578 .
(14) بحار الانوار 93 : 371 | 10 .
(15) الكافي 2 : 356 | 9 .
(16) بحار الانوار 93 : 370 | 7 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page