نبذة عن الإسلام
حياة النبي محمد (ص)
ولادته
رضاعه
طفولته
شبابه
بعثته
هجرته
فتح مكة
دلائل نبوته
معاجزه
القرآن الكريم
قصة المسيح (ع) في القرآن.
الشريعة
وسوف نتحدث في هذا الفصل عن أبعاد شخصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته، وكذلك عن معجزته الخالدة القرآن الكريم وما يقوله عن المسيح (عليه السلام) والمسيحية وعقائدها وموقفه منها، ومن ثم نتطرق عن الشريعة الإسلامية بشكل مختصر.
إن من الحقائق الثابتة والتي يؤمن بها كل فرد مسيحي، هي أن العهد الإلهي والنبوة قد ختما بيسوع المسيح (عليه السلام) ابن الله، فهو المخلص والفادي للبشرية، وهو الذي على يديه تمت المصالحة بين الناس وخالقه، وقد ختمت النبوة به لأن العهد قد تم به، فلا معنى لمجئ نبي بعده، بل أن المسيح (عليه السلام) سيعود في آخر الزمان كما تذكر ذلك أسفار العهد الجديد، وكذلك فإن المسيح (عليه السلام) كان يتنبأ بخروج من يدعون النبوة كذبا، ويحذر منهم.
ولذا فإن الاعتقاد الذي كنت أحمله هو أن كل يدعي النبوة فهو كاذب، وهو ما تعلمته من الكنيسة منذ الطفولة، وأما ما يتعلق بشخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكنت منذ الصغر أسمع ما يصفه به الكبار من أوصاف خلال جلساتهم وأحاديثهم، فكانوا يعتبرونه رجلا خشنا ظهر من شبه الجزيرة العربية، ونشر دعوته بالقوة وشن الحروب وسفك الدماء فقد كان يدعو إلى الحرب والقتال لا إلى السلام والمحبة كالمسيح (عليه السلام)، والكثير من الأوصاف التي لا أجرؤ على ذكرها، وكذلك القرآن الكريم، فإن والدي - كما ذكرت أول البحث - كان يقول أنه من كتابة وتأليف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وليس كتابا مقدسا كالإنجيل.
وأما تعاليمه وشريعته، فهي كما يعتقد المسيحيون مجرد أعمال وأفعال بدنية متعبة ومرهقة لا معنى لها ولا نفع فيها، وأعتقد أن هذه الأفكار يحملها أكثر المسيحيين، أن لم نقل جميعهم، ولكن ومن خلال البحث والمطالعة، اكتشفت الخطأ الجسيم والصورة الزائفة التي كنت أرسمها في ذهني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والقرآن والشريعة الإسلامية، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن خلال ما ينقله التاريخ والمؤرخون كان من أشرف الناس نسبا، وأحسنهم أدبا وخلقا، وأعظمهم شأنا، وأوسعهم رحمة ولطفا، وأصبرهم على المصائب والمحن، والقرآن الكريم أيضا اتضح أنه في الواقع الكتاب الإلهي الوحيد من الكتب السماوية التي لم تصل يد التحريف إليه، وفيه من التعاليم والإرشادات والمعارف الراقية ما يبهر العقول والقلوب، فالنفس الإلهي فهي واضح وجلي بل وأوضح من الشمس في رابعة النهار، ففيه نور وهدى وشفاء للنفوس والقلوب من الظلمات والجهل...
وأما الشريعة الإسلامية وتعاليم الرسالة المحمدية، فهي تضمن للانسان سعادة الدارين الدنيا والآخرة، وهي تبتني على الرحمة والمحبة والأخلاق الكريمة والصدق والأمانة، ففيها دستور للحياة الفردية الاجتماعية. بل أن الهدف من بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الرحمة كما يذكر القرآن ذلك: * (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) * وشريعته هي لإيصال الإنسان إلى مكارم الأخلاق وكمالها كما ينقل عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فالاسلام دين المحبة والألفة والرأفة والتي تجسدت في شخصية النبي المقدسة كما سنبين ذلك أن شاء الله...
وكما أكدت سابقا فإن الجهل والتعصب والغفلة كل ذلك يكون حاجبا لرؤية الحق ومعرفته، وتأكد لي بأن كل إنسان منصف وعاقل وباحث عن الحقيقة، إذا ترفع قليلا عن تعصبه وجهله، ووضع النظارة السوداء هذه جانبا، سيرى الحق واضحا كالنهار، لا شك ولا ريب فيه..
أنها أمنية، ولكن تبقى الهداية إلى الحق بيد الله اللطيف الخبير كما يقول عز من قائل: * (أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء...) *.
نبذة عن الإسلام
- الزيارات: 846