وفي سنة 407 هـ في المحرّم قتلت الشيعة بجميع بلاد إفريقية، وأُحرقوا بالنار، ونهبت ديارهم، واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قريب القيروان، فتحصّنوا به، فحصرهم العامّة، وضيّقوا عليهم، فاشتدّ عليهم الجوع، فأقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم حتّى قُتِلوا عن آخِرهم، ولجأ من كان منهم بالمهدية إلى الجامع فقتلوا كلّهم، وكانت الشيعة تسمّى بالمغرب المشارقة، وأكثر الشعراء ذكر هذه الحادثة فمِنْ مسرور ومِن باك حزين(1) .
وفي هذه السنة أيضاً في ربيع الأوّل، اتّصلت الفتنة بين الشيعة والسُنّة بواسط، ونهبت محالّ الشيعة والزيدية بواسط، واحترقت، وهرب وجوه الشيعة والعلويّين، فقصدوا علي بن مزيد واستنصروه(2) .
____________
(1) تاريخ ابن الأثير ج 8 ص 114، تاريخ أبي الفداء ج 2 ص 149، تاريخ ابن كثير ج 12 ص 5.
(2) المنتظم ج 9 ص 151، تاريخ ابن الأثير ج 8 ص 114 ـ 115.
القتل العام للشيعة في إفريقية
- الزيارات: 845