• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اليقين


لقد كان أبو الفضل عليه السلام أحد الافذاذ العلويين الذين لم تكن المفاخر مزايا زائدة على ذاتياتهم وان مدحوا بآثارهم لأنهم زبد المخض حازوا شرف النبوة وفضيلة الخلافة تتنضد بهم حمل العلم وتعتدل موازين العمل وتترنح بهم صهوات المنابر .
فكان سلام الله عليه متربعاً على منصة المجد ومِلء الندي هيبة وملء العيون بهجة وملء المسامع ذكره الجميل وملء القلوب محبة وحشو اهابه علم وعمل وحشو الردى سؤدد وشرف .
وان الاحاطة بما حواه من اليقين الثابت والبصيرة النافذة بأحد طريقين الاول سبر احواله ومواقع اقدامه واحجامه ومواضع بطشه واناته وموارد صفحه وانتقامه ولا بد أن يكون المنقب عند ذلك مميزاً بين مدارج الرأي ومساقط الخطل بصيراً بمراقي الحلم ومهاوي البطش والثاني اخبار من وقف على ذلك بمباشرة وافية وعلم متسع تم شكله وظهر انتاجه أو تعليم الهي او اخذ عمن له صلة بذلك التعليم .
وغير خفي إن قمر بني هاشم ملتقى ذينك الطرفين في البصيرة واليقين في دينه وعقله في معارفه واخلاقه في حلّه وارتحاله وكان ينظر الى جملة الاحوال بين البصيرة التي تخرق الحجب وتبصر ما وراءها من اسرار وخبايا لا بناظر البصر الذي تحجبه الحواجز وتمنعه السدول فيرد عن الادراك خاسئاً فلا يكون أمر تهالك دونه الا بعلم ثابت ويقين راسخ وايمان لا يشوبه شك فانه :
سـر أبيـه وهـو سر الباري         مليك عرش عالـم الاسرار
وارث من حاز مواريث الرسل         أبو العقول والنفوس والمثل
وكيـف لا وذاتـه القـدسيـة         مجموعة الفضائـل النفسية

لقد كان أبو الفضل يعرف العراقيين ونزاعات أهل الكوفة منذ عهد أبيه وأخيه السبط المجتبى بالتجارب الصحيحة وانهم تجمعهم الاماني وتفرقهم الرضائخ ويشاهد الامويين وقوة سلطانهم وتوغلهم في اراقة الدماء وبشطهم في الناس وطيشهم في الامور ويرى ضعف جانب (أبي الضيم «ع») وقلة انصاره وطبع الحال يحدو مثله الى التحيز الى فئة اخرى ولاقل من التقاعد عن أي الفريقين وما كان مثله لو سالم الامويين يعدم ولاية أو قيادة لجيوشهم أو عيشة راضية يقضي بها أيامه .
(لكن عباس اليقين) لم يكن له طمع في شيء من حطام الدنيا فلم يرقه الا الالتحاق بأخيه سيد الشهداء موطناً نفسه الكريمة لاي كارثة أو شدة مؤلمة هذا والتهكن بمصير أمر الحسين عليه السلام في مسيره نصب عينه والمغيبات المأثورة عن رسول الله وأمير المؤمنين والمسموعات من اخويه الامامين ملء اذنه فلم يبرح مع «أخيه الشهيد» يفترع ربوة ويسف الى واد لا يرى في هاتيك الثنايا والعقبات الا تصديقاً لما عرفه ويقيناً بمنتهى أمره وغايته حتى بلغهم نبأ فاجعة مسلم بن عقيل فعرف القوم انثيال الكوفيين عن الحق ورضوخهم الى حكم الطاغية هنالك خارت العزائم واخفقت الظنون وطفق أهل المطامع والشره يتفرقون عن السبط المقدس يميناً وشمالاً(1) الا من حداهم الى المسير حق اليقين وفي الطليعة منهم سيدنا العباس فانه لم يزدد الا بصيرة في النهضة الكريمة وسروراً بأزوف الغاية المتوخاة .
فسار به وبهم «شهيد العظمة» وهو لا يشاهد كما انهم لا يرون كلما قربوا من الكوفة الا تدبر الناس وتألبهم عليهم وتتوارد عليهم الأنباء بما هو اشد لكن لم يثن ذلك من عزائمهم شيئاً ولا يكدي املاً بل كانوا يخففون الخطا ويسرعون السير لينتهوا الى معانقة الرماح ومصافحة الصفاح اكثر مما يسرع الصب الى الخود الرداح ومرشدهم الى ذلك بعد إمام الهدى (أبو الفضل) .
ركب حجازيون بيـن رحالهـم         تسري المنايا انجدوا أو اتهموا
يحدون في هزج التلاوة عيسهم         والكل فـي تسبـيـحه يترنّم

____________
(1) لهوف ص 41 صيدا .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page