• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إخبار الخليفة يزيد بقتل الحسين ( ع )

روى الطبري بسنده وقال : لما قتل الحسين وجئ بالاثقال والاسارى حتى وردوا بهم الكوفة إلى عبيد الله فبينا القوم محتبسون ، إذ وقع حجر في السجن معه كتاب مربوط وفي الكتاب خرج البريد بأمركم في يوم كذا وكذا إلى يزيد بن معاوية وهو سائر كذا وكذا يوما ، وراجع في كذا وكذا ، فان سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وان لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان ان شاء الله ، قال : فلما كان قبل قدوم البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر قد ألقي في السجن ، ومعه كتاب مربوط وموسى ، وفي الكتاب أوصوا واعهدوا فانما ينتظر البريد يوم كذا وكذا ، فجاء البريد ولم يسمع التكبير ، وجاء كتاب بأن سرح الاسارى إلي .

إرسال اسارى آل البيت ( ع ) إلى عاصمة الخلافة الشام :

روى الطبري أيضا وقال : إن عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه فجهزن وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه ، ثم سرح بهم مع محفز بن ثعلبة العائذي عائذة قريش ، ومع شمر بن ذي الجوشن ، فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد ، فلم يكن علي بن الحسين يكلم أحدا منهما في الطريق كلمة حتى بلغوا .
وفي فتوح ابن أعثم ، قال : دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفي ، فسلم إليه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما ، ورؤوس اخوته ورأس علي بن الحسين ورؤوس أهل بيته وشيعته ، رضي الله عنهم أجمعين .
ودعا علي بن الحسين ( أيضا - ) فحمله وحمل أخواته وعماته وجميع نسائهم إلى يزيد بن معاوية ، قال : فسار القوم بحرم رسول الله ( ص ) من الكوفة إلى بلاد الشام على محامل بغير وطاء من بلد إلى بلد ، ومن منزل إلى منزل ، كما تساق أسارى الترك والديلم ( 1 ) .

استقبال الخليفة وعاصمته لآل الرسول ( ص )
استقبال خليفة المسلمين رؤوس آل رسول الله ( ع ) وأنصارهم :

في تذكرة سبط ابن الجوزى ، روى عن الزهري ، قال : لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظرة على ربا جيرون فأنشد لنفسه :

لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربا جيرون
نعب الغراب فقلت صح أولا تصح * فلقد قضيت من الغريم ديوني ( 2 )

حاجة أم كلثوم إلى شمر :

في مثير الأحزان واللهوف ، انهم لما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من شمر وقالت له : - لي إليك حاجة . فقال : ما حاجتك ؟ قالت : - إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة ، وتقدم إليهم ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها ، فقد خزينا من كثرة النظر الينا ونحن في مثل هذه الحال . فأمر في جواب سؤالها ان يجعل الرؤوس على الرماح في اوساط المحامل وسلك بهم بين النظارة حتى أتى بهم باب دمشق ( 3 ) .

عيد بعاصمة الخلافة :

في مقتل الخوارزمي عن سهل بن سعد قال : خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار قد علقوا الستور والحجب والديباج ، وهم فرحون مستبشرون ، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول ، فقلت في نفسي : لعل لاهل الشام عيدا لا نعرفه نحن ، فرأيت قوما يتحدثون ، فقلت : يا هؤلاء ألكم بالشام عيد لا نعرفه نحن ؟ ! قالوا : يا شيخ نراك غريبا ! فقلت : أنا سهل بن سعد ، قد رأيت رسول الله ( ص ) وحملت حديثه ، فقالوا : يا سهل ما أعجبك السماء لا تمطر دما ! والأرض لا تخسف بأهلها ! قلت : ولم ذاك ؟ فقالوا هذا رأس الحسين عترة رسول الله ( ص ) يهدى من أرض العراق إلى الشام وسيأتي الآن .
قلت : واعجبا أيهدى رأس الحسين والناس يفرحون ؟ ! فمن أي باب يدخل ؟ فأشاروا إلى باب يقال له : باب الساعات ، فسرت نحو الباب ، فبينما أنا هنالك ، إذ جاءت الرايات يتلو بعضها بعضا ، وإذا أنا بفارس بيده رمح منزوع السنان ، وعليه رأس من أشبه الناس وجها برسول الله ، وإذا بنسوة من ورائه على جمال بغير وطاء .

حاجة سكينة :

قال سهل : فدنوت من إحداهن فقلت : يا جارية من أنت ؟ فقالت : سكينة بنت الحسين . فقلت لها : ألك حاجة إلي ؟ فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدك وسمع حديثه . قالت : يا سهل قل لصاحب الرأس : أن يتقدم بالرأس أمامنا حتى يشتغل الناس بالنظر إليه فلا ينظرون إلينا ! فنحن حرم رسول الله ، قال : فدنوت من صاحب الرأس وقلت له : هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة دينار ؟ ! قال : وما هي ؟ قلت : تقدم الرأس أمام الحرم ، ففعل ذلك ودفعت له ما وعدته ( 4 ) .

دخول أسرى آل الرسول ( ص ) عاصمة الخلافة الإسلامية

روى ابن أعثم وغيره ( 5 ) واللفظ لابن أعثم ، قال : وأتي بحرم رسول الله ( ص ) حتى أدخلوا مدينة دمشق من باب يقال له : باب توما ، ثم أتي بهم حتى وقفوا على درج باب المسجد حيث يقام السبى وإذا شيخ قد اقبل حتى دنا منهم وقال : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح الرجال من سطوتكم وأمكن أمير المؤمنين منكم !
فقال له علي بن الحسين : يا شيخ هل قرأت القرآن ؟ فقال : نعم قد قرأته ، قال : فعرفت هذا الآية " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " ( 6 ) قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال علي بن الحسين رضي الله عنه : فنحن القربى يا شيخ قال : فهل قرأت في سورة بني إسرائيل " وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ " ( 7 ) قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، فقال علي رضي الله عنه : نحن القربى يا شيخ ، ولكن هل قرأت هذه الآية " وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى " ( 8 ) [ قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال علي - ( 9 ) ] فنحن ذو القربى يا شيخ ولكن هل قرأت هذه الآية " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ( 10 ) قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال علي : فنحن أهل البيت الذين خصصنا بآية التطهير .
قال : فبقي الشيخ ساعة ساكتا نادما على ما تكلمه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني تائب اليك مما تكلمته ومن بغض هؤلاء القوم ، اللهم إني ابرأ إليك من عدو محمد وآل محمد من الجن والإنس .

إدخال آل الرسول في مجلس الخلافة :

روى الطبري وقال : جلس يزيد بن معاوية ودعا اشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونساءه فادخلوا عليه والناس ينظرون .
وروى سبط ابن الجوزي وغيره وقالوا : ان الصبيان والصبيات من بنات رسول الله كانوا موثقين في الحبال ( 11 ) .
وروى الطبري وغيره قالوا : لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد ، رأس الحسين وأهل بيته واصحابه قال يزيد :

يفلقن هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال يحيى بن الحكم أخو مروان :

لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سمية أمسى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل

فضرب يزيد في صدر يحيى وقال : اسكت .

بين السجاد ( ع ) ويزيد :

وفي مثير الأحزان وغيره ، فقال علي بن الحسين : أتأذن لي في الكلام ؟ فقال : قل ولا تقل هجرا ! فقال علي بن الحسين : لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي ان يقول الهجر ، ما ظنك برسول الله لو رآني في غل ؟ فقال لمن حوله : حلوه ( 12 ) .
وفي تاريخ الطبري وغيره قال يزيد لعلي بن الحسين : أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت . قال علي : ما أصابكم من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها .
فقال يزيد لابنه خالد : أردد عليه ، قال : فما درى خالد ما يرد عليه ، فقال له يزيد : قل : ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ، ثم سكت عنه .

حبر من اليهود يستنكر على يزيد :

في فتوح ابن أعثم ، قال : فالتفت حبر من أحبار اليهود وكان حاضرا فقال : من هذا الغلام يا أمير المؤمنين ؟ فقال : هذا ، صاحب الرأس أبوه . قال : ومن هو صاحب الرأس يا أمير المؤمنين ؟ قال : الحسين بن علي ابن أبي طالب ، قال : فمن أمه ؟ قال : فاطمة بنت محمد ( ص ) .
فقال الحبر : يا سبحان الله هذا ابن ( بنت ) نبيكم قتلتموه في هذه السرعة بئس ما خلفتموه في ذريته والله لو خلف فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لكنا نعبده من دون الله وأنتم انما فارقكم نبيكم بالأمس فوثبتم على ابن نبيكم فقتلتموه سوءة لكم من أمة ! قال : فأمر يزيد بكر ( 13 ) في حلقه ، فقال الحبر : ان شئتم فاضربوني أو فاقتلوني أو قرروني ، فاني أجد في التوراة أنه من قتل ذرية نبي لا يزال مغلوبا أبدا ما بقى ، فإذا مات يصليه الله نار جهنم ( 14 ) .

شامي يطلب عترة الرسول ( ص ) جارية له :

روى الطبري عن فاطمة بنت الحسين انها قالت : ان رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه - أتخذها أمة - ( 15 ) يعنيني وكنت جارية وضيئة فأرعدت ، وفرقت وظننت ان ذلك جائز لهم وأخذت بثياب عمتي ( 16 ) زينب ، قالت : وكانت عمتي زينب أكبر مني وأعقل ، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ، فقالت : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك وله فغضب يزيد فقال : كذبت والله ان ذلك لي ولو شئت ان أفعله لفعلت .
قالت : كلا والله ما جعل الله ذلك لك الا أن تخرج من ملتنا ، وتدين بغير ديننا ، قالت : فغضب يزيد واستطار ثم قال : إياي تستقبلين بهذا انما خرج من الدين أبوك وأخوك ، فقالت زينب : بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك .
قال : كذبت يا عدوة الله قالت : أنت أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك ، قالت فو الله لكأنه استحيى فسكت ، ثم عاد الشامي فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ، قال : أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا .


 


___________
1 ) فتوح ابن أعثم 5 / 236 وقريب منه نص الطبري ط اروبا 2 / 374 - 375 ( * ) .     
2 ) تذكرة الخواص 2 / 148 وجيرون كان خارج دمشق راجع مادة جيرون من معجم البلدان .
3 ) مثير الأحزان ص 77 ، اللهوف ص 67 ( * ) .
4 ) مقتل الخوارزمي 2 / 60 - 61 ( 1 )     
5 ) في تاريخ ابن اعثم ج 5 / 242 - 243 ، واوردها الطبري متفرقة في تفسير الآيات بتفسيره وبعضه بتفسير ابن كثير 4 / 112 ، ومقتل الخوارزمي 2 / 61 ، ويختلف سياق اللهوف ص 67 ، وأمالي الصدوق ص 116 مع هذا السياق . كان باب توما في الشمال الشرقي من مدينة دمشق ، راجع الخريطة الملحقة بالمجلدة الثانية من تأريخ دمشق .
6 ) سوره الشورى آية 23 . 3 ) سورة الإسراء الآية 26 . 4 ) سورة الأنفال الآية 41 . 5 ) هكذا ورد في النسخة . ( * )  
7 ) الأحزاب 33 .
8 ) تذكرة خواص الأمة ص 149 ، وفى اللهوف ومثير الأحزان ص 79 واللفظ للتذكرة .
9 ) مثير الأحزان ص 78 ( * )
10 ) أي بضرب في حلقه .
11 ) فتوح ابن أعثم 5 / 246 .
12 ) ما بين الخطين في مقاتل الطالبيين ص 120 .
13 ) في الأصل اختى محرف . ( * )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page