• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حسد الشلمغاني للحسين بن روح قدس سره

لعل ادعاء الشلمغاني بدأ بالإنحراف يوم كان الحسين بن روح قدس سره مستتراً من السلطة قبل أن يعتقلوه ويسجنوه ، ففي تلك الفترة جعل الشلمغاني وكيله فكان الشيعة يراجعونه ويرسل اليه في استتاره رسائلهم وطلباتهم وأسئلتهم ! ولا بد أن يكون عزله عن وكالته ، وجعل مكانه العالم الموثوق علي بن همام قدس سره .
روى الطوسي في الغيبة/302 ، عن أبي غالب الزراري رحمه الله قال: قدمت من الكوفة وأنا شاب إحدى قدماتي ومعي رجل من إخواننا قد ذهب على أبي عبد الله اسمه ، وذلك في أيام الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه أبا جعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني ، وكان مستقيماً لم يظهر منه ما ظهر من الكفر والإلحاد ، وكان الناس يقصدونه ويلقونه لأنه كان صاحب الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح سفيراً بينهم وبينه في حوائجهم ومهماتهم . فقال لي صاحبي: هل لك أن تلقى أبا جعفر وتحدث به عهداً فإنه المنصوب اليوم لهذه الطائفة ، فإني أريد أن أسأله شيئا من الدعاء يكتب به إلى الناحية ، قال: فقلت: له نعم ، فدخلنا إليه فرأينا عنده جماعة من أصحابنا فسلمنا عليه وجلسنا ، فأقبل على صاحبي فقال: من هذا الفتى معك ، فقال له: رجل من آل زرارة بن أعين ، فأقبل علي فقال: من أي زرارة أنت ؟ فقلت: يا سيدي أنا من ولد بكير بن أعين أخي زرارة ، فقال: أهل بيت جليل عظيم القدر في هذا الأمر ، فأقبل عليه صاحبي فقال له: يا سيدنا أريد المكاتبة في شئ من الدعاء فقال: نعم . قال: فلما سمعت هذا اعتقدت أن أسأل أنا أيضاً مثل ذلك وكنت اعتقدت في نفسي ما لم أبده لأحد من خلق الله حال والدة أبي العباس ابني وكانت كثيرة الخلاف والغضب علي وكانت مني بمنزلة ، فقلت في نفسي أسأل الدعاء لي في أمر قد أهمني ولا أسميه، فقلت أطال الله بقاء سيدنا وأنا أسأل حاجة، قال: وما هي؟ قلت: الدعاء لي بالفرج من أمر قد أهمني ، قال: فأخذ درجاً بين يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل فكتب: والزراري يسأل الدعاء له في أمر قد أهمه ! قال: ثم طواه فقمنا وانصرفنا. فلما كان بعد أيام قال لي صاحبي: ألا نعود إلى أبي جعفر فنسأله عن حوائجنا التي كنا سألناه ، فمضيت معه ودخلنا عليه فحين جلسنا عنده أخرج الدرج ، وفيه مسائل كثيرة قد أجيب في تضاعيفها ، فأقبل على صاحبي فقرأ عليه جواب ما سأل ، ثم أقبل علي وهو يقرأ فقال: وأما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما ، قال فورد عليَّ أمر عظيم ! وقمنا فانصرفت ، فقال لي: قد ورد عليك هذا الأمر فقلت: أعجب منه ! قال: مثل أي شئ ؟ فقلت: لأنه سر لم يعلمه إلا الله تعالى وغيري فقد أخبرني به ، فقال: أتشك في أمر الناحية؟ أخبرني الآن ما هو فأخبرته فعجب منه . ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت داري وكانت أم أبي العباس مغاضبة لي في منزل أهلها فجاءت إلي فاسترضتني واعتذرت ووافقتني ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا) !!
وفي غيبة الطوسي/307: (عن الحسن بن جعفر بن إسماعيل بن صالح الصيمري قال: لما أنفذ الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه التوقيع في لعن ابن أبي العزاقر أنفذه من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام رحمه الله في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، وأملاه أبو علي رحمه الله عليَّ وعرفني أن أبا القاسم رضي الله عنه راجع في ترك إظهاره ، فإنه في يد القوم وفي حبسهم فأمر بإظهاره وأن لا يخشى ويأمن، فتخلص فخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله) .
وفي غيبة الطوسي/307، عن أبي علي بن همام قال: أنفذ محمد بن علي الشلمغاني العزاقري إلى الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه يسأله أن يباهله وقال: أنا صاحب الرجل وقد أمرت بإظهار العلم وقد أظهرته باطناً وظاهراً فباهلني ! فأنفذ إليه الشيخ رضي الله عنه في جواب ذلك: أينا تقدم صاحبه فهو المخصوم ، فتقدم العزاقري فقتل وصلب ، وأخذ معه ابن أبي عون ، وذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة). ومثله الخرائج:3/1122.
أقول: معنى ذلك أنه كان بين صدور البراءة منه ولعنه ، وبين قتله أحد عشرة سنة ، وأنه تدرج في هذه السنين من ادعاء المشاركة في السفارة لابن روح رحمه الله وحلول أرواح الأئمة في ابن روح ثم فيه ، حتى وصل الى ادعاء الألوهية والعياذ بالله ! وستعرف أن ابن عون الذي قتل معه كان يعتقد بألوهيته كاملاً ! ولا نعرف هل اتبعه أحد من آل بسطام الذين بدأ فيهم دعوته .
والغريب أنه حتى مع ادعائه الألوهيته وإعلان علماء الشيعة وعامتهم البراءة منه ولعنوه ، كان حتى أواخر أيامه مصراً على أنه هو سفير الإمام المهدي صلوات الله عليه ، وأنه أولى من الحسين بن روح قدس سره فقد رووا أنه طلب منه المباهلة في أواخر أيامه ! قال الطوسي في الغيبة الطوسي/391: (وذكر أبو محمد هارون بن موسى قال: قال لي أبو علي بن الجنيد قال لي أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني: ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه في هذا الأمر إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف . قال أبو محمد: فلم تلتفت الشيعة إلى هذا القول وأقامت على لعنه والبراءة منه) .انتهى.
أقول: هذا من الشلمغاني من باب (عليَّ وعلى أعدائي يارب) ! فقد انفضح أمره وأنه طالب دنيا فزعم أن الحسين بن روح قدس سره مثله طالب دنيا . لكن أين الثريا من الثرى ! ويبدو أن ذلك كان في السنة التي قتل فيها الشلمغاني سنة 323 .
ويفهم من اعترافات الشلمغاني المتكررة بأن الحسين بن روح سفير الإمام المهدي عليه السلام وأنه على صلة به، أن مشكلته معه ليس تكذيب سفارته التي لمس صدقها مكرراً ، بل تكذيب ابن روح له في دعواه السفارة !
وحتى عندما بدأ انحرافه كان يجاهر بالإعتراف بسفارة الحسين بن روح قدس سره فقد فقد زعم لآل بسطام بأن روح أمير المؤمنين عليه السلام قد حلت فيه ، كما اعترف بذلك أيضاً في كتابه الغيبة الذي لم يصل الينا ! قال الشيخ الطوسي رحمه الله في الغيبة/391: (وذكر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني في أول كتاب الغيبة الذي صنفه: وأما ما بيني وبين الرجل المذكور زاد الله في توفيقه ، فلا مدخل لي في ذلك إلا لمن أدخلته فيه ، لأن الجناية علي فإني وليها . وقال في فصل آخر: ومن عظمت منته عليه تضاعفت الحجة عليه ولزمه الصدق فيما ساءه وسره ، وليس ينبغي فيما بيني وبين الله إلا الصدق عن أمره مع عظم جنايته ، وهذا الرجل منصوب لأمر من الأمور لايسع العصابة العدول عنه فيه، وحكم الإسلام مع ذلك جار عليه كجريه على غيره من المؤمنين) .انتهى. ومعناه أنه يعترف بأن الحسين بن روح منصوب بالسفارة من الإمام صلوات الله عليه ، ولكنه يعتبره ظالماً له لأنه لم يعترف بسفارته هو !


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page