لا يعني الاتِّباع والخضوع للنبي ( صلَّى الله عليه وآله ) عدم السماح بالمُساءلة ، فالمُساءلة شيء والرفض الأعمى والعناد والتكبُّر شيء آخر ، والتساؤل شيء والإباء والرفض النزوي شيء آخر . كلامنا في التساؤل ، حتَّى في العَلاقة مع سيِّد الأنبياء ، بلْ مع الأنبياء جميعاً ، ليس هناك غلق للفكر البشري ، فبحث الشرعيَّة مطروح ، ( مِن أين ؟ وكيف ؟ وإلى أين ؟ ) ، وحتَّى في علاقتنا مع أئمَّتنا ( عليهم السلام ) ، بالنظر إلى سيرة أتباع أهل البيت ، لا نراهم عَمياويِّين في اتِّباعهم لأئمَّة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
رصد شعبيٌّ عجيب أوَّلاً لسيِّد الأنبياء ، سيِّد الأنبياء الذي أوجد فلسفة تسع زوجات ، وهؤلاء التسع زوجات في الواقع ، هي عيون خبريَّة لشعوب وقبائل مُختلفة ، حول الوضع الداخلي لسيِّد الأنبياء ، مِن مصر ، ومِن شمال الجزيرة ، ومِن وسط الجزيرة ، ومِن جنوب الجزيرة ، فهؤلاء النساء في الحقيقة قنوات خبريَّة ترصد سيِّد الأنبياء ، في حركته حتَّى الداخليَّة ، البيتيَّة ، وفي صدق مصداقيَّة نبوَّته و سؤدده على الأنبياء في مُمارساته و سلوكه الخفيِّ ؛ لأنَّ الإنسان ـ غالباً ـ مثل الرؤساء أو عظماء التاريخ ، سلوكهم في الظاهر شيء ، وسلوكهم في البيت مع الأُسرة شيء آخر ، والكثير منهم عِبْر الإعلام شيء ، وفي الواقع الخارجي شيء آخر .
له تسع زوجات ( صلَّى الله عليه وآله ) ! وفي الواقع لا يستطيع الإنسان التوفيق بين الاثنتين والثلاث والأربع ، فكيف بالتسع مع سيِّد الأنبياء ؟! وكيف لم يختلَّ تدبيره الإداري معهنَّ ؟! إنَّ عهده ( عليه وآله الصلاة والسلام ) إعجاز حتَّى في الإدارة والتدبير .
مع هذه المسؤوليَّات الضخمة الجبَّارة ، التي كانت على كاهل سيِّد الأنبياء ، مِن إقامة دين جديد ، ودعوة الأُمَم المُختلفة إلى ديانة الإسلام ، وتدبير الدولة الإسلاميَّة ، وتربية المُجتمع ( ... وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ( 1 ) ، ومِن جهة تسع زوجات ، كيف الوفاق بينهن ؟!! هو إعجاز في الإدارة والتدبير ، بحيث لم يشهد المسلمون شكاية ولا عَرْكَة داخليَّة أُسريَّة . هو كلُّه مُراقبة وضعها الله ( عَزَّ وجَلَّ ) ليُقيم الحُجَّة على البشر ، عِبر شهودهم تدبير سيِّد الكائنات وإدارته وقيادته وخلقه : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( 2 ) .
ــــــــــــــ
1 ـ سورة الجمعة آية 2
2 ـ سورة القلم آية 4
شرعيَّة علاقتك مع نبيِّك :
- الزيارات: 1081