يُثير هذا المذهب التساؤل حول الشرعيَّة حتَّى في علاقتك مع الله ( سبحانه و تعالى ) ، كما يقول الصادق مِن آل محمد في كتاب الكافي : بأنَّه حتَّى تسليمنا لله ( عَزَّ وجَلَّ ) ـ وهذا الذي تطرحه الحداثويَّة الجديدة ، هُمْ يطرحون هذه المدارس ، ظَنَّاً منهم أنَّهم يُدركون العقل الإسلامي ـ حتَّى في عَلاقتك مع الله ( عَزَّ وجَلَّ ) ، قال الإمام الصادق عليه السلام : ( إنَّ أوَّل الأُمور ومبدأها وقوَّتها وعمارتها التي لا ينتفع شيءٌ إلاَّ به العقل ، الذي جعله الله زينة لخلقه ونوراً لهم ، فبالعقل عَرف العباد خالقهم ، وأنَّهم مَخلوقون ، وأنَّه المُدبِّر لهم ، وأنَّهم المُدبَّرون ، وأنَّه الباقي وهم الفانون ، واستدلُّوا بعقولهم على ما رأوا مِن خَلقه ، مِن سمائه وأرضه ، وشمسه وقمره ، وليلة ونهاره ، وبأنَّ له ولهم خالقاً ومُدبِّراً لم يزل ولا يزول ، وعرفوا به الحَسَنَ مِن القبيح ، وأنَّ الظُّلمة في الجهل ، وأنَّ النور في العلم ، فهذا ما دلَّهم ، عليه العقل ) ( 1 ) ،
قال : ( إنَّ العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته ، علم أنَّ الله هو الحَقُّ ، وأنَّه هو ربُّه ، وعلم أنَّ لخالقه مَحبَّة ، وأنَّ له كراهيَّة ، وأنَّ له طاعة ، وأنَّ له معصية ، فلم يجد عقله يدلُّه على ذلك ، وعلم أنَّه لا يوصل إليه إلاّ بالعلم وطلبه ، وأنَّه لا ينتفع بعقله ، إنْ لم يُصب ذلك بعلمه ، فوجب على العاقل طلب العلم والأدب الذي لا قوام له إلاَّ به ) الكافي ج 1 ص 29 .
ليس عقلك مُغلقاً ، وليس فِكرك أصمَّاً ، ولا وجدانك ، بلْ يجب أنْ تُحكِّم بني عقلك و صميم قلبك ، وهذا غير مطروح في اليهوديَّة و المسيحيَّة المُحرفتين طبعاً ؛ لأنَّ ما بُعث به الخاتم هو ما بُعث به جميع الأنبياء ، فهو دين واحد وإنْ اختلفت الشرائع ، بكون التفاصيل الجزئيَّة مُختلفة لكنَّ الأُسس واحدة ، والشرعيَّة الدولية المُنتهجة والمذاهب الإسلاميَّة الأُخرى ، والبوذيَّة والسيخيَّة وغيرها ، فَتِّش فيها ، ولن تجد ديانة يحملها روَّاد كأئمَّة أهل البيت ( عليهم السلام ) مُنادين بفتح الفكر والعقل ، حتَّى في عَلاقتك مع ربِّك ، فضلاً عن عَلاقتك مع نبيِّك .
ـــــــــــــ
1 ـ تكملة الحديث الشريف : ( قيل له : فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره ؟
شرعيَّة عَلاقتك مع الله :
- الزيارات: 1065