مِن الأُمور التي سنَّها سيِّد الشهداء ـ أيضاً ـ لجميع البشريَّة مِن أتباع الديانات ، التحسُّس حول الشرعيَّة في البديل . رُبَّما هناك خَطٌّ إصلاحي ، أو جماعة إصلاحيَّة بشريَّة تُشخِّص الداء في النظام البشري أو النظام الاجتماعي ، لكنَّها تغفل عن تشخيص الدواء والعلاج ، فتخوض في مُعالجة الداء ، وتُنكِب وتُبلي الجسم البشري بداءٍ هو أكثر عيَّاً ، فيستفحل داءُ البشريَّة أكثر مِمَّا هو عليه .
إذاً ؛ فتشخيص الفساد في النظام البشري ، وتشخيص المرض والإحساس بضرورة التغيير ، هو بمُفرده ليس كافياً ؛ لأنَّ الإنسان يَشرع له أنْ ينتهج خَطَّ الإصلاح الصحيح ؛ كي يكون إصلاحاً ، لا إفساداً أكثر مِمَّا هو عليه الفساد القائم ، وهذا أمر يغفل عنه الكثير مِن الإصلاحيِّين ـ مع الأسف ـ .
تميَّز سيِّد الشهداء ( سلام الله عليه ) عن بقيَّة الإصلاحيِّين في تاريخ البشريَّة ، وعمَّن أتى بعده حتَّى يومنا هذا ، هو في هذا البُعد مِن التحسُّس في الشرعيَّة . التحسُّس في الشرعيَّة لا يعني فقط التحسُّس مِن شرعيَّة النظام القائم ، بلْ إنَّ هناك تحسُّساً لأمر رُبَّما لا يقلُّ خطورة ، وربَّما يزيد خطورة عن التحسُّس والتساؤل عن شرعيَّة النظام الذي يعيش فيه البشر ، فالتحسُّس وإدراك أهميَّة وخطورة البديل في منطق سيِّد الشهداء ومنطق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، يفوق تشخيص نفس الداء أهميَّةً ، وقد عاشت البشريَّة الكثير مِن دُعاة الإصلاح ، لكنَّها بُليت بفساد أكبر مِن سابقه .
التحسُّس حول شرعيَّة البديل :
- الزيارات: 1046