تؤهَّل المرجعيَّة الشيعيَّة وفقهاء الشيعة تحت شرائط مُعيَّنة للمرجعيَّة والفقاهة ، ولابُدَّ مِن توافر الشرائط لهم استمراراً لبقائهم ، فبتعبير أحد المُحقِّقين الفُقهاء في الحوزة العلميَّة في قُمْ : ( رُبَّما قَلَّ نظيره في مجموعة بشريَّة اجتماعيَّة ، أنْ تَرصِد و تُراقِب قيادتها كرصد الطائفة الشيعيَّة لمراجعها ، ومِن قبل لأئمَّتها ) . كلُّ فئات المُجتمع ترصده ، وتُراقبه ، تلتحم معه ، وتُباشره ، في السَّراء وفي الضراء وفي سلوكه الداخلي أو الخارجي ، ثمَّ يؤهَّل لقيادة الطائفة الشيعيَّة ، نيابةً عن المعصوم .
أيُّ فئةٍ مِن المُجتمعات البشريَّة تُمارس هذا الترشيح والمُراقبة ، والدراسة والامتحان كما في الشيعة ، حتَّى إنَّ الإعلام لا يُنجز ذلك ، وهُمْ أشدُّ تحسُّساً ، فلديهم قضيَّة المرجعيَّة ، بلْ لابُدَّ أنْ يكون إمام الجماعة ـ كما في شرائط مدرسة أهل البيت ـ عادلاً ، ورجل الدين كذلك ، فهو إنْ كان مُنكبَّاً على باب السلطان فهو طالب دنيا ، أمَّا إنْ كان مُعرضاً عن باب السلطان الذي هو يأتي إليه ، فهو طالب آخرة ، ومِن هذا القبيل .
قَلَّ نظير تحسُّس الشرعيَّة في المذاهب غير مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ؛ لذلك فالمذاهب الأُخرى تشطب على حُجِّيَّة العقل ، مثل مذهب السلفيَّة ( الوهابيَّة ) أو حتَّى المذاهب الأُخرى ، العقل أيضاً يُحاسَب في المذهب الشيعي ، بالقلب والوجدان . مُراقبة مصدر الشرعيَّة على مصدر آخر ؛ لأنَّ قوى الإنسان المُختلفة في التفكير أو في تحديد الرؤية ، تُراقِب بعضها البعض برؤية مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و إلاَّ فالعقل الظنِّي أو النظري التجريدي الحدسي التخميني ، لا يجعل الإنسان يُسلِّم زمام قيادته لأحد ، فإنْ كانت له تجربة ـ مثلاً ـ يستخلص منها نظريَّة ظنيَّة ، لا يستطيع أنْ يؤسِّس عليها رؤية ، وهو نوع مِن التثبُّت في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلابُدَّ مِن الإثبات ، ولا يُمكن البناء على نظريَّات حدسيَّة مِن دون تثبُّت ؛ ولذلك بحث الحُجِّيَّة وعدم الحُجِّيَّة ، وبعبارة أُخرى نستطيع أنْ نصل إلى نفس بحث الإمامة والقيادة .
شرعيَّة علاقتك مع مرجعيَّتك :
- الزيارات: 1082