• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

دعوى اعتقاد الشيعة بنجاسة أهل السنة


قال الدكتور الغامدي: إنّ الشيعة تعتقد بنجاسة أهل السنّة، ويشهد لذلك نصوص من السيّد الخوئي والسيّد الخميني.
قلت: لقد تكرر منك هذا الاتهام أخي الدكتور، فلقد ذكرته لي في السنة الماضية، وقد أجبتك في حينها بأن هذا الكلام ليس صحيحاً وأنّ علماء الشيعة يعتقدون بطهارة أهل السنّة؛ ولذلك تجدهم أفتوا بجواز تزويجهم والتزوّج منهم، وكذا أفتوا بطهارة ذبائحهم، وحتى قال السيّد الخميني: بأنّ الإمامة من أصول المذهب(1) فمن لا يعتقد بها من غير مذهب الشيعة لا يكون كافراً.
ولا تجد عالماً من علماء الشيعة الإمامية من القرن الثاني إلى القرن الخامس عشر قد أفتى بنجاسة أهل السنّة، والذي يفتي فقهاء الشيعة بنجاستهم إنما هم النواصب الذين يحملون العداء لأهل البيت(عليهم السلام) لا نجاسة المسلمين من أهل السنّة.
فقال الدكتور الغامدي: من هو المراد من المخالف في كتبكم الفقهيّة؟
قلت: إنّا نعبّر في كتبنا الفقهيّة عن أهل السنة والجماعة تارة بالمخالف وأخرى بالعامّة وثالثة بأهل السنّة.
ولكن هؤلاء غير النواصب الذين نعتقد بأنّهم كفار ونجس ومخلّدون في النار; كما أنّ علماء أهل السنّة أيضاً يقولون ويعتقدون بهذا; لأنّ النواصب هم من يبغضون ويسبّون أهل البيت(2).
قال الدكتور الغامدي: قال آية اللّه العظمى الخوئي: وما يمكن أن يستدلّ به على نجاسة المخالفين وجوه ثلاثة:
الأول: ما ورد في الروايات الكثيرة البالغة حدّ الاستفاضة من أن المخالف لهم((عليهم السلام)كافر.
وقال آية اللّه العظمى الخميني: فقد تمسك لنجاستهم بأمور: منها روايات مستفيضة دلّت على كفرهم، موثّقة الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: "إنّ اللّه تعالى نصب عليّاً علماً بينه وبين خلقه ...
قلت: واعجبي يا دكتور!! فإن هذه العبارة التي نقلتها عن السيّد الخميني هي عبارة لصاحب كتاب الحدائق، قد نقلها الإمام الخميني ثمّ ردها ورفضها بقوة.
فنقلت له العبارة التي سبقت عبارة الإمام الخميني والتي لم يذكرها الغامدي، من حاسوبي الذي كنت أحمله معي، فقرأت عليه، قال الإمام الخميني:
>لكن اغترّ بعض من اختلت طريقته ببعض ظواهر الأخبار وكلمات الأصحاب من غير غور إلى مغزاها، فحكم بنجاستهم وكفرهم، وأطال في التشنيع على المحقق القائل بطهارتهم بما لا ينبغي له وله، غافلاً عن أنّه حفظ أشياء هو غافل عنها.
فقد تمسك لنجاستهم [أي صاحب الحدائق] بأمور: منها روايات مستفيضة دلت على كفرهم، كموثّقة الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام، قال: >إن الله تعالى نصّب علياً علماً بينه وبين خلقه<.
فمراد السيّد الخميني من قوله: "لكن اغترّ بعض من اختلت طريقته" هوصاحب الحدائق وهو من علماء الإخباريين.
ثمّ قلت للدكتور: فردّ عليه الإمام الخميني قائلاً:>ولا دليل عليها سوى توهم إطلاق معاقد إجماعات نجاسة الكفّار، وهو وهمٌ ظاهر؛ ضرورة أنّ المراد من الكفّار فيها مقابل المسلمين، الأعم من العامّة والخاصّة؛ ولهذا ترى إلحاقهم بعض المنتحلين إلى الإسلام كالخوارج والغلاة بالكفّار، فلو كان مطلق المخالف نجساً عندهم، فلا معنى لذلك، بل يمكن دعوى الإجماع أو الضرورة بعدم نجاستهم(3).
وهكذا الحال مع كلام السيّد الخوئي الذي ذكرتموه.
قال السيد الخوئي:>وما يمكن أن يستدل به على نجاسة المخالفين وجوه ثلاثة: الأول: ما ورد في الروايات الكثيرة البالغة حد الاستفاضة من أنّ المخالف لهم (عليهم السلام)كافر<
فهذا كلام السيّد الخوئي قد نقله عن الآخرين ثمّ بدأ برده، وقد دفع رحمه الله هذا الاستدلال بقوله:
>والأخبار الواردة بهذا المضمون وإن كانت من الكثرة بمكان، إلاّ أنّه لا دلالة لها على نجاسة المخالفين... من أنّ المناط في الإسلام وحقن الدماء والتوارث وجواز النكاح إنّما هو شهادة أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسوله وهي التي عليها أكثر الناس. وعليه فلا يعتبر في الإسلام غير الشهادتين، فلا مناص معه عن الحكم بإسلام أهل الخلاف... مضافاً إلى السيرة القطعيّة الجارية على طهارة أهل الخلاف; حيث إنّ المتشرّعين في زمان الأئمّة (ع) وكذلك الأئمّة بأنفسهم كانوا يشترون منهم اللحم ويرون حلية ذبائحهم ويباشرونهم. وبالجملة، كانوا يعاملون معهم معاملة الطهارة والإسلام من غير أن يرد عنه ردع< .
وقال في آخر كلامه:
>وأمّا الولاية بمعنى الخلافة فهي ليست بضروريّة بوجه، وإنّما هي مسألة نظريّة وقد فسّروها بمعنى الحبّ والولاء ولو تقليداً لآبائهم وعلمائهم، وإنكارهم للولاية بمعنى الخلافة مستند إلى الشبهة كما عرفت. وقد أسلفنا أنّ إنكار الضروري إنّما يستتبع الكفر والنجاسة فيما إذا كان مستلزماً لتكذيب النبي صلّى اللّه عليه وآله كما إذا كان عالماً بأنّ ما ينكره ممّا ثبت من الدين بالضرورة وهذا لم يتحقّق في حق أهل الخلاف لعدم ثبوت الخلافة عندهم بالضرورة لأهل البيت(عليهم السلام). نعم الولاية ـ بمعنى الخلافة ـ من ضروريات المذهب لا من ضروريات الدين(4).
قلت: أي دكتور! فهل عرفت الآن بأنّ هذه العبارات التي نقلتها لنا عن السيّد الخوئي والخميني هي عبارات مستقطعة من كلامهما، وهذا التقطيع يعتبر قبيحاً وخيانة علميّة.
ونستطيع القول إن أغلب كتّاب علماء الوهابيّة يتبعون هذا الأسلوب من التقطيع، فالدكتور القفاري مثلاً في كتابه أصول مذهب الشيعة، نراه ينقل كلاماً لعلماء الشيعة كالشيخ المفيد وغيره مقطّعاً، فينقل عبارة من وسط كلامهم من دون أن ينقل أوّل أو آخر كلامهم، ثمّ يبدأ بالهجوم عليهم.
أو نراه ينقل خبراً لمحدثي الشيعة كذلك منقطعاً، فينقل عن الكافي مثلاً كذلك ثمّ يهجم على مصنفه الكليني رحمه الله.

____________
(1) قال السيد الخميني: ذلك سواء فيه الاعتقاد بالولاية وغيرها، فالإمامة من أصول المذهب لا الدين. كتاب الطهارة: ج3 ص323. وهكذا في ج1 ص85..
(2) ناصب العداء لأهل البيت (عليهم السلام) يكون من أوضح مصاديق إنكار الضرورة الإسلامية القرآنية وهي المودة، لذا يحكم بكفره بنص القرآن والروايات.
وقد اخرج ابن حبان في صحيحة إن رسول الله، صلى الله عليه وآله، قال: >والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت إلا أدخله الله النار<[ ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج15، ص435] وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم 2488.
(3) الإمام الخميني، كتاب الطهارة، ج 3، ص 316. طبعة: مطبعة مهر، قم.
(4) السيد الخوئي، كتاب الطهارة، ج 2، ص 83 - 87.[ نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم.
   


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page