الجواب : لقد اشتهر كلّ واحد من المعصومين عليهمالسلام بلقب خاصّ ، مثلاً : لقّب الإمام عليّ بن أبي طالب بأمير المؤمنين ، اشتهر الإمام الحسين عليهالسلام بسيّد الشهداء ، ولهذه الألقاب أصل روائي ، وأطلق الأئمّة في بعض الأحاديث لقب المنتقم على المهدي المنتظر عليهالسلام ، بل الله عزّوجلّ لقّب وليّه بهذا اللقب ، كما ورد في حديث المعراج عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( قال عزّ وجلّ : إرفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وعليّ بن حسين ، ومحمّد بن عليّ ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمّد بن عليّ ، وعليّ بن محمّد ، والحسن بن عليّ ، ومحمّد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ. فقلت : يا ربّ ، من هؤلاء؟
قال : هؤلاء الأئمّة ، وهذا القائم الذي يحلّ حلالي ، ويحرّم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي ، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ) (١).
قالت عائشة : ( كانت لنا مشربة ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا أراد لقاء جبرئيل عليهالسلام لقيه فيها ، فلقيه رسول الله صلىاللهعليهوآله مرّة فيها ، وأمرني أن لا يصعد إليه أحد ، فدخل عليه الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، فقال جبرئيل : من هذا؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ابني ، فأخذه النبيّ فأجلسه على فخذه.
فقال له جبرئيل : أما إنّه سيُقتل.
فقال رسول الله : ومن يقتله؟ قال : اُمّتك تقتله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تقتله؟!
قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يُقتل فيها ، وأشار إلى الطفّ بالعراق ، وأخذ منه تربة حمراء فأراه إيّاها ، وقال : هذه من مصرعه ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له جبرئيل : يا رسول الله ، لا تبك ، فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم أهل البيت.
فقال رسول الله : حبيبي جبرئيل ، ومن قائمنا أهل البيت؟
قال : هو التاسع من ولد الحسين ) (٢).
وقال الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : ( ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً
فلا يسوف في القتل انه كان منصوراً ) (3) ، قال : ( هو الحسين بن عليّ عليهالسلام قتل مظلوماً ، ونحن أولياؤه ، والقائم منّا قام منّا طلب بثار الحسين ، فيقتل حتّى يقال : قد أسرف في القتل والقرآن بقول : ( فلا يسرف في القتل ) (4).
فتلخّص أنّ الإمام إنّما سمّي منتقماً لأنّه ينتقم من أعداء الله ورسوله والائمّة ، وخصوصاً من قاتلي الإمام الحسين عليهالسلام.
قال الصادق في تفسير الآية المشار إليها : ( إنّما نزلت في الحسين عليهالسلام لو قتل وليّه أهل الأرض به ما كان سرفاً ) (5).
___________________
(١) كفاية الأثر : ١٥٣. كمال الدين : ١ / ٢٥٣. عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٥٨. إثبات الهداة : ١ / ٦٤٨.
(٢) كفاية الأثر : ١٨٧.
(3) الإسراء ( ١٧ ) : ٣٣.
(4) تفسير العيّاشي : ٢ / ٢٩٠.
(5) الكافي : ٨ / ٢٥٥.تأول الآيات : ١ / ٢٨٠.كامل الزيارات : ٦٣.
السؤال السادس والعشرون : لماذا لقّب الإمام المهدي بالمنتقم؟
- الزيارات: 2133