• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

20- قَتَلَ المأمون الإمام الرضا(ع)وقَتَلَ المعتصم الإمام الجواد(ع)

   كتب المأمون الى الإمام الرضا(ع) عندما أحضره من المدينة ، أن يأتي معه بمن أحب من أهل بيته ، ولكن الإمام(ع)تعمد أن يبقي ابنه الوحيد الإمام الجواد (ع)في المدينة ، وكان عمره عندما استشهد الإمام بضع سنين ، وأخبر أنه الإمام بعده وأوصى اليه: « عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا(ع)وذكر شيئاً فقال: ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني ، وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة ». (الكافي:1/320).
   وفي الكافي:1/322، عن الخيراني عن أبيه قال: كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن(ع)بخراسان فقال له قائل: يا سيدي إن كان كَوْنٌ فإلى من؟ قال : إلى أبي جعفر ابني ، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر ، فقال أبو الحسن: إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم رسولاً نبياً صاحب شريعة مبتدأة ، في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر » .
   وفي دلائل الامامة/391: « ومكث أبو جعفر(ع)مستخفياً بالإمامة ، فلما صار له ست عشر سنة وجه المأمون من حمله وأنزله بالقرب من داره ، وعزم على تزويجه ابنته واجتمعت بنو هاشم وسألوه أن لا يفعل ذلك ، فقال لهم : هو والله الأعلم بالله ورسوله وسنته وأحكامه من جميعكم ، فخرجوا من عنده وبعثوا إلى يحيى بن أكثم فسألوه الإحتيال على أبي جعفر بمسألة في الفقه يلقيها عليه فلما اجتمعوا وحضر أبو جعفر(ع)قالوا : يا أمير المؤمنين هذا يحيى بن أكثم ، إن أذنت أن يسأل أبا جعفر عن مسألة في الفقه فينظر كيف فهمه، فأذن المأمون في ذلك ، فقال يحيى لأبي جعفر(ع): ما تقول في محرم قتل صيداً؟
   قال أبو جعفر(ع): في حِلٍّ أو في حرم ، عالماً أو جاهلاً ، عمداً أو خطأ ، صغيراً أو كبيراً ، حراً أو عبداً ، مبتدئاً أو معيداً ، من ذوات الطير أو غيرها ، من صغار الصيد أو من كبارها ، مصراً أو نادماً ، رمى بالليل في وكرها أو بالنهار عياناً ، محرماً للعمرة أو الحج؟ فانقطع يحيى انقطاعاً لم يخف على أحد من أهل المجلس وتحير الناس تعجباً من جوابه...قال المأمون: يا أبا جعفر إن رأيت أن تبين لنا ما الذي يجب على كل صنف من هذه الأصناف التي ذكرت...»
   وأراد المأمون من الإمام الجواد(ع) أن يقيم عنده في بغداد ، ليكون تحت رقابته ويبعده عن شيعته وعامة المسلمين ، فأقام في بغداد فترة ثم رجع الى المدينة وأخذ معه زوجته أم الفضل بنت المأمون ، وكانت عدوة له كأبيها ، ولم يرزق منها أولاداً ، بل رزق ابنين وبنتين من غيرها !
   وعندما توفي المأمون وولي أخوه المعتصم فرض على الإمام(ع)أن يسكن في بغداد ، فجاء مع زوجته أم الفضل لفترة أيضاً ، وترك زوجته وأولاده في المدينة وفي سنة (220هجرية ) قامت أم الفضل بسُمِّ الإمام(ع)، فدعا عليها ، فأصيبت بداء في موضع حساس ولم ينفع لها علاج حتى هلكت ! (دلائل الامامة/395).
    وقد حاولت السلطة محاصرة الإمام(ع)في حياة القصور وإبعاده عن شيعته ، وتضعيف عقيدتهم به ! لكنه(ع)كان حاسماً في برنامجه ، فلم يكن يحضر مجالسهم إلا مضطراً ، وكان يتصل بالناس ، وقد وجه علماء شيعته ليملؤوا فراغ غيابه ، ويردوا شبهات علماء السلطة !
   قال لهم كما في الإحتجاج (1/9): «من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم، المتحيرين في جهلهم ، الأسارى في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا ، فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم ، وقهر الشياطين برد  وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربهم ودلائل أئمتهم ، ليحفظوا عهد الله على العباد ، أكثرُ من فضل السماء على الأرض ، والعرش والكرسي والحُجُب على السماء ! وفضلهم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء ».
   وكان في غيابه المفروض عليه عن شيعته يهيؤهم لتحمل الغيبة الآتية الطويلة لإمامهم المهدي(ع)، قال: « لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه والدالين عليه ، والذابين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما  يمسك صاحب السفينة سكانها . أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل ».
   وعندما لم يستطع المعتصم أن تؤثر على عقيدة شيعة الإمام(ع)به ، قرر قتله !
   قال عمر بن فرج الرخجي وهو وزير عباسي(تاريخ الذهبي:17/284): «قلت لأبي جعفر(ع): إن شيعتك تدعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه، وكنا على شاطئ دجلة ؟ فقال(ع):يقدر الله تعالى على أن يُفَوِّضَ علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا؟ قلت : نعم يقدر . فقال: أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ، ومن أكثر خلقه » والبحار:50/100.
   وأوصى (ع)الى ابنه علي الهادي(ع)، قال إسماعيل بن مهران: «لما خرج أبو جعفر(ع)من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه ، قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه ، فإلى من الأمر بعدك ؟ فكرَّ بوجهه إلي ضاحكاً وقال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة .
   فلما أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إليَّ فقال : عند هذه يخاف عليَّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي» . (الكافي:1/323).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page