ان حاجة الباحث في تاريخ أبي الفضل عليه السلام ماسة الى معرفة اخوته الأكارم لمناسبات هناك فان منهم من يعد قربه منه فضيلة رابية وشرفاً باذخاً فضلاً عن الأخوة وهما الإمامان على الأمة إن قاما وإن قعدا(1) وإذا كانت بنوتهما لأمير المؤمنين معدودة من فضائله مع ما له من الفضائل التي لا يأتي عليها الحصر كما يظهر من قوله عليه السلام يوم الشورى : «أنشدكم بالله هل فيكم أحد له مثل الحسن والحسين ابني رسول الله وسيّدي شباب أهل الجنة غيري قالوا : لا .»(2) كما انه عليه السلام افتخر بهما يوم كتب إليه معاوية ان لي فضائل كان أبي سيداً في الجاهلية وصرت ملكاً في الاسلام وأنا صهر رسول الله وخال المؤمنين وكاتب الوحي فكتب إليه أمير المؤمنين أبياتاً سبعة ذكر فيها مصاهرته من رسول الله وان عمه سيد الشهداء وأخاه الطيار مع الملائكة في الجنان وسبقه الى الاسلام واخذ البيعة له (يوم الغدير) وان ولديه سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(3) .
وحينئذ فأخوه العباس لهما أولى ان تعقد منهما مآثره وفضائله اضف الى ذلك ما استفاده منهما من العلوم والمعارف الالهية .
ومنهم من يجمعه وإياه جامع العقب فان المعقبين من أولاد أمير المؤمنين الإمامان والعباس ومحمد بن الحنفية وعمر الاطرف .
ومنهم من شاركه في موقف الطف .
ومنهم من يعد هو وإياه تحت جامع الامومة .
ومنهم من شاركه في الاسم .
وعليه فأولاد أمير المؤمنين الذكور ستة عشر .
الحسن والحسين والمحسن ـ امهم سيدة نساء العالمين .
محمد بن الحنفية ـ أمة خولة .
العباس وعبد الله وجعفر وعثمان ـ امهم ام البنين .
عمر الاطرف والعباس الاصغر ـ امهما الصهباء .
محمد الاصغر ـ أمه امامة بنت أبي العاص .
يحيى وعون ـ امهما اسماء بنت عميس .
عبد الله وأبو بكر ـ امهما ليلى بنت مسعود .
محمد الأوسط ـ امه أم ولد(4) .
أما الإمامان فالاحرى ان نجعجع اليراع عن التبسط في فضلهما وموقفهما من القداسة ومحلهما من الزلفى وما اوتيا من حول وطول والبسطة في العلم فان الوقوف على كنه ذلك فوق مرتكز العقول .
وأما المحسن بتشديد السين كما في تاج العروس بمادة شبر والاصابة بترجمته وضم الميم وسكون الحاء كما في حاشية السيد محمد الحنفي على شرح ابن حجر لهمزية البويصري ص 251 .
فعند الإمامية ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمّاه باسم ابن هارون مشير كمحدث كما في القاموس وغيره وكان حملاً وبعد وفاته اسقطته فاطمة الزهراء لستة أشهر والروايات التي ذكرها ابن طاووس في (الطرف) وغيره في غيرها تساعدهم .
____________
(1) كشف الغمة ص 159 ومراد النبي صلى الله عليه وآله ان الامامة التي هي المنصب الالهي لا تزول عنهما مع القعود عن الحرب والنهوض الى الجهاد فكل من الامامين انما قام بما يقتضيه صلاحه من دون ان يدنوا الى أي منهما لائمة ومراده من القاعد هو الامام المجتبى ومن القائم الشهيد والتثنية في الفعلين للتغلب .
(2) خصال الصدوق : ج 2 ص 551 . امالي الشيخ الطوسي : ص 557 .
احتجاج الشيخ الطبرسي : ج 1 ص 195 . ارشاد القلوب : ص 259 .
(3) ذكر العلامة الاميني في الغدير ج 2 ص 24 الشعر واشار الى من ذكره من العلماء .
(4) ذكر هذا العدد عدى العباس الاصغر ابن جرير في التاريخ ج 6 ص 89 .
اخوته
- الزيارات: 883