كانت زينب تعيش في كنف زوجها عبدالله بن جعفر في المدينة ، وهو رجل موسر غني ، وباذل كريم ـ كما سبق الحديث عنه ـ لكن حياة الراحة والرفاه حيث البيت الواسع والخدم والحشم ، والمال والثروة ، لم تتمكن من قلب السيدة زينب ، فتخلت عن كل تلك الأجواء المريحة ، واختارت السفر مع أخيها الحسين حيث المصاعب والمشاق والآلالم المتوقعة لم يكن قلب زينب متعلقاً بشيء من متاع الدنيا ، بل كانت نفسها منشدة الى آفاق السمو والرفعة .
وروي عن الإمام زين العابدين أنه قال عنها : « انها ما ادخرت شئياً من يومها لغدها أبداً » (36) .
ونقل عنها أنها كانت أثناء سفر الأسر الى الشام كانت تتنازل في غالب الإيام عن حصتها من الطعام لصالح الأطفال الجائعين والجائعات من الأسارى وتطوي يومها جائعة ، حتى أن الجوع كان يقعد بها عن التمكن من أداء صلاة الليل قياماً فتؤديها وهي جالسة (37) .
وقد مر علينا سابقاً أنها حينما رجعت الى المدينة مع قافلة السبايا نزعت حليها وحلي أختها لتقدمه هدية للنعمان بن بشير مكافأة له على حسن صحبته ورفقته.
____________
(36) المصدر السابق ص 61 .
(37) المصدر السابق ص 63 .
زهد وعطاء
- الزيارات: 1145