الجواب : إنّ مسألة الغيبة كما قلنا هي من الأسرار الإلهيّة ، ولا تختصّ بالحجّة بن الحسن عليهالسلام فقط ، وقد حصل ما يشابه هذه الغيبة لبعض أنبياء الله العظام ، كآدم ونوح وإدريس وصالح وإبراهيم ويوسف وموسى وشعيب وإسماعيل وإلياس ولوط ودانيال وعزير وعيسى ونبيّ الإسلام محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين.
فكان لبعضهم غيبة صغرى ، وبعضهم غاب ولا يزال غائباً إلى الآن ،فنبيّ الله صالح عليهالسلام غاب عن قومه فترة من الزمن ثمّ رجع إليهم ، فافترق النّاس فيه إلى ثلاثة فِرق : فرقة أنكروا نبوّته ، وفرقة ما زالت في الشكّ ، وفرقة بقيت على الوفاء بعدها وايمانها به.
وأمّا إدريس ، فغاب عن قومه بعد مواجهة طاغوت عصره ما يقارب عشرين سنة. فقال لعشرة من أتباعه قبل غيبته : ( لقد دعوت الله عزّ وجلّ أن يحبس قطر السماء عن هذه البلدة فاخرجوها أنتم منها أيضاً. وهكذا إلياس عليهالسلام الذي خرج ألى الصحاري والقفاز ، وغاب عن قومه سبع سنين. وهكذا موسى عليهالسلام غاب سبع وعشرون سنة ، ودانيال عليهالسلام غاب تسعين سنة ) (١).
فتحصّل أنّ المسألة لم تنحصر في الإمام المهدي فقط ، بل سبقه جمع من الأنبياء عليهم صلوات الله الملك العلّام.
___________________
(١) راجع كتاب الشيعة والرجعة : ١ / ٣٢٩.
السؤال الرابع عشر : هل وقعت غيبة قبل الإمام المهدي؟
- الزيارات: 654