وكما قتل يوشع بن نون من جيش صفيراء مقتلة عظيمة. كما في الحديث المتقدم رقم (18) كذلك علي «عليه السلام»، فإنه قتل من جيش عائشة مقتلة عظيمة أيضاً، حيث روي عن علي «عليه السلام»: أنه لما بلغه خروج عائشة قال: «قد ـ والله ـ علمت أنها الراكبة الجمل، لا تحل عقدة، ولا تسير عقبة، ولا تنزل منزلاً إلا إلى معصية الله، حتى تورد نفسها ومن معها مورداً يقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم»([1]).
وهكذا كان كما دلت عليه الأرقام المنقولة لنا، حيث يقال: «كان مع أمير المؤمنين «عليه السلام» عشرون ألف رجل.
وكانت عائشة في ثلاثين ألفاً قال قتادة: قتل يوم الجمل عشرون ألفاً.
وقال أبو مخنف والكلبي: قتل منهم تسعة آلاف إلا تسعين رجلاً»([2]).
وقال المسعودي: «إن عدة من قتل من أصحاب الجمل ثلاثة عشر ألفاً ومن أصحاب علي أربعة آلاف أو خمسة آلاف»([3]).
ومراده من أصحاب الجمل أصحاب عائشة، وقيل: قتل في حرب الجمل عشرة آلاف خمسة من أصحاب عائشة، وخمسة من أصحاب علي عدا خمسة آلاف من أهل البصرة قتلوا قبل وصول علي «عليه السلام» إليها، فيكون عدد من قتل خمسة عشر ألفاً على أقل تقدير([4]).
لكن سليم بن قيس يقول: «شهدت يوم الجمل علياً «عليه السلام» وكنا اثني عشر ألفاً، وكان أصحاب الجمل زيادة على عشرين ومائة ألفاً»([5]).
وفي نص آخر: «وكان عدة من قتل من جند الجمل ستة عشر ألفاً وسبعمائة وتسعين إنساناً، وكانوا ثلاثين ألفاً، فأتى القتل على أكثر من نصفهم.
وقتل من أصحاب علي «عليه السلام» ألف وسبعون رجلاً، وكانوا عشرين ألفاً»([6]).
وفي بعض النصوص: أن مجموع قتلى الفريقين كان ثلاثين ألفاً([7]).
وفي نص آخر: كان عشرين ألفاً([8]).
وقصة أم أفعى العبدية تشير إلى ذلك([9]).
بل في بعض النصوص: «إن المقتولين من جيش عائشة كانوا أربعين ألفاً»([10]).
ونلاحظ هنا: أن نسبة المقتولين إلى مجموع عدد جيش عائشة هو الثلث بناءً على رواية سليم بن قيس.
كما أن هذه النسبة هي نفسها بين قولهم: قتل من أصحاب عائشة عشرة آلاف وكان عدد جيشها ثلاثين ألفاً. وبالنسبة لسائر الروايات يمكن أن نصل إلى هذه النتائج، أو نكاد بعد المقارنة ههنا.
**********
([1]) الإرشاد ج1 ص246 والكافئة للشيخ المفيد ص19 والبحار ج32 ص113.
([2]) البحار ج32 ص183 عن مناقب آل أبي طالب (ط النجف) ج2 ص339.
وراجع في عدد الجيشين: تاريخ الأمم والملوك ج4 ص505 والكامل في التاريخ ج2 ص336 والفتوح لابن أعثم ج2 ص464 والبداية والنهاية ج7 ص240 وراجع: كتاب الجمل ص321.
وراجع قول قتادة في عدد قتلى جيش عائشة في: العقد الفريد ج3 ص324.
([3]) البحار ج32 ص211 عن العدد القوية، والأمالي للمفيد (ط جماعة المدرسين) هامش ص236.
([4]) عائشة والسياسة ص220 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص539.
([5]) كتاب سليم بن قيس ج2 ص896 والبحار ج32 ص215.
([6]) البحار ج32 ص191 عن كشف الغمة للأربلي ج1 ص240.
([7]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص183 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص484.
([8]) أنساب الأشراف ج3 ص59.
([9]) عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص202 والعقد الفريد ج3 ص328 وراجع: أنساب الأشراف ج3 ص59.
([10]) الأمالي للطوسي ص11 والأمالي للمفيد (ط جماعة المدرسين) ص236 والبحار ج32 ص350.
