قلت : كلامك مقنع ، وقد تفاجأت فعلا بهذه الأسماء ، ولكنه معارض بمبايعة علي (عليه السلام) لأبي بكر ، وهذا كاف ; لأنه مدار الخلاف .
خالي : لم تكن مبايعة علي (عليه السلام) لأبي بكر متفق عليها ، فقد تواتر في كتب التأريخ والصحاح والمسانيد تخلُّف علي (عليه السلام) ومن معه عن بيعة أبي بكر ،وتحصُّنهم بدار فاطمة (عليها السلام)(1) .
ومن ذلك ما رواه البلاذري ، قال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي (عليه السلام) حين قعد عن بيعته ، وقال : ائتني به بأعنف العنف ، فلمَّا أتاه جرى بينهم كلام ، فقال عليٌّ (عليه السلام) لعمر : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلاَّ ليؤثرك غداً(2) .
لذلك قال أبو بكر في مرض موته : أما إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاَّ على ثلاث فعلتهن وددت أنّي تركتهن ، إلى قوله : فأمّا الثالثة التي فعلتها فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإن كانوا قد أغلقوه على حرب(3) .
وقد ذكر المؤرِّخون ممَّن دخل في دار فاطمة (عليها السلام) :
1 ـ عمر بن الخطاب .
2 ـ خالد بن الوليد .
3 ـ عبدالرحمن بن عوف .
4 ـ ثابت بن قيس .
5 ـ زياد بن لبيد .
6 ـ محمّد بن مسلمة .
7 ـ زيد بن ثابت .
8 ـ سلمة بن أسلم .
9 ـ أسيد بن حضير .
___________
1- قال اليعقوبي في تأريخه : 126 : وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار ، وخرج عليٌّ (عليه السلام) ومعه السيف ، فلقيه عمر ، ودخلوا الدار ، فخرجت فاطمة فقالت : والله لتخرجنَّ أو لأكشفنَّ شعري ولأعجّنَّ إلى الله ! فخرجوا وخرج من كان في الدار .
2- أنساب الأشراف ، البلاذري : 1/587 .
3- السقيفة وفدك ، الجوهري : 75 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 20/24 ، المعجم الكبير ، الطبراني : 1/62 ، ح43 ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : 30/418 ـ 422 ، تأريخ الطبري : 2/619 ، ميزان الاعتدال ، الذهبي : 3/109 ، لسان الميزان ، ابن حجر : 4/189 ، كنز العمال ، المتقي الهندي : 5/631 ـ 632 ح14113
علي (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر
- الزيارات: 663