(عن القرآن والدعاء- القرآن محراب العبادة)
رغم أننا فقدنا الأنبياء والرسل والأوصياء كأبدان، فإن القرآن الكريم ـ وهو خاتم الرسالات وكلمات الوحي ـ لا يزال بيننا. فإذا أردنا أن نكون مؤمنين وإلهيين ومحمدين وعلويين، فعلينا بقراءة القرآن والسير في آفاقه اللامحدودة. فالقرآن سياحة المؤمن وروضة قلبه، وهو معراج الإنسان الذي يحب الله ويريده. وبكلمة: هو محراب عبادة الإنسان الحقيقي، وقربان لكل من أراد العروج إلى الله سبحانه وتعالى.
وعلى هذا الأساس، لنا ان نتساءل عن سبل التدرج عبر القرآن إلى درجات الوعي والتقوى الأخرى؟
إنما الإجابة عن ذلك تكمن في نقطتين:
الأولى؛ إن من آداب قراءة القرآن إظهار الاحترام القلبي له؛ بمعنى ضرورة معرفة من يتحدث إلينا، وهو رب العزة والعظمة. اذن فليس من الصحيح قراءة كتاب الله مالم يتحسس القارئ حالة الإقبال والخشوع والخضوع والتوجه إلى الله سبحانه في نفسه، وآنذاك ليفتح قلبه على القرآن.
ولكن البعض من الناس يسمعون آيات الله عبر المذياع –مثلاً- غير أنهم يهتمون بالإنشغال بأمور أخرى. وهذا خطأ كبير، لأن الواجب على الإنسان المسلم هو الاستماع إلى القرآن والإقبال عليه والتدبر في كلماته المباركة، وذلك لأن هذه الكلمات هي كلمات الله وليست كلمات البشر التي قد لا ينبغي التوجه إليها في أحيان معنية. وعموما فإنه ينبغي لنا احترام كتاب الله بمختلف ألوان الاحترام والاعزاز والتكريم، لأنه هدية الله التي تفضل بها علينا.
أما النقطة الثانية؛ فهي ضرورة معالجة أنفسنا بآيات ربنا. فإذا قرأنا آية منها وكان فيها إشارة إلى خلق فاضل أو خلق سيء أو إلى عمل صالح أو طالح، فلنسائل أنفسنا عن وجود هذا الخلق الصالح والعمل الرفيع أو عدم وجوده فينا، فإن كان موجوداً فرحنا، وإن لم يكن سعينا إلى تكريسه في أنفسنا.
وهكذا يكون كتاب الله ووسيلة رحمته العظيمة معراجاً لنا، إذا أردنا الاستفادة منه عبر إحترامه بشتى الوسائل وعبر معالجة أنفسنا بآياته المباركات.