• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الامام الحسين وخريطة الثورة

أنظروا الى الامام الحسين (ع) حينما يرسم خريطة نهضته وحركته، منذ البدء يقول:
((خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وكأن بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواريس وكربلاء)).
في مكة المكرمة كانت الاخبار آنئذ تواترت بسقوط الكوفة بيد الحركة الاسلامية، والكوفة عاصمة اسلامية شهيرة آنذاك، أولا أقل احدى الخواصر الثلاث في العالم الاسلامي التي كانت تؤثر على مصير السياسة الاسلامية آنئذ، بالاضافة الى البصرة والشام، ولكن مع كل ذلك تجد الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، يوحي الى الجماهير المؤمنة الملتفة حوله في ظلال بيت الله الحرام، يوحي اليهم بأن مصيره هو الموت، وانه سيستمر على هذه الطريق حتى اذاكان ينتهي به الى الموت هو وأولاده ونساؤه الى القتل أو السبي.
((خط الموت على ولد آدم)).
يعبر الامام الحسين (ع) عن الموت بالنهاية المفضلة والسعيدة والحتمية للانسان الذي يعيش الذل والهوان: الموت زينة الانسان اذا كانت الحياة ذلة وهوان.
((مخط القلادة على جيد الفتاة)).
وتعبيراً عن مدى اشتيافه الى الموت يقول:
((ما أولهني الى أسلافي)).
كم أنا مشتاق ووله للوصول الى الذين مضوا من آل بيتي لالحق بهم كما كان يعقوب مشتاقاً الى يوسف.
الوجه الثالث: القيادة الالهية الصحيحة
وهذه هي الصفة الاساسية المشتركة بين الحركتين وبين النهضتين، صفة ذلك القائد الذي لا يأبه بأي عقبة، ولا يتأثر بأي صعوبة في طريقه، وهذه هي الصفة المشتركة أيضاً بين حركة الامام الحسين (ع) وكل حركة رسالية تريد أن توقظ ضمير الجماهير الذي لفه الخوف والجبن والجمود، الجماهير المؤمنة التي كانت في عصر الامام الحسين (ع)، وربما حتى في عصرنا هي التي تعرف مصالحها، وتعرف ان حكامها ظلمة ومنحرفون، وتعلم بأن الطريق هو الثورة ومجابهة العنف الارهابي بالعنف الثوري، أو لا أفل مجابهة ذلك العنف بالشجاعة وبإراقة الدماء وبحمل راية المظومين.
ان الجماهير تعرف كل ذك ولكن لا تملك الشجاعة الكافية، وهنا يأتي دور القائد الذي يملك تلك الشجاعة ويقدم ويصبح رائداً في هذه المسيرة، ويصبح طليعة الامة في هذا الطريق فيلتحق به الآخرون، بعد ما يكسر طوق الخوف والارهاب، وبعد ما يفك عن نفسه أغلال الجبن والجمود، وعندما يكون شمعاً يذوب وينير للآخرين دروب العزة والكرامة وطريق الانسانية السعيدة. وهكذا كان موسى (ع) حيث أمره الله سبحانه وتعالى بأن يصرخ ويقول بملىء فيه: كلا.
وكلمة كلا كلمة كبيرة، قلّما نجد هكذا خطاب بين الله وبين رسله. وموسى حينما يقول:
((أني أخاف أن يقتلون)).
ويقول كلا:
((وأخاف أن يكذبون)).
يقول كلا:
((أخاف أن يضيق صدري)).
ويقول أيضاً كلا. كل ذلك لا يكون في منطق الرسل وفي منطق أتباعهم حيث ولا وهن ولا حزن ولا خوف ولا جبن ولا تردد ولا شك، وإنما يجب أن يسير مع المناضلين في طريق الله سبحانه وتعالى، والجهاد في سبيله.
الوجه الرابع: وحدة الهدف.
عندالتتبع التاريخي والتمعن الدقيق نجد ان حركة موسى (ع) كانت تهدف انقاذ الجماهير المستضعفة، هذا هو الهدف القريب لرسالة موسى (ع)، وهكذا كان هدف الامام الحسين (ع)، وكذلك سائر الحركات التحررية الرسالية، على طول التاريخ، التي كان هدفها تحرير الانسان من الاغلال والطواغيت.
وكما قال الامام زين العابدين وهو يبين هدف الحركات الرسالية:
((اخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة الله)).
أهداف حركة الامام الحسين (ع).
ثار الامام الحسين (ع) وتحرك، ولكنه لم يخرج ليحكم، أو ليحصل على منصب ومن وراءه يأمر وينهي، كلا.. وقد قالها عندما وضع أهداف حركته الرسالية قائلا:
((ألا وأني لم أخرج بطرأ ولا أشراً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي وشيعة أبي علي (ع) )).
هذا هو شعار الامام الحسين (ع) الذي لم يبدأ حركته الرسالية من أجل أن يصبح حاكماً وهو الذي كان يكرر الآية الكريمة:
((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)) (83/القصص).
لم يخرج الامام الحسين (ع) من أجل الفساد ولم يكن هدفه البغي في الارض كما أتهمه أعداؤه، كان بأمكان الامام الحسين (ع) وهو يملك تلك القوة والشجاعة، بل وتلك الشرعية أن يفعل ما فعله ابن الزبير من بعده، وما فعلته حركة القرامطة في البحرين والبصرة وما فعلته ثورة الزنج في البصرة التي كادت أن تسيطر على بغداد، وما فعله غيره من الذين حملوا راية الثورة، ولكنه لم يفعل شيئاً من ذلك ولم يجبر أحد بالالتحاق به، وكان الامام الحسين (ع) في مكة المكرمة أميراً الحج، ولو بقي في مكة تلك السنة مع تلك الجماهير التي كانت تلتف من حوله وتصلي وراءه، وقد كان هو القائد الروحي الذي لا يرقى اليه شك في العالم الاسلامي كله، لكن مع ذلك لم يتسلط ويتجبر على الناس بقوة السلاح، وكان بامكانه أن يفعل ذلك، ولم يجذب الناس في مكة لحركته بالقوة، ولم يخضعهم له بل بيّن لهم كل الحقيقة، حتى انه حينما جيء اليه بخبر مقتل مسلم بن عقيل، وتحوّل الكوفة من الثورة على الحكم الظالم الى الثورة المضادة حيث عمل ابن زياد في الكوفة حركة انقلابية مضادة ضد الحركة الثورية الرسالية التي قادها مسلم بن عقيل، وقتل مسلم وقتل هاني معه، وحينما وصل الامام الحسين (ع) هذا الخبر وهو في منزل بين كربلاء ومكة المكرمة اسمه ((زورد)) قال له ذلك الذي جاء بالخبر، يابن رسول الله أخبرك سراً أم علناً، قال دون هؤلاء من سر، وكان الامام الحسين عليه الصلاة والسلام يعرف خبر السوء في الكوفة، وكان يعرف ان هذا الركب إنما انحرف عن الطريق وتنكب عن الطريق لكي لا يلتقى به فينبأه بأخبار الكوفة، ولكن مع ذلك قال ما دون هؤلاء القوم من سر، لماذا؟
لان حركته كانت اصلاحية لا سائرة ضمن حركة الطاغوت، لم تهدف الى تحكيم طاغوت مكان طاغوت آخر، انّى كان الطاغوت الثاني وتحت أي شعار كان، وهكذا نجد الهدف المشترك بين الحركتين في التاريخ،حركة النبي موسى عليه الصلاة والسلام، وحركة الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، وهذا هوالقرآن الحكيم يقول:
((فاتيا فرعون فقولا انّا رسول رب العالمين*ان أرسل معنا بني اسرائيل)) (16/17/الشعراء).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page