قال الإمام جعفر الصادق(ع): «إنا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً ، لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجهم ويحاجوه ، ثبت أن له سفراء في خلقه ، يعبرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم ، وما به بقاؤهم وفي تركه فناءهم. فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه جل وعز ، وهم الأنبياء (عليهم السلام) وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس ، على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب ، في شئ من أحوالهم ، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة .
ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان ، مما أتت به الرسل والأنبياء (عليهم السلام) من الدلائل والبراهين ، لكيلا تخلو أرض الله من حجة ، يكون معه علم يدل على صدق مقالته ، وجواز عدالته ».
. وقال الإمام الرضا(ع): «فإن قال : فلم وجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم والإذعان لهم بالطاعة؟ قيل : لأنه لما أن لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم ، وكان الصانع متعالياً عن أن يرى ، وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهراً ، لم يكن بد لهم من رسول بينه وبينهم ، معصوم ، يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه ، ويوقفهم على ما يكون به منافعهم ومضارهم ، إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه من منافعهم ومضارهم ».
1- ضرورة وجود الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)
- الزيارات: 979