• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بعض الأخبار المروية عنها ( عليها السلام ) :

أشهر ما روي عنها من الأخبار خطبة والدتها
الزهراء ( عليها السلام ) التي احتجت بها في خصوص فدك .
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج - عند شرح
قوله ( عليه السلام ) : بلى كانت في أيدينا فدك . . . - .
ومن ذلك ما روي في كامل الزيارة للشيخ الفقيه
أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه طاب ثراه ، قال :
حدثني نوح بن دراج ، قال : حدثني قدامة بن زايدة ، عن
أبيه ، قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : بلغني يا زايدة
أنك تزور قبر أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) أحيانا ، فقلت :
إن ذلك لكما بلغك ، فقال لي : ولماذا تفعل ذلك ، ولك
مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا
وتفضيلنا ، وذكر فضائلنا والواجب على هذه الأمة من
حقنا ؟ فقلت : والله ما أريد بذلك إلا الله ورسوله ،
ولا أحفل بسخط من سخط ، ولا يكبر في صدري مكروه
ينالني بسببه ، فقال : والله إن ذلك لكذلك ؟ فقلت : والله إن
ذلك لكذلك ، يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا ، فقال : أبشر ثم
أبشر ثم أبشر ، فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب
المخزون :
فإنه لما أصابنا في الطف ما أصابنا ، وقتل أبي ( عليه السلام ) ،
وقتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله ، وحملت
حرمه ونساؤه على الأقتاب ، يراد بنا الكوفة ، فجعلت
أنظر إليهم صرعى ولم يواروا ، فعظم ذلك في صدري ،
واشتد لما أرى منهم قلقي ، فكادت نفسي تخرج ، وتبينت
ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي ( عليه السلام ) ، فقالت :
ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ؟
فقلت : وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي وإخوتي
وعمومتي وولد عمي مصرعين ومضرجين بدمائهم ،
مرملين بالعراء ، مسلبين ، لا يكفنون ولا يوارون ،
ولا يعرج عليهم أحد ، ولا يقربهم بشر ، كأنهم أهل بيت
من الديلم والخزر ، فقالت : لا يجزعنك ما ترى ، فوالله إن
ذلك لعهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى جدك وأبيك وعمك ،
ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة
هذه الأمة وهم معروفون في أهل السماوات ، إنهم
يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم
المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد
الشهداء لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه ، على كرور
الليالي والأيام ، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في
محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا
علوا ، فقلت : وما هذا العهد ، وما هذا الخبر ؟
فقالت : نعم حدثتني أم أيمن : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زار
منزل فاطمة ( عليها السلام ) في يوم من الأيام ، فعملت له حريرة ،
وأتاه علي ( عليه السلام ) بطبق فيه تمر ، ثم قالت أم أيمن : فأتيتهم
بعس فيه لبن وزيد ، فأكل رسول الله وعلي وفاطمة
والحسن والحسين من تلك الحريرة ، وشرب رسول الله
وشربوا من ذلك اللبن ، ثم أكلوا وأكل من ذلك التمر
والزبد ، ثم غسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده وعلي ( عليه السلام ) يصب
عليها الماء ، فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ، ثم نظر
إلى علي ( عليه السلام ) وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به
السرور في وجهه .
إلى أن قال :
قال لي جبرائيل : يا محمد إن أخاك مضطهد بعدك ،
مغلوب على أمتك ، متعوب من أعدائك ، ثم مقتول بعدك ،
يقتله أشر الخلق والخليقة وأشقى البرية ، يكون نظير عاقر
الناقة ، ببلد تكون إليه هجرته ، وهو مغرس شيعته وشيعة
ولده ، وفيه على كل حال تكثر بلواهم ويعظم مصابهم ،
وإن سبطك هذا - وأومى بيده إلى الحسين ( عليه السلام ) - مقتول
في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك ، بضفة
الفرات ، بأرض يقال لها كربلاء ، من أجلها يكثر الكرب
والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي
لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته ، وهي أطيب بقاع
الأرض وأعظمها حرمة ، يقتل فيها سبطك وأهله ، وأنها
من بطحاء الجنة ، فإذا كان اليوم الذي يقتل فيه سبطك
وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت
الأرض من أقطارها ، ومادت الجبال وكثر اضطرابها ،
واصطفقت البحار بأمواجها ، وماجت السماوات بأهلها ،
غضبا لك يا محمد ولذريتك ، واستعظاما لما ينتهك من
حرمتك ، ولشر ما تكافى به في ذريتك وعترتك ،
ولا يبقى شئ من ذلك إلا استأذن الله عز وجل في نصرة
أهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله على
خلقه بعدك ، فيوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال
والبحار ومن فيهم : إني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته
هارب ولا يعجزه ممتنع ، وأنا أقدر فيه على الانتصار
والانتقام ، وعزتي وجلالي لأعذبن من وتر رسولي
وصفيي وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم
أهل بيته ، عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فعند ذلك
يضج كل شئ في السماوات والأرضين بلعن من ظلم
عترتك واستحل حرمتك .
فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله قبض
أرواحهم بيده .
ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فهذا أبكاني وأحزنني .
قالت زينب ( عليها السلام ) : فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله
أبي ( عليه السلام ) ورأيت عليه أثر الموت منه قلت له : يا أبه ،
حدثتني أم أيمن بكذا وكذا ، وقد أحببت أن أسمعه منك ،
فقال : يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن ، وكأ ني بك
وبنساء أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين ، تخافون أن
يتخطفكم الناس ، فصبرا صبرا ، فوالذي فلق الحبة وبرأ
النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم وغير
محبيكم وشيعتكم .
قال زائدة : ثم قال الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام ) بعد
أن حدثني بهذا الحديث : خذه إليك ما لو ضربت في طلبه
آباط الإبل حولا لكان قليلا .
صبرها وتحملها المشاق وتسليمها لأمر الله :
الصبر الممدوح : حبس النفس على تحمل المشاق
تسليما لأمر الله تعالى ، كحبسها عن الجزع والهلع عند
المصاب وفقد الأحبة ، وحبسها عن الشهوات نزولا على
حكم الشريعة ، وحبسها على مشقة الطاعة تزلفا إلى
المبدأ الأعلى .
وقد مدح الله تعالى الصابرين في كتابه الكريم ، فقال
عز وجل : * ( وبشر المخبتين * الذين إذا ذ كر الله وجلت
قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة
ومما رزقناهم ينفقون ) * ، وقال تعالى : * ( والذين صبروا
ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم
سرا وعلانية ويدرأون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى
الدار ) * ، وقال تعالى : * ( والصابرين في البأساء والضراء
وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) * ،
والآيات كثيرة في الصبر ، والأحاديث أكثر .
ولما كان الصبر بهذه المثابة عند الله كان الأقربون إلى
الله أكثر صبرا من غيرهم ، كالأنبياء وأوصيائهم ، ثم
الأمثل فالأمثل .
وهذه العقيلة الطاهرة قد رأت من المصائب والنوائب
ما لو نزلت على الجبال الراسيات لساخت واندكت
جوانبها ، لكنها في كل ذلك كانت تصبر الصبر الجميل
كما هو معلوم لكل من درس حياتها .
وأول مصيبة دهمتها هو فقدها جدها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
وما لاقى أهلها بعده من المكاره .
ثم فقدها أمها الكريمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بعد
مرض شديد ، وكدر من العيش ، والاعتكاف في بيت
الأحزان .
ثم رأت شهادة أبيها أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بفلق
رأسه من ضربة ابن ملجم لعنه الله .
ثم فقدها أخيها المجتبى مسموما ، تنظر إليه وهو يتقيأ
كبده في الطست قطعة قطعة ، وبعد موته ترشق جنازته
بالسهام .
ثم رؤيتها أخيها الحسين ( عليه السلام ) تتقاذف به البلاد ،
حتى نزل كربلاء ، وهناك دهمتها الكوارث العظام من
قتله ( عليه السلام ) ، وقتل بقية إخوتها وأولادهم وأولاد عمومتها
وخواص الأمة من شيعة أبيها عطاشى .
ثم المحن التي لاقتها من هجوم أعداء الله على
رحلها ، وما فعلوه من سلب وسبي ونهب وإهانة وضرب
لكرائم النبوة وودائع الرسالة ، وتكفلها حال النساء
والأطفال في ذلة الأسر ، ثم سيرها معهم من بلد إلى بلد ،
ومن منزل إلى منزل ، ومن مجلس إلى مجلس ، وغير
ذلك من الرزايا التي يعجز عنها البيان ويكل اللسان .
وهي مع ذلك كله صابرة محتسبة ، ومفوضة أمرها إلى
الله تعالى ، قائمة بوظائف شاقة ، من مداراة العيال ،
ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد إخوتها وأهل بيتها ،
رابطة الجأش بإيمانها الثابت وعقيدتها الراسخة ، حتى
كانت تسلي إمام زمانها زين العابدين ( عليه السلام ) ، حتى أنها
لما وقفت على جسد أخيها الحسين ( عليه السلام ) مقطعا أمام
جيش الأعداء رفعت يديها إلى السماء وقالت : اللهم
تقبل منا هذا القربان ، بكل صبر حتى لا يشمت بها
الأعداء .
أقول : يكفي في علو مقام هذه الدرة المكنونة
والجوهرة المصونة في الصبر وعظيم درجتها في التسليم
لأمر الله والرضى بقضائه ما نقله في الطراز المذهب : أنها
- سلام الله عليها وعلى جدها وأبيها وأمها وإخوانها -
لما وقفت على جسد أخيها الحسين ( عليه السلام ) قالت : اللهم
تقبل منا هذا القليل من القربان .
قال : فقاربت أمها في الكرامات ، والصبر في
النائبات ، بحيث خرقت العادات ، ولحقت بالمعجزات .
قلت : وهذه الكلمات من هذه الحرة الطاهرة ، في تلك
الوقفة التي رأت بها أخاها العزيز بتلك الحالة المفجعة
التي كان فيها ، تكشف لنا قوة إيمانها ، ورسوخ عقيدتها ،
وفنائها في جنب الله تعالى ، وغير ذلك مما لا يخفى على
المتأمل .
قال أبو إسحاق الأسفرائيني في كتاب نور العين في
مشهد الحسين ( عليه السلام ) : روي عن العقيلة زينب أخت
الحسين ( عليه السلام ) عند هجوم القوم على الخيام أنها قالت :
دخل علينا رجال وفيهم رجل أزرق العيون ، فأخذ كل
ما كان في خيمتنا التي كنا مجتمعين فيها ، إلى أن قالت :
فقلت له : قطع الله يديك ورجليك ، وأذاقك الله النار في
الدنيا قبل الآخرة ، قال : فما كان إلا قليل حتى ظهر
المختار الثقفي طالبا بثأر الحسين ( عليه السلام ) ، فوقع في يده
ذلك الرجل - وهو حولي بن يزيد الأصبحي - فقال
المختار : ما فعلت بعد قتل الحسين ( عليه السلام ) ؟ فذكر أفعاله
التي فعلها ودعوة العقيلة عليه ، فاستجاب الله دعاءها ،
فقطع المختار يديه ورجليه وأحرقه بالنار .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page