توفى حدود ٨٥ هـ
قتلوا حسيناً ثم هم ينعونه
ان الزمانَ بأهله أطوارُ
لا تبعدن بالطف قتل ضُيّعت
وسقى مساكن هامها الأمطار (١)
المتوكل الليثي هو ابن عبد الله بن نهشل من ليث بن بكر ، من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد.
لقد حجبت المصادر عنا معالم حياة المتوكل واخباره ، إلا أن الدكتور يحيى الجبوري يرى أنه توفي في حدود سنة ٨٥ هـ خمس وثمانون وهي السنة التي توفي فيها عبد الملك بن مروان.
أقول : له ديوان شعر قامت بنشره مكتبة الاندلس ـ بغداد وطبع في لبنان بعناية الدكتور يحيى الجبوري ، وفي الديوان روائع من شعره ، فمن ذلك هذا البيت الذي صار مثلاً :
لاتنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَه
عارٌ عليك اذا فعلتَ عظيمُ
وكان للمتوكل امرأة يقال لها أم بكر فمرضت وأقعدت ، فسالته الطلاق فقال لها ليس هذا حين طلاق فأبت عليه فطلقها ، ثم انها برئت فندم وقال :
طربت وشاقني يا أمّ بكر
دعاء حمامة تدعو حماما
فبتّ وبات همي لي نجياً
أعزّي عنكِ قلباً مستهاماً
إذا ذكرت لقلبك ام بكر
يبيت كأنما اغتبق المداما
خدلجّة ترفّ غروب فيها
وتكسوا المتن ذا خصل شحاما
أبى قلبي فما يهوى سواها
وإن كانت مودتها غراما
ينام الليل كل خليّ همٍّ
ويأتي العين منحدراً سجاما
على حين ارعويت وكان راسي
كأن على مفارقه ثغاما
سعى الواشون حتى أزعجوها
ورثّ الحبل وانجذم انجذاما
فلست بزائل ما دمت حيّاً
مسيراً من تذكّرها هياما
ترجّيها وقد شطت نواها
منّتك المنى عاماً فعاما
خدلّجة لها كفل وثيرٌ
ينوء بها اذا قامت قياما
مخصّرة ترى في الكشح منها
على تثقيل أسفلها انهضاما
اذا ابتسمت تلألأ ضوء برقٍ
تهلل في الدجنّة ثم داما
وان قامت تأمل رائياها
غمامة صيّفٍ ولجت غماما
اذا تمشي تقول دبيب شول
تعرّج ساعة ثم استقاما
وان جلست فدمية بيت عيدٍ
تصان ولا ترى إلا لماما
فلو أشكو الذي أشكو اليها
الى حجر لراجعني الكلاما
أحبّ دنوّها وتحب نأيي
وتعتام التناء لي اعتياما
كأني من تذكر أمّ بكر
جريح أسنّة يشكو الكلاما
تساقطُ أنفساً نفسي عليها
اذا شحطت وتغتمّ اغتماما
غشيت لها منازل مقفرات
عفت إلا الاياصرَ والثماما
ونؤياً قد تهدّم جانباه
ومبناه بذي سلم خياما
صليني واعلمي اني كريم
وان حلاوتي خلطت عراما
واني ذو مجاملة صليب
خُلقتُ لمن يماكسني لجاما
فلا وأبيك لا أنساك حتى
تجاور هامتي في القبر هاما (2)
__________________
١ ـ تاريخ الطبري ج ٦ ص ٧٠ ـ ٧١ تحقيق ابراهيم ابو الفضل.
2 ـ نزهة الأبصار بطرائف الاخبار والاشعار ج ١ ص ٤٦٧.
المتوكل الليثي
- الزيارات: 1111