لم نحصل على تفاصيل نشوء السيدة زينب في طفولتها وصباها غير ما ذكره المحقق العلامة النقدي في
كتابه ( زينب الكبرى ) ملخصا ، وهذا نصه :
التربية هي من أهم الأمور للأطفال الذين يراد تثقيفهم وتهذيبهم وتأديبهم على الوجه الصحيح ، لأنها أساس كل فضيلة ، ودعامة كل منقبة ، وأول شئ يحتاج إليه في
التربية هو اختيار المربي الكامل العامل بالدروس التي يلقيها على من يراد تربيته ، ولذلك ترى الأمم الناهضة في كل دور من أدوار التاريخ ينتخبون لتربية ناشئتهم من
يرون فيه الكفاءة والمقدرة ، من ذوي الأخلاق الفاضلة والصفات الكاملة ، علما منهم أن الناشئ يتخلق بأخلاق مربيه ، ويتأدب بآدابه مهما كانت .
ولقد كانت نشأة هذه الطاهرة الكريمة ، وتربية تلك
الدرة اليتيمة ، العقيلة زينب ( عليها السلام ) ، في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، رضعت لبان الوحي من ثدي
الزهراء البتول ، وغذيت بغذاء الكرامة من كف ابن عم
الرسول ، فنشأت نشأة قدسية ، وربيت تربية روحانية ،
متجلببة جلابيب الجلال والعظمة ، متردية رداء العفاف
والحشمة ، فالخمسة أصحاب العباء ( عليهم السلام ) هم الذين قاموا
بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها ، وكفاك بهم مؤدبين ومعلمين .
ولما غربت شمس الرسالة ، وغابت الأنوار الفاطمية ،
وتزوج أمير المؤمنين بإمامة بنت أبي العاص - وأمها
زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - بوصية من فاطمة ( عليها السلام ) ، إذ قالت : وأوصيك أن تتزوج بأمامة بنت أختي زينب ،
تكون لولدي مثلي .
قامت أمامة بشؤون زينب خير قيام ، كما كانت تقوم
بشؤون بقية ولد فاطمة ، وكانت أمامة هذه من النساء
الصالحات القانتات العابدات .
وكانت العقيلة زينب ( عليها السلام ) تأخذ التربية الصالحة
والتأديب القويم من والدها الكرار وأخويها الكريمين
الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، إلى أن بلغت من العلم
والفضل والكمال مبلغا عظيما ، كما سيأتي في بيان علمها
وفضلها .
نشأتها وتربيتها ( عليها السلام ) :
- الزيارات: 351