إنّ الاختلاف في العقائد يؤدّي إلى سلبيّات عديد منها:
1) الوقوع في الضلال:
بما أنّ الحقّ واحد لا يتعدّد ولا يختلف وهو هدى الله الذي لا هدى غيره ولا حقّ سواه، فما خالفه لا يكون إلاّ باطلاً، وقد قال تعالى: ( فَمَاذا بَعْدَ الحَقِّ إلاّ الضَّلاَل )(1).
فعلى هذا تكون نتيجة الفرد الذي لا يتّبع الدين الذي جاء به خاتم الأنبياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوقوع في أودية الكفر والضلالة.
ويدلّ عليه قوله تعالى:
(... وَلكِن اختَلَفُوا فَمِنْهُم مَنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَنْ كَفَرَ)(2).
( وَلاَ تَتّبِعُوا السُّبُلُ فَتَفَرّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ)(3).
وقوله عزّ من قائل:
( وِأنّ هذا صِرَاطي مُسْتَقيماً فاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ ذلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ)(4).
( فَذلِكُم اللهُ رَبّكُم الحَقّ فَمَاذا بَعد الحقّ إلاّ الضَّلال فأنّى تصْرفُون)(5).
( وَلَنْ تَرضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إنّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِن اتّبَعْتَ أَهوَاءَهُم بَعدَ الذي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مِالَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِير)(6).
( قُل إنّ الهُدى هُدَى الله)(7).
( إنّ الّدينَ عِندَ اللهِ الإسلام)(8) ( وَمَن يَبْتَغِ غَيرَ الإسلام ديناً فَلَنْ يُقْبَل مِنْه وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين)(9).
( اهْدِنَا الصّرَاطَ المُسْتَقيمَ * صِرَاطَ الّذينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِم غَيرِ المَغْضُوبِ عَلَيهِم وِلا الضّآلّين)(10).
2) ضعف شوكة الأمّة:
إنّ الاختلاف الديني يمهّد الأرضيّة الاجتماعية لانتشار الفتن و وقوع المحن وبلورة الشقاق، لأنّه يفتح باب العداوة بين أبناء المجتمع، ويؤدّي إلى تعدّد الجبهات وتنوعها وإثارت الصراعات، ويجعل الأمّة شيعاً يذيق بعضهم بأس بعض، فيؤدّي هذا الأمر إلى سلب قوّة الأمّة وضعف شوكتها.
ولهذا قال تعالى:
( وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشلُوا وَتَذْهَب رِيحُكُم وَاصْبِرُوا إنّ الله مَعَ الصّابِرِين)(11).
( وَلَقَد صَدَقَكُم اللهُ وَعْدَهُ إذْ تْحُسُّونَهُم بإذْنِهِ حتّى إذا فَشِلْتُم وَتَنَازَعْتُم فِي الأمْرِ وَعَصيتُم مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَا تُحِبّونَ مِنْكُم مَنْ يُرِيدُ الدُّنيَا وَمِنْكُم مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمّ صَرَفَكُم عَنْهُم لَيَبْتَلِيَكُم وَلَقَد عَفَا عَنْكُم وَاللهُ ذُو فَضْل على المُؤمِنِينَ)(12).
____________
1- يونس: 32.
2- البقرة: 253.
3- الأنعام: 153.
4- الأنعام: 153.
5- يونس: 32.
6- البقرة: 120.
7- آل عمران: 73.
8- آل عمران: 19.
9- آل عمران: 85.
10- الفاتحة: 6ـ7.
1- الأنفال: 46.
12- آل عمران: 152.
سلبيّات الاختلاف الديني
- الزيارات: 767