• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقتل سبط النبي ( ص )

قال أبو مخنف : حدثني الصقعب بن الزبير عن حميد بن مسلم قال : كانت عليه جبة من خز وكان معتما وكان مخضوبا بالوسمة قال : سمعته يقول قبل أن يقتل وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية ويفترص العورة ويشد على الخيل وهو يقول : أعلى قتلي تحاثون أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله الله أسخط عليكم لقتله مني ! وايم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون أما والله ان لو قتلتموني لقد ألقى الله باسكم بينكم وسفك دماءكم ، ثم لا يرضى لكم بذلك حتى يضاعف لكم العذاب الأليم قال : ولقد مكث طويلا من النهار ولو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا ، ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض ، ويحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء قال : فنادى شمر في الناس : ويحكم ماذا تنظرون بالرجل ! اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم !
قال : فحمل عليه من كل جانب فضربت كفه اليسرى ضربة ضربها شريك التميمي وضرب على عاتقه ثم انصرفوا وهو ينوء ويكبو
قال : وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح فوقع ، ثم قال لخولي بن يزيد الاصبحي احتز رأسه فأراد أن يفعل فضعف فارعد فقال له سنان بن أنس : فت الله عضديك وأبان يديك فنزل إليه فذبحه واحتز رأسه ثم دفع إلى خولى بن يزيد وقد ضرب قبل ذلك بالسيوف .
قال أبو مخنف عن جعفر بن محمد بن على قال : وجد بالحسين ( ع ) حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة قال : وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين الا شد عليه مخافة أن يغلب على رأسه حتى أخذ رأس الحسين ( ع ) فدفعه إلى الخولى .

جيش الخلافة تسلب ذرارى رسول الله ( ص ) وتنهب :

قال : وسلب الحسين ما كان عليه فأخذ سراويله بحر بن كعب وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته وكانت من خز وكان يسمى بعد قيس قطيفة وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له : الأسود وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل ، قال : ومال الناس على الورس والحلل والإبل وانتهبوها ، قال : ومال الناس على نساء الحسين وثقله ومتاعه فان كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه فيذهب به منها .

آخر شهيد :

وروى عن زهير بن عبد الرحمن الخثعمي ، ان سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صرع فأثخن فوقع بين القتلى مثخنا فسمعهم يقولون : قتل الحسين فوجد افاقة فإذا معه سكين وقد اخذ سيفه فقاتلهم بسكينه ساعة ثم انه قتل قتله عروة بن بطار التغلبي وزيد بن رقاد الجنبي وكان آخر قتيل .
وعن حميد بن مسلم قال : انتهيت إلى علي بن الحسين بن علي ، الأصغر ( 1 ) وهو منبسط على فراش له وهو مريض وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجالته يقولون لا نقتل هذا قال : فقلت : سبحان الله أنقتل الصبيان انما هذا صبي .
قال : فما زال ذلك دأبي ادفع عنه كل من جاء حتى جاء عمر بن سعد فقال : ألا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة أحد ! ولا يعرضن لهذا الغلام المريض ، ومن أخذ من متاعهم شيئا فليرده عليه ، قال : فو الله ما رد أحد شيئا ، قال : فقال علي بن الحسين : جزيت من رجل خيرا فوالله لقد دفع الله عني بمقالتك شرا .

قاتل الحسين يطلب الجائزة :

قال : فقال الناس لسنان بن أنس : قتلت حسين بن علي وابن فاطمة ابنة
رسول الله ، قتلت أعظم العرب خطرا ، جاء إلى هؤلاء يريد ان يزيلهم عن ملكهم فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم وانهم لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا فأقبل على فرسه وكان شجاعا وكانت به لوثة فأقبل حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادى بأعلى صوته .

أوقر ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا

فقال عمر بن سعد : أشهد أنك لمجنون ما صححت قط ، أدخلوه علي فلما أدخل حذفه بالقضيب ، ثم قال : يا مجنون أتتكلم بهذا الكلام ! أما والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك .
نجاة عقبة بن سمعان وأسر المرقع : قال : وأخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان ، وكان مولى للرباب بنت امرئ القيس الكلبية وهي ام سكينة بنت الحسين فقال له : ما أنت ؟ قال : أنا عبد مملوك فخلى سبيله ، فلم ينج منهم أحد غيره الا ان المرقع بن ثمامة الاسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبتيه فقاتل فجاءه نفر من قومه فقالوا له : أنت آمن أخرج الينا فخرج إليه فلما قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره سيره إلى الزارة .

توطئوا بالخيل جسد الحسين ( ع ) :

قال : ثم إن عمر بن سعد نادى في أصحابه من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه فانتدب عشرة منهم اسحاق بن حياة الحضرمي وهو الذى سلب قميص الحسين فبرص بعد وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره فبلغني أن أحبش بن مرثد بعد ذلك بزمان أتاه سهم غرب وهو واقف في قتال ففلق قلبه فمات .

من نعى الإمام في المدينة
 أ - أم سلمة :

في سنن الترمذي وسير النبلاء والرياض النضرة وتاريخ ابن كثير وتاريخ الخميس وغيرها واللفظ للأول ، عن سلمى ، قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله ( ص ) - تعنى في المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت : مالك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا ( 2 ) .
وقال اليعقوبي : وكان أول صارخة صرخت في المدينة أم سلمة زوج رسول الله ( ص ) كان دفع إليها قارورة فيها تربة وقال لها : ( ان جبريل أعلمني ان أمتي تقتل الحسين ) وأعطاني هذه التربة ، وقال لي : ( إذا صارت دما عبيطا فاعلمي أن الحسين قد قتل ) ، وكانت عندها فلما حضر ذلك الوقت جعلت تنظر إلى القارورة في كل ساعة ، فلما رأتها قد صارت دما صاحت ، واحسيناه ! يا ابن رسول الله ! وتصارخت النساء من كل ناحية حتى ارتفعت المدينة بالرجة التي ما سمع بمثلها قط ( 3 ) .

ب - ابن عباس :

في مسند احمد بن حنبل وفضائله والمعجم الكبير للطبراني والمستدرك للحاكم والرياض النضرة وغيرها واللفظ للأول : عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس ، قال : رأيت رسول الله ( ص ) في المنام نصف النهار اشعث اغبر ، معه قارورة فيها دم ، فقلت بأبي وامى يا رسول الله ، ما هذا ؟ قال : " هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم " قال عمار : فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل فيه ( 4 ) .
وفي تاريخ ابن عساكر وابن كثير : عن علي بن زيد بن جدعان قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع ، وقال : قتل الحسين والله ! فقال له أصحابه : لم يا ابن عباس ؟ فقال : رأيت رسول الله ( ص ) ومعه زجاجة من دم ، فقال : " أتعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتلوا الحسين ! وهذا دمه ودم أصحابه ارفعهما إلى الله " . فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه وتلك الساعة ، فما لبثوا الا أربعة وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر بالمدينة انه قتل في ذلك اليوم وفي تلك الساعة ( 5 ) .

 ج - ناع ثالث :

روى الطبري وغيره واللفظ للطبري ، عن عمرو بن عكرمة ، قال : أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة فإذا مولى لنا يحدثنا ، قال : سمعت البارحة مناديا ينادى وهو يقول :


أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي وملئك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وحامل الانجيل

وهناك روايات أخرى عن أم سلمة وغيرها أنهم سمعوا نوح الجن على الحسين وهم يقولون :

أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم * ونبي ومرسل وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل ( 6 ) .



 
__________
1 ) لم يكن بعلي الأصغر وكان قد ولد له محمد الباقر يومذاك بل هو على الأوسط . ( * )  
2 ) سنن الترمذي 13 / 193 - 194 ، ومستدرك الحاكم 4 / 19 ، وسير النبلاء 3 / 213 ، والرياض النضرة ص 148 ، وتاريخ ابن الأثير 3 / 38 ، وابن كثير 8 / 201 ، وتاريخ السيوطي ص 208 ، وتاريخ ابن عساكر ، ح - 726 ، وتهذيبه 4 / 240 .
3 ) تاريخ اليعقوبي 1 / 247 - 248 ( * ).
4 ) مسند أحمد 1 / 242 و 282 ، وفضائل أحمد الحديث 20 و 22 و 26 ، والمعجم للطبراني ح - 56 ، ومستدرك الحاكم 4 / 398 ، وقال : صحيح على شرط مسلم وسير النبلاء 3 / 323 ، والرياض النضرة 148 ، ومجمع الزوائد 9 / 193 و 194 ، وتذكرة سبط ابن الجوزي ص 152 ، وتاريخ ابن الأثير 3 / 38 ، وابن كثير 6 / 231 و 8 / 200 ، وقال إسناده قوى ، وتاريخ الخميس 2 / 300 ، والإصابة 1 / 334 ، وتاريخ السيوطي ص 208 ، وأمالي الشجرى ص 160 .
5 ) تاريخ ابن كثير 8 / 200 ، وتاريخ ابن عساكر الحديث 723 - 725 ( * ) .
6 ) تاريخ ابن كثير 8 / 201 ، وراجع سير النبلاء 3 / 214 ، وتاريخ السيوطي ص 280 ، وتاريخ ابن عساكر الحديث 733 -  739 ( * ) .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page