لا شكّ أنّ في كثير من أصلاب الكفّار رجال مؤمنون ، ولا يظهر المهدي إلّا بعد تفريغ هذه الأصلاب؛ لأنّه لما يظهر سوف لا يساوم مع أعدائه ، لا يقضي عليهم إن لم يدخلوا في السلم كافّة ، فلو لم تفرغ هذه الأصلاب قبل الظهور ومن كان من حقّه أن يعيش ويستضيئ بنور الإمام الهادي عليهالسلام ، ومن هنا فإنّ الإرادة الإلهيّة قد اقتضت أن تطول غيبة الإمام الغائب حتّى يأتي إلى الدنيا جميع المؤمنين ممّن لا بدّ أن يولدوا.
روى القمّي عن أحمد بن عليّ ، قال : ( حدّثنا الحسين بن عبدالله السعدي ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عبدالله بن الحسين ، عن بعض أصحابه ، عن فلان الكرخي ، قال رجل لأبي عبدالله عليهالسلام : ألم يكن عليّ قوياً في بدنه ، قويّاً في أمر الله؟
قال له أبو عبدالله عليهالسلام : بلى.
قال له : فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟
قال : قد سألت فافهم الجواب ، منع عليّاً من ذلك آية من كتاب الله.
فقال : وأيّ آية؟
فقرأ : ( لو تزيّلوا لعذّبنا الذّين كفروا منهم عذاباً أليماً ) (1) ، إنّه كان لله ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن عليّ عليهالسلام ليقتل الآباء حتّى
تخرج الودائع ، فلمّا خرج ظهر على من ظهر وقتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت ، لم يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله ، فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله ) (2).
___________________
(1) الفتح (٤٨) : ٢٥.
(2) تفسير القمّي : ٢ / ٣١٦. علل الشرائع : ١٤٧.
٦ ـ حتّى يخرج المؤمنون من صلب الكافرين
- الزيارات: 921