الجواب : قلنا إنّ مسألة الغيبة تعتبر من الأسرار الإلهيّة ، ولا يعرف سرّها إلى اليوم غير المعصومين عليهمالسلام ، ومن هنا لما طرحت مسألة الغيبة قبل ولادة المهدي عليهالسلام كثرت الأسئلة عنها ، ولمّا لم يؤذنوا بإفشاء هذا السرّ ، جهل النّاس علّة ذلك.
يقول عبدالله بن الفضل الهاشمي : ( سمعت الإمام الصادق عليهالسلام يقول ـ لمّا سألته عن وجه الحكمة في غيبته : ـ وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمة من حجج الله تعالى ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة لمّا اَتاه الخضر عليهالسلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، واقامة الجدار ، إلّا بعد افتراقهما. يابن الفضل ، إنّ هذا الأمر أمر من الله ، وسرّ من سرّالله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنّه عزّ وجلّ حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا ) (١).
فالمعصومون عليهالسلام وإن سكتوا عن بيان العلّة الأصليّة للغيبة للنّاس ، ولكنّهم أشاروا إلى بعض حكم الغيبة ، فمنها :
___________________
(١) بحار الأنوار : ٥٢ / ٩١.
السؤال الخامس عشر : ما هي علّة غيبة الإمام المهدي عليهالسلام؟
- الزيارات: 868