• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آفاق قرآنية

الفصل الأول      آفاق قرآنية
نحن والقرآن

«وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً * وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُوراً * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُـجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً »([15])
في عصر العولمة، حيث تقترب المسافات وتتهاوى الحواجز ويتحول العالم إلى قرية صغيرة ويتقدم العلم في عصر كهذا هل نحتاح -نحن- بعد الى القرآن الكريم؟ ولماذا؟ وأين موقع القرآن في هذا العصر؟ وهل إذا ما تمسكنا بكتاب الله فاتنا قطار التقدم وأصبحنا خارج دائرة الزمن؟!
إن الجواب على جميع هذه الأسئلة يعود إلى حقيقة نظرة الإنسان إلى الإنسان، لأننا إذا عرفنا حقيقة هذا المخلوق سهل علينا حل معظم المشاكل العالقة، أو على الأقل يتيسر لنا معرفة حلول الأزمات الراهنة.
فيا ترى ما هو الإنسان؟ هل هو شهوات ومخاوف وشكوك أم هو أبعد من ذلك؟ وقبل كل شيء؛ ترى من له الحق الأول في تعريف شخصية ووجود الإنسان؟
إنه الخالق دون شك؛ إذ هو الأعرف بمن وبما خلق، لا سواه. فهو -الخالق- القائل بأنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأنه قد كرّمه على سائر مخلوقاته، وعليه ينبغي أن ننظر إلى هذا المخلوق نظرة ملؤها الإحترام، لأنه صنيعة الله رب او الوجود
فالإنسان أبعد من أن يكون مجرد شهوة أو مخاوف أو شكوك، ولو كان كذلك لما ثار الثائرون، ولما سقطت عروش الطغاة.
وهذا الإنسان الذي يحاول ذوو الهيمنة والسلطان النيل من مكانته، هو الذي نفخ فيه الله من روحه وأسجد له الملائكة، فكانت تلك النفخة عبارة عن القيم التي صنعت الحضارات.
واليوم حيث تتراكم في العالم الثروات والشهوات، يحاول رجال السلطة وفي بلدان معدودة إزاحة الإنسان من طريقهم لتحقيق مصالحهم، في هذا اليوم يكون الإنسان أشد حاجة إلى القيم والروح والنفحة الإلهية.
ففي عصر العولمة والإعلام والمال والصواريخ والذرة نحن بحاجة إلى ذلك الإنسان المتوكل على الله، المعتصم بحبله. إلى الإنسان الذي يصرخ بوجه الكفر والإرهاب والإستعباد قائلاً: لا إله إلا الله.
لقد تحدى المجاهدون طغيان القوة والحقد بإيمانهم وروحهم التي أودعها الله فيهم، وتحدوهم بقرأنهم، تماماً كما تحدى الإمام الحسين عليه السلام الطغيان الأموي العتيد بالقرآن وبالرسول وبالإيمان.
وبالأمس القريب رأينا فتية لبنان المجاهدين قد طردوا عدوهم الصهيوني من أراضيهم؛ ليس بإمكاناتهم أو قوتهم أو إعلامهم قد طردوهم، وإنما بالإيمان والروح والقرآن.
كذلك الإنسان الفلسطيني حينما أعلن جهاده المشبع بروح القرآن ضد الغاصبين الصهاينة، وهو لا يملك القوة أو الدعم العالمي، تجد الصهاينة اليوم لا يسعهم مواجهته رغم ما يملكون من وسائل قمع وتنكيل، وهذا يعني أن وراء هذه المقاومة روحاً، وأن الذي يحكم هو الله هنالك الولاية لله الحق وسيخسر المبطلون أينما كانوا.
بالأمس كان الرجل يعطي المال، وهو مال المسلمين ، لهذا أو ذاك من المرتزقة والأفاكين ليبتدعوا له الأحاديث وفق رغبته وتبعاً لمصلحته، فينشرها بين المسلمين عبر المنابر لكن اليوم تغيرت الوسائل وتكاثر جمع المضلّين، فهناك الإنترنت والوسائل الخبيثة والأساليب الماكرة والمغرية؛ في هذا اليوم يحتاج الإنسان إلى القرآن الكريم وهدي النبي وأهل بيته عليهم السلام.
وإن مثل هذه الحاجة الماسة يمكن تأمينها عبر الوسائل التالية:
الاولى: بناء القواعد الفكرية للجيل الجديد في مجتمعنا المسلم على أساس القرآن، لنضمن له مستقبلاً قرآنياً طاهراً، وذلك بدءاً من نعومة أظفار هذا الجيل، عبر تحفيظ الأطفال الآيات الكريمة وشرحها لهم بالطريقة العلمية المناسبة. وهذا الأمر بحاجة إلى مؤسسات أو معاهد وروضات خاصة، أو أي شيءٍ من هذا القبيل، ليكون عقل الطفل المسلم مستأنساً بكلام الله.
الثانية: إقناع مؤسسات التربية في بلداننا على أن تجعل القرآن وعلومه محوراً لمناهجها الدراسية. وذلك لمواجهة ودحض الأفكار الجاهلية التي دسها الغربيون وأعداء الدين في العقل المسلم.
الثالثة: عودة الحوزات العلمية إلى محورية القرآن الكريم في دراساتها ومناهجها، ونبذ الإهتمام بفلسفة ارسطو وأفلاطون وابن عربي التي لا نجد لها أية علاقة بكلام خالقنا. إذ أن هذه الفلسفة وغيرها عاجزة عن منح الحياة للإنسان، على العكس من حكمة القرآن وعلمه. وعلى هذا يتأكد على رجال الحوزات العلمية أن يأخذوا فقههم وتاريخهم وحكمتهم من القرآن، لأن الله قد أكد لنا أن فيه تبيان لكل شيءٍ. ولذا فإن عليهم صرف جهودهم كلها لتوطيد العلاقة وتعميم الإستفادة من القرآن، بل يجب أن يكون هدفهم الأول في هذا المجال هو تخريج جيل مؤمن عالم بالقرآن، ثم يؤكدوا عليه بذل كل جهوده لنشر هذا العلم المقدس في صفوف المجتمع، حتى يكون الناس قرآنيين في عقائدهم وتقاليدهم وعاداتهم وأعمالهم، لئلا يكون هذا القرآن مهجوراً كما هو عليه الآن، حيث نرى الجاهلية القديمة والجاهلية الحديثة قد تظافرتا للقضاء نهائياً على ما تبقى من حس قرآني بين الناس.

 

__________________________
([15] ) الفرقان / 27-32.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page