بذل الجهد هو المقياس
فليكن لدينا مقياس، وهذا المقياس هو ان نبذل كل جهدنا، وان لا ندخر وسعاً - إن كان بسيطاً - إلاّ وبذلناه في سبيل الوصول الى أهدافنا وأمانينا التي من أهمها تزكية النفس، وتنمية المواهب الخيرة فيها، وتصفية الذات من الشهوات، وتقوية الارادة.. وهذه هي الأهداف البعيدة المدى، التي نرجو تحققها في شهر رمضان الفضيل.
واذا ما وهنّا وانهزمنا نفسياً، واذا تصورنا اننا لا نستطيع ان نخرق حجب ذواتنا، ونصل الى معادن النور، فلنحاول -حينئذ- ان نتضرع الى الله جلت اسماؤه، وان نتوسل اليه، ونتكل عليه. فهو تعالى قادر على ان ينتشلنا من تلك الحالة النفسية السلبية، وان يرفعنا الى أعلى عليين بقدرته التي خلق بها السماوات والارض. ولذلك فان علينا دائماً ان نرغب الى الله، ونتوسل اليه في دعائنا لكي نجد الخشوع في انفسنا، وتجري الدموع من أعيننا، وحينئذ سوف تتفتح امامنا ابواب السماء، لتنهمر منها الرحمة الالهية الواسعة.