• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

معالم المدرستين - القسم الاول البحث الثاني

الفصل الرابع خلاصة بحث الامامة لدى المدرستين

الواقع التاريخي لاقامة الخلافة في صدر الاسلام ينبغي أن ندرس الواقع التاريخي لاقامة الخلافة قبل البدء بعرض آراء المدرستين في الخلافة والامامة .
بداية الامر : عقد رسول الله في مرض وفاته لواء بيده لمولاه أسامة بن زيد وأمره على جيش فيه المهاجرون والانصار ، مثل أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسعد بن أبي وقاص ، فعسكر بالجرف وغضب عليهم لما تكلموا في تأميره أسامة عليهم وقال : انه لخليق بالامارة ، فذهبوا إلى معسكرهم وثقل رسول الله فجاء أسامة وودعه ، وقال الرسول انفذوا بعث أسامة ، وفي ما هموا بالرحيل يوم الاثنين جاءهم الخبر أن الرسول قد حضر ( 1 ) ، فأقبلوا إلى المدينة ، وحضروا في بيت الرسول فقال هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا . فقال عمر ان النبي غلبه الوجع وعندكم كتاب الله ، فحسبنا كتاب الله ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال : قوموا عني ، لا ينبغي عند نبي التنازع . قال ابن عباس : فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي التنازع ، فقالوا هجر رسول الله ، وبكى ابن عباس حتى خضب دمعه الحصباء . موقف الخليفة عمر : توفي الرسول وأبو بكر غائب بالسنح فأخذ عمر يقول : ما مات رسول الله ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى وغاب عن قومه أربعين ليلة ، والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال يزعمون انه مات . وقال : من قال انه مات علوت رأسه بسيفي ، فتلوا عليه الاية " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " . وقال له العباس : ان رسول الله قد مات ، هل عند أحدكم عهد من رسول الله في وفاته فليحدثنا . لم ينته عمر من كلامه وتهديده حتى ازبد شدقاه ، ولما أقبل الخليفة أبو بكر وتلا الاية سكت عمر .
سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة وجثمان رسول الله ( ص ) بين أهله يغسلونه ، وأخرجوا سعد بن عبادة - وكان مريضا - فذكر سابقة الانصار وقال : استبدوا بهذا الامر ، فأجابوا قد وفقت في الرأي ولن نعدو ما رأيت ، نوليك هذا الامر ، فسمع بذلك أبو بكر وعمر فأسرعا مع جماعتهم إلى السقيفة ، وذكر أبو بكر سابقة المهاجرين وقال : هم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الامر من بعده ولا ينازعهم ذلك الا ظالم .
فقال الحباب بن المنذر : يا معشر الانصار أملكوا عليكم أمركم ، فان الناس في فيئكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم فان أبى هؤلاء الا ما سمعتم ، فمنا أمير ومنهم أمير . فقال عمر : هيهات لا يجتمع اثنان في قرن . . . لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم . وهدد أحدهما الاخر بالقتل . فقالت الانصار أو بعض الانصار : لا نبايع الا عليا ، فتخوف عمر من الاختلاف وقال لابي بكر ابسط يدك أبايعك وسبقه بشير بن سعد وبايع فناداه الحباب بن المنذر : عققت عقاق أنفست على ابن عمك الامارة ؟ وبايع عمر وأبو عبيدة ، وقالت الاوس لئن وليتها الخزرج مرة لا زالت لهم الفضيلة عليكم وما جعلوا لكم فيها نصيبا ، فبايعوا أبا بكر ، فانكسر على سعد بن عبادة والخزرج وكادوا يطؤون سعد بن عبادة ، فقال أصحابه اتقوا سعدا لا تطؤوه . فقال عمر : اقتلوه قتله الله . ثم قام على رأسه فقال لقد هممت أن أطأك حتى تندر ( 2 ) عضوك فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة . فقال أبو بكر : مهلا يا عمر الرفق هاهنا أبلغ ، فأعرض عنه عمر . فحمل سعد إلى بيته . وأخرج أبو بكر من السقيفة ، جاءت قبيلة أسلم فبايعت فانتصر بهم أبو بكر ، وأقبلت الجماعة تزفه إلى مسجد رسول الله فصعد المنبر ، وشغلوا عن دفن رسول الله حتى كان يوم الثلاثاء ، فجاؤوا إلى المسجد ثانية فجلس أبو بكر على منبر رسول الله ووقف عمر وقال : ان قوله بالامس لم يكن من كتاب الله ولا عهدا من رسوله ولكنه كان يرى أن الرسول صلى الله عليه وآله سيدبر أمرهم ويكون آخرهم ، وان الله أبقى فيهم القرآن يهتدون به وقد جمع أمركم على صاحب رسول الله ، قوموا فبايعوه ، فبايعه الناس عندئذ بعد بيعة السقيفة ثم خطب أبو بكر فقال قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني . . .
شغلوا عن رسول الله بقية الاثنين وليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء ، وصلى المسلمون على رسول الله زمرا زمرا ، وخلى أصحاب رسول الله بين جثمانه وبين أهله ، فولوا أجنانه ( 3 ) ولم يشهد أبو بكر وعمر غسل الرسول صلى الله عليه وآله وتكفينه ودفنه .
قالت عائشة : ما علمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل . وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والانصار وبني هاشم ومالوا مع علي بن أبي طالب . فذهبوا إلى العباس ليستميلوه فجابههم بالرد . وتحصن في دار فاطمة جماعة من بني هاشم وجمع من المهاجرين والانصار ، فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له : ان أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبس نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيتهم فاطمة فقالت يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الامة . واليه أشار أبو بكر في مرض موته حين قال : " أما اني لا آسي على شئ في الدنيا الا على ثلاث فعلتهن وددت اني لم أفعلهن . . . فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة ولو أغلق على حرب . . . " .
ثم ان عليا حمل فاطمة ليلا إلى بيوت الانصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار له ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو كان ابن عمك سبق الينا أبا بكر ما عدلنا به ، فيقول علي : أفكنت أترك رسول الله ( ص ) في بيته لم أجهزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه ؟ وتقول فاطمة ما صنع أبو الحسن الا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسبهم .
وكان معاوية يعير أمير المؤمنين عليا بهذا الموقف ويقول : " وأعهدك أمس . تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصديق ، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق الا دعوتهم إلى نفسك ومشيت إليهم بامرأتك وأدللت إليهم بابنيك واستنصرتهم على صاحب رسول الله . . . فلم يجبك منهم الا أربعة أو خمسة . . . ومهما نسيت فلا أنسى قولك لابي سفيان لما حركك وهيجك : لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضتهم .
وروى البخاري ما دار بين ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي بكر وقال : فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى توفيت بعد ستة أشهر ، ودفنها زوجها ولم يؤذن بها أبا بكر ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت انصرفت وجوه الناس عن علي فلم يبايع علي ستة أشهر ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي ، فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر .
وقال البلاذري ولم يخرج أحد إلى قتال العدو قبل أن يبايع علي . وممن تخلف عن بيعة أبي بكر : فروة بن عمرو ، وخالد وأبان وعمر بنو سعيد الاموي ، فلما بايع بنو هاشم بايعوا . وسعد بن عبادة لم يبايع ، وأشار الانصار أن يتركوه فانه لا يبايع حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته فتركوه ، فقال له عمر في أول خلافته من كره جوار جار تحول عنه ، فذهب إلى الشام ، فبعث عمر رجلا ، فقال : ادعه إلى البيعة واحتل له فان أبى فاستعن الله عليه ، فذهب الرجل إلى الشام ووجد سعدا بحوارين من قرى حلب فدعاه إلى البيعة فأبي فرماه بسهم فقتله . بيعة عمر لما حضر ( 4 ) أبو بكر دعا عثمان خاليا فقال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، أما بعد - فأغمي عليه - فكتب عثمان : فاني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم الكم خيرا ، ثم أفاق أبو بكر فقرأها عليه فأقرها أبو بكر . ثم جاء عمر مع الكتاب إلى مسجد الرسول ( ص ) وقال للناس : اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله ( ص ) انه يقول : اني لم الكم نصحا . وهكذا بايع الناس عمر .
الشورى وبيعة عثمان
لما طعن عمر قيل له: لو استخلفت ، قال : لو كان سالم حيا لاستخلفته ، ولو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته ، ثم قال : لاجعلنها شورى بين ستة ، وعينهم من قريش ، وولى أبو طلحة زيد بن سهل الخزرجي على خمسين من الانصار ، وأمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام ، فإذا انتهت الايام الثلاثة واتفقوا على واحد فليضرب أبو طلحة عنق الذي يخالف ، وان اجتمع ثلاثة على رجل وثلاثة على رجل كانوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، وان صفق عبد الرحمن باحدى يديه على الاخرى ، عليهم أن يتبعوه ومن أبى ضربوا عنقه ، فلما توفي الخليفة قال عبد الرحمن : اني أخرج نفسي منها وسعدا على أن أختار أحدكم فأجابوا الا عليا وأحلف عبد الرحمن أن لا يميل إلى هوى وأن يؤثر الحق وأن لا يجابي ذا قرابة ، فحلف له فقال : اختر مسددا . ثم اجتمعوا في مسجد الرسول فمد يده إلى علي وقال : امدد يدك أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين ، فقال : أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت . ثم مد يده إلى عثمان فوافق على ذلك . ثم مد يده إلى علي فقال مثل مقالته الاولي فأجابه مثل الجواب الاول . ثم قال لعثمان مثل المقالة الاولى فأجابه مثل ما كان أجابه ، ثم اتجه إلى علي فقال له مثل المقالة الاولى . فقال الامام على ان كتاب الله وسنة نبيه لا يحتاج معهما إلى طريقة أحد ، أنت مجتهد أن تزوي هذا الامر عني . فاتجه عبد الرحمن إلى عثمان وأعاد عليه القول فأجابه به مثل بذلك الجواب ، فصفق على يده وبايعه ، فقال الامام علي لعبد الرحمن حبوته حبوة دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا ، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله ما وليت عثمان الا ليرد الامر اليك ، والله كل يوم في شأن . وبايع أصحاب الشورى عثمان ، وكان علي قائما فخرج مغضبا فقال له عبد الرحمن بايع والا ضربت عنقك ، ولم يكن يومئذ سيف مع أحد ، ولحقه أصحاب الشورى فقالوا : بايع والا جاهدناك ، فأقبل معهم حتى بايع عثمان .





_________
(1) حضر : حضره الموت . ( * )
(2) تندر عضوك : حتى تسقط اعضاؤك .
(3) تولوا دفنه . ( * )
(4) حضر : حضرته الوفاة . ( * )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page