قلتم في ص35:ثم أوهمتم القارئ بأن أكثر أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) منافقون إن لم يكن جميعهم، ثم أوهمتم القارئ بأنه لا يمكن معرفة المؤمنين من المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)... إلى آخر الاستدلالات الانتقائية<.
قلت:
أولاً: لماذا يا أخي هذا التجني والافتراء؟!
وأين تلك العبارة التي توهم بأن أكثر أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) منافقون؟!
ونحن وإن كنا نعتقد أن المنافقين كانوا يشكلون طائفة كبيرة في مجتمع الصحابة، كما دلت على ذلك الآيات والروايات على ما ستأتي الإشارة إليه لاحقاً، ولكن لا نعتقد أن أكثر أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) أو جميعهم منافقون - كما اتهمتنا ـ فإن هذا لا يؤمن به مسلم منصف، كيف ذلك وفيهم النجباء والأخيار والمجاهدين والشهداء؟!
ثانياً: إن مسألة عدم معرفة المنافقين في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) سيأتي الحديث عنها لاحقاً، حيث سنذكر في محله ـ بحسب مصادركم ـ أن الله تعالى لم يطلع نبيه الأكرم(صلى الله عليه وآله) على جميع المنافقين، وإنما كان يعرف بعضهم.
ثالثاً: وأما اتهامكم لي بانتهاج أسلوب الانتقاء في الأخذ من مصادركم، يفصح عن عدم معرفتكم بأساليب الاحتجاج والمناظرة في مسائل الخلاف؛ فإن مقتضى ذلك أن الخصم إذا أراد أن يلزم الطرف المقابل بأحقية ما يعتقد أو يبرز مواضع الخطأ والتناقض في عقيدة الخصم، أن يتمسك ويحتج بما يصح عند خصمه، ولا يعد هذا انتقاء.
الاتهام باعتماد أسلوب الانتقاء في الروايات
- الزيارات: 489