• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مشهد الرأس


ذكر أرباب المقاتل ان عمر بن سعد أمر بالرؤوس فقطعت فكانت ثمانية وسبعين رأساً اخذت كندة ثلاثة عشر واقبلت هوازن باثني عشر وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً واقبلت بنو اسد بستة عشر رأساً واختصت مذحج بسبعة ولسائر الجيش ثلاثة عشر رأساً .(1)
وساروا بها الى الكوفة ثم سير ابن زياد رأس الحسين ورؤوس من قتل معه من أهله وصحبه مع السبايا الى يزيد بالشام(2) .
ولم يترك سيد الشهداء الدعوة الى الدين وتفنيد عمل الظالمين حتى في هذا الحال وهو مرفوع على القناة فكان متمماً لنهضته المقدسة التي أراق فيها دمه الطاهر وقد استضاء خلق كثير من اشراقات رأسه الازهر .
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا         يكسوه من انـواره جلبـابا
يتلوا الكتاب على السنان وانما         رفعوا به فوق السنان كتابا

ولا غرابة بعد أن كان سيد الشهداء دعامة من دعائم الدين ومنار هداه وعنه يأخذ تعاليمه ومنه يتلقى معارفه وهو صراطه المستقيم ومنهجه القويم دونه كانت مفاداته وفي سبيله سبقت تضحيته فهو حليف القرآن منذ انشئ كيانه لأنهما ثقلا رسول الله وخليفتاه على امته وقد نص المشرع الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض فبذلك كان سلام الله عليه غير مبارح تلاوته طول حياته في تهذيبه وارشاده في دعوته وتبليغه في حله ومرتحله حتى في موقفه يوم الطف ذلك المأزق الحرج بين ظهراني اولئك الطغاة المتجمهرين عليه ليتم عليهم الحجة ويوضح لهم المحجة .
هكذا كان يسير الى غايته المقدسة سيراً حثيثاً حتى طفق يتلو القرآن رأسه الكريم فوق عامل السنان عسى أن يحصل من يكهربه نور الحق غير ان داعية الحق والرشاد لم يصادف الا قصراً في الادراك وطبعاً في القلوب وصمماً في الآذان «ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة»(3) .
وبلغ من غلواء ابن زياد وتيهه في الضلال ان امر بالرأس الشريف فطيف به في شوارع الكوفة وسككها(4) يقول زيد بن أرقم كنت في غرفة لي فمروا بالرأس على رمح فسمعته يقرأ «أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوامن آياتنا عجباً»(5) فوقف شعري وقلت رأسك اعجب واعجب(6)
ولما صلب في سوق الصيارفة وهناك ضوضاء فأراد عليه السلام لفت الانظار نحوه تنحنح تنحنحاً عالياً فاتجه الناس نحوه وابهرهم الحال فشرع في قراءة سورة الكهف الى قوله تعالى «انّهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى»(7)(8) .
وعجب الحاضرون اذ لم تعهد هذه الفصاحة والاتيان على مقتضى الحال من رأس مقطوع وبقي الناس واجمون لا يدرون ما يصنعون .
ولما صلب على شجرة بالكوفة سمع يقرأ قوله تعالى : «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»(9) .
قال هلال بن معاوية سمعت رأس الحسين يخاطب حامله ويقول فرقت رأسي وبدني فرق الله بين لحمك وعظمك وجعلك آية ونكالاً للعالمين فرفع اللعين سوطاً واخذ يضرب بين رأسه المطهر(10) .
وحدث سلمة بن الكهيل انه سمع رأس الحسين بالكوفة يقرأ وهو مرفوع على الرمح «فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم»(11)(12) .
كما سمعه ابن وكيدة يقرأ القرآن فشك انه صوته حيث لم يعهد مثله يتكلم فاذا الامام عليه السلام يخاطبه يا ابن وكيدة اما علمت ان معاشر الائمة احياء عند ربهم يرزقون فزاد تعجبه وحدث نفسه ان يسرق الرأس ويدفنه فنهاه الامام وقال يا ابن وكيدة ليس الى ذلك سبيل ان سفكهم دمي اعظم عند الله من اشهارههم رأسي فذرهم فسوف يعلمون اذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون(13) .
وفي طريقهم الى الشام نزلوا عند صومعة راهب وفي الليل اشرف عليهم الراهب فرأى نوراً ساطعاً من الرأس الشريف وسمع تسبيحاً وتقديساً وتهليلاً وقائلاً يقول السلام عليك يا أبا عبد الله فتعجب الراهب ولم يعرف الحال حتى اذا اصبح وأراد القوم الرحيل سألهم عن الرأس فأخبروه انه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب وامه فاطمة وجده محمد المصطفى فطلب الرأس من خولي الاصبحي فأبى عليه فاسترضاه بمال كثير دفعه اليه وأخذ الراهب الرأس الشريف وقبّله وبكى وقال تباً لكم أيتها الجماعة لقد صدقت الاخبار في قولها اذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دماً ثم اسلم ببركة الرأس الطاهر وبعد ان ارتحلوا نظروا الى الدراهم فاذا هي خزف مكتوب عليها «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»(14) .
وحدث المنهال بن عمر قال رأيت رأس الحسين بدمشق أمام الرؤوس ورجل يقرأ سورة الكهف فلما بلغ «ام حسبت أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً» واذ الرأس يخاطبه بلسان فصيح واعجب من اصحاب الكهف قتلى وحملى(15) .
وفي هذا الحال كله لم ينقطع الدم من الرأس الشريف وكان طرياً ويشم منه رائحة طيبة(16) .
وبالرغم من جد يزيد في محو آثار اهل البيت واحتقار حرم النبوة حتى أنزلهم في الخربة التي لا تكنهم من حر ولا برد(17) واستعماله القسوة بالرأس المقدس من صلبه على باب الجامع الاموي(18) . وفي البلد ثلاثة أيام(19) وعلى باب داره(20) .
ولم يزل أهل الشام ومن حضر فيه من غيرهم يشاهدون كرامات باهرات من الرأس الزاهر لا تصدر الا من نبيّ أو وصيّ نبيّ فأحرجهم الموقف خصوصاً بعد ما وقفت العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها في ذلك المجلس المغمور بالتمويهات والاضاليل فأفادت الناس بصيرة بنوايا ابن ميسون السيئة وموقفه من الشريعة الطاهرة وانه لم يرد إلا استئصال آل الرسول حيث لم يعهد في الاسلام مثل هذا الفعل الشنيع خصوصاً مع عيال النبي الكريم ذلك الذي ما زال يهتف في مواقفه الكريمة باحترام المرأة وعدم التعرض لها بسوء وكان صلى الله عليه وآله يشدد النكير اذا بلغه في مغازيه قتل النساء(21) .
حتى ان جماعة من المسلمين لما استأذنوه لقتل ابن ابي الحقيق اذن لهم وامرهم بعدم التعرض للنساء والصبيان وهم مشركون(22) .
وعلى سيرته مشى المسلمون وان سيدهم أمير المؤمنين عليه السلام لما انزل عائشة في الدار قال له رجل من الازد والله لا تفلتنا هذه المرأة فغضب أمير المؤمنين وقال صه لا تهتكن ستراً ولا تدخلن داراً ولا تهيجن امرأة بأذى وان شتمن اعراضكم وسفهن امراءكم وصلحائكم فانهن ضعاف ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات وان الرجل ليكافئ المرأة بالضرب فيعيز بها عقبه من بعده فلا يبلغني عن احد تعرض لامرأة فانكل به(22) .
من هذا عرف الناس ضلال يزيد وتيهه في الباطل فاكثروا اللائمة عليه حتى من لم ينتحل دين الاسلام وحديث رسول ملك الروم مع يزيد في مجلسه احدث هزة في المجلس وعرف يزيد الانكار منهم وانه لم تجد فيهم تلك التمويهات وكيف تجدي وقد سمع من حضر المجلس صوتاً عالياً من الرأس المقدس لما امر يزيد بقتل ذلك الرسول (لا حول ولا قوة الا بالله)(24) .
وأي احد رأى أو سمع قبل يوم الحسين رأسا مقطوعاً ينطق بالكلام الفصيح وهل يقدر ابن ميسون أن يقاوم اسرار الله ؟ أو يطفئ نوره تعالى شأنه ؟ ـ كلا ـ
ولقد انكرت عليه زوجته هند بنت عمرو بن سهيل وكانت عند عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن خال عثمان بن عفان فان عامراً وارى ام عثمان امهم ام حكيم البيضاء بنت عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف فاجبره معاوية على طلاقها لرغبة يزيد بها(25) .
فانها لما ابصرت الرأس الزاهي مصلوباً على باب دارها ورأت الانوار النبوية تتصاعد الى عنان السماء وشاهدت الدم يقطر منه طرياً ادهشها الحال وعظم مصابه في قلبها فلم تتمالك دون ان دخلت على يزيد في مجلسه مهتوكة الحجاب وهي تصيح رأس ابن بنت رسول الله على دارنا فقام إليها وغطاها وقال لها اعولي وابكي على الحسين فانه صريخة بني هاشم عجل عليه ابن زياد(26) .
ورأت في منامها كأن رجالاً نزلوا من السماء وطافوا برأس الحسن يسلمون عليه ولما انتبهت جاءت الى الرأس فأبصرت نوراً حوله فطلبت يزيد لتقص عليه الرؤيا فاذا هو في بعض الغرف يبكي ويقول مالي ولحسين وقد رأى مثل ما رأت(27) فأصبح يزيد وملء اذنه حديث الاندية عن القسوة التي استعملها والجور الشديد فلم ير مناصاً من القاء التبعة على عاتق ابن زياد وتبعيداً للسبة عنه ولكن الثابت لا يزال وهذا هوالسر في انشاء كتاب صغير وصفه المؤرخون بأنه مثل (اذن الفأرة) ارفقه بكتابه الكبير الى الوالي بأخذ البيعة من المدينة عامة وفي الكتاب الصغير الزام الحسين بالبيعة وان أبى تضرب عنقه(28) .
وليس الغرض من انشاء الكتاب الصغير الا ان يزيد لما كان عالماً بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجعله خليفة ولا كانت بيعته مما اتفق عليها صلحاء الوقت واشراف الامة وما صدر من الموافقة منهم يوم أرادها أبوه معاوية انما هو للوعيد والتهديد فأراد يزيد ان يخلي رسمياته عن الامر بقتل الحسين بحيث لو صدر ذلك من عامله ولامه الناس وخطّأوه تدرع بالعذر بخلو كتابه للعامل بهذا النعل وانما هو شيء جاء به من قبل نفسه وكان له المجال حينئذ في القاء التبعة على العامل .
ولكن هلمّ واقرأ العجيب الغريب في احياء العلوم ج 3ص 106 في الافة الثامنة من آفات اللسان فهناك ترى الغزالي تائهاً في الغلواء لما وشجت عليه عروق النصب والتحيز الى الامويين فأبى أن يلعن قاتل الحسين حتى على الإجمال فيقال (لعنة الله على قاتل الحسين) معللاً باحتمال موته بعد التوبة وقد فاته ان التائب ان قبلت توبته لا يشمله اللعن فاذن أي بأس إذا قيل لعنة الله على قاتل الحسين لولا ذلك العداء المحتدم بين الحوائج والبغض لأهل هذا البيت الطاهر .
وأغرب من ذلك قياسه يزيد بوحشي قاتل حمزة اسد الله وأسد رسوله فقال فيه ان وحشي تاب عن الكفر والقتل جميعاً ولا يجوز ان يلعن مع ان القتل كبيرة فاذا لم يقيده بالتوبة واطلق كان فيه خطر . الخ .
لا قياس بين يزيد ووحشي فان وحشياً قتل حمزة وهو كافر فلما أسلم سقطت عنه كل تبعة كانت عليه لأن الاسلام يجب ما قبله بخلاف يزيد فانه قتل الحسين وهو يظهر الاسلام وقد ارتد بقتله اما لان الحسين امام معصوم أو لتشفيه بذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما سنعه مع خاله وجده يوم بدر على ان من المقطوع به ان من باء بذلك الاثم العظيم وهو قتل الحسين لا يتوفق للتوبة نهائياً فانه من الذنوب التي لا تدع صاحبها ان يتحيز الى خير ابداً كما ان من المقطوع به ان وحشياً وان اظهر الاسلام امام الرسول وسكت عنه النبي وقال غيب وجهك عني فلا يختم له بالصلاح والسعادة ابداً ولا يأتي يوم القيامة وعليه شارة الهدى وقد قتل سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب الشاهد للانبياء بالتبليغ واداء الرسالة .
كيف لا يلعن يزيد وقد جوز العلماء المنقبون لعنه وصرحوا بخروجه عن طريقة الاسلام كما افصح عن ذلك شعره فانه لما وردت عليه سبايا آل الرسول واشرفوا على ثنية جيرون ونعب الغراب قال(29) :
لما بدت تلك الحمـول واشرقت         تلك الشموس على ربى جيروني
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل         فقد اقتضيت من الرسول ديوني

فمن اولئك العلماء القاضي ابو يعلى واحمد بن حنبل وابن الجوزي(30) والكيا الهراسي(31) والشيخ محمد البكري وسعد التفتازاني(32) وسبط ابن الجوزي(33) .
وقال الجاحظ ان المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين واخافته اهل المدينة وهدم الكعبة وحمل بنات رسول الله سبايا وقرعه ثنايا الحسين بالعود هل تدل هذه القسوة والغلط على نصب وسوء وأي حقد وبغضاء ونفاق ويقين مدخـول ؟ أم تدل على الاخلاص وحب النبي والحفظ له وصحة السيرة ؟ وعلى هذا فلا يعدو الفسق والضلال وذلك أدنى مناله فالفاسق ملعون ومن نهى عن شتم الملعون فملعون(34) .
وقال العلامة الالوسي لا توقف في لعن يزيد لكثرة اوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكاليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه أفضل الصلاة والسلام واستبشاره بذلك واهانته بأهل بيته مما تواتر معناه والذي يغلب على ظني ان الخبيث لم يكن مصدقاً بالرسالة وان مجموع ما فعله مع أهل حرم الله واهل نبيه وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما ورد منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من القائه ورقة من المصحف الشريف في قذر ولا اظن امره خافياً على اجلة المسلمين اذ ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم الا الصبر ليقض الله أمراً كان مفعولاً .
ولو سلم ان الخبيث كان مسلماً فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان وانا اذهب الى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور ان يكون له مثل من الفاسقين والظاهر انه لم يتب واحتمال توبته اضعف من إيمانه .
ويحلق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عليهم اجمعين . وعلى أنصارهم وشيعتهم ومن مال ميلهم الى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين ويعجبني قول شاعر العصر عبد الباقي أفندي العمري :
يزيد على لعن عريض جناية         فأغدو به طول المدى العن اللعنا

ومن يخشى القيل والقال بلعن ذلك الضليل فليقل لعن الله من رضي بقتل الحسين ومن آذى عترة النبي بغير حق ومن غصبهم حقهم فانه يكون لاعناً له لدخوله تحت العموم دخولاً أولياً في نفس الامر .
ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الالفاظ سوى ابن العربي المالكي وموافقيه فانهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي كاد يزيد على ضلال يزيد الخ(35) .
وبعد هذا فهل يتوقف احد من لعن يزيد والبراءة منه وان كان فليس هؤلاء الا الضلال والعناد اعاذ الله أولياءه من شر الحقد .
لما كثرت اللائمة على يزيد خشي الفتنة وانقلاب الامر فتداركه بارجاع السجاد والعيال الى وطنهم ومكنهم مما يريدون برأس الحسين الى كربلا ودفنه مع الجسد ولم يختلف في ذلك اثنان من علماء الامامية المعروفين بالبحث والتنقيب ومن هنا نسبه المجلسي في البحار الى المشهور بين العلماء وفي روضة الواعظين ص 165 قال رد الرأس الى الجسد وقال ابن نما في مثير الاحزان ص 58 انه المعول عليه وفي اللهوف لابن طاووس ص 112 عليه عمل الامامية وقال ابن شهراشوب في المناقب ج 2 ص 200 ذكر المرتضى في بعض رسائله ان رأس الحسين اعيد الى بدنه في كربلا وقال الطوسي ومنه زيارة الاربعين وفي مقتل العوالم ص 154 انه المشهور بين علماءنا وهو ظاهر الطبرسي في اعلام الورى ص 151 والسيد في رياض المصائب .
وأما باقي الرؤوس فلم يتعرض لها أرباب المقاتل ولكن في نفس المهموم ص 253 ورياض الاحزان ص 155 عن حبيب السير ان يزيد سلم جميع الرؤوس الى علي بن الحسين فألحقها بالابدان الطاهرة في العشرين من صفر ثم توجه الى المدينة .
ولعل الاعتبار يساعده فان يزيد لما نقم عليه الناس وكثر الاضطراب لم ير بداً من موافقة الامام السجاد على كل ما يريد واخراجهم من الشام عاجلاً .
نعم ذكر العلامة السيد محسن الامين في أعيان الشيعة ج 4 ص 290 قسم أول انه رأى في سنة 1321 هـ في المقبرة المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق مشهداً وضع على بابه صخرة مكتوب عليها «هذا مدفن رأس العباس ابن علي ورأس عليّ الأكبر بن الحسين ورأس حبيب بن مظاهر» .
قال : «ثم انه انهدم بعد ذلك بسنين هذا المشهد واعيد بناؤه وازيلت هذه الصخرة وبني ضريح داخل المشهد ونقش عليه اسماء كثيرة لشهداء كربلا ولكن الحقيقة انه منسوب الى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدم ذكرها بحسب ما كان موضوعاً على بابه كما مر وهذا المشهد الظن القوي بصحة نسبته لأن الرؤوس بعد حملها الى دمشق والطواف بها وانتهاء غرض يزيد من اشهار الغلبة والتنكيل بأهلها والتشفي لا بد أن تدفن في احدى المقابر فدفنت هذه الروس الثلاثة في مقبرة باب الصغير وحفظ محل دفنها والله أعلم» الخ .
هذا ما ذكره السيد أيده الله ولو اطلع على حبيب السير لاعتقد عدم صحة الدفن هناك على ان التغيير الذي ذكره يدلنا على ان الحفظة لذلك المشهد لهم غرض آخر وليس بالمستبعد ان ذلك المشهد محل صلب الرؤوس .
وحقيق ان يقال في كل منها :
هامة في الحياة طاولت الشهب         وما نالها هبـوب الـريـاح
انفت بعد موتها الترب فاختار         ت لها مسكناً رؤوس الرماح
____________
(1) اللهوف ص 81 .
(2) تاريخ الطبري ج 6 ص 264 وابن الاثير ج 2 ص 34 والبداية لابن كثير ج 8 ص 191 ومقتل الخوارزمي مخطوط واعلام الورى ص 148 والارشاد للمفيد والبحار ج 10 ص 243 .
(3) سورة البقرة ، آية : 7 .
(4) تاريخ الطبي ج 6 ص 264 .
(5) سورة الكهف ، آية : 9 .
(6) إرشاد المفيد : ص 245 .
(7) سورة الكهف ، آية : 13 .
(8) مناقب ابن شهراشوب : ج 4 ص 61 المطبعة العلمية ـ بقم .
(9) سورة الشعراء ، آية : 227 .
(10) شرح قصيدة أبي فراس .
(11) سورة البقرة ، آية : 137 .
(12) أسرار الشهادة ص 488 .
(13) تظلم الزهراء : ص 285 .
(14) تظلم الزهراء : ص 259 . والدمعة الساكبة .
(15) الخصاص الكبرى للسيوطي ج 2 ص 127 .
(16) الخطط المقريزية ج 4 ص 284 .
(17) الأنوار النعمانية ج 3 ص 246 .
(18) أمالي الصدوق ص 100 .
(19) الخطط المقريزية ج 2 ص 129 والاتحاف بحب الاشراف .
(20) مقتل العوالم ص 151 .
(21) صحيح مسلم ج 2 ص 48 وموطأ مالك ج 2 ص 6 .
(22) تاريخ الطبري ج 3 ص 7 .
(23) تاريخ الطبري ج 5 ص 222 .
(24) مقتل العوالم ص 150 .
(25) مقتل الخوارزمي مخطوط وذكر قصة طويلة في تحميل معاوية لاخذها من زوجها واجباره على الطلاق وليس هذا بغريب من معاوية لمحض رغبة يزيد فلقد روىبن زيدون في شرح قصيدة ابن عبدون ص 172 وابن قتيبة في السياسة والامامة ج 1 ص 161 ان زينب كانت تحت عبد الله بن سلام القرشي فرغب يزيد فيها لجمالها المفرط فاجبره معاوية على الطلاق ورواها النوري في نهاية الارب ج 6 ص 180 وسماها زينب بالزاء المعجمة .
(26) مقتل العوالم ص 151 وتاريخ الطبري ج 6 ص 150 .        
(27) البحار ج 10 ص 246 .
(28) الطبري ج 6 ص 188 وابن الاثير ج 4 ص 5 والبداية ج 8 ص 146
(29) روح المعاني ج 8 ص 125 في تفسير قوله تعالى فهل عسيتم أن توليتم الخ .
(30) تذكر الخواص ص 162 .
(31) ابن خلكان .
(32) السيرة الحلبية ج 1 ص 172 .
(33) التذكرة .
(34) رسائل الجاحظ ص 298 الحادية عشر في بني امية .
(35) روح المعاني ج 8 ص 125 في تفسير قوله تعالى «فهل عسيتم أن توليتم» الآية .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page