• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الاتهام بالانتقائية في أحاديث الفضائل

قلتم في ص35ـ36:الواقف على رسالتكم يرى منهجاً غريباً... فقد تركتم المراجع الأصلية عند أهل السنة والأحاديث التي تثني على عظماء الصحابة وتزكيهم... ثم عمدتم إلى أحاديث ضعيفة أو موضوعة تزعم وجود وصية خانها هؤلاء<.
ثم أوردتم روايات في مدح أبي بكر (رض) كنموذج لذلك.
قلت:
أولاً: ذكرنا لكم أن هذا ليس من الانتقاء في شيء، بل هو ما يقتضيه منهج الاحتجاج في المناظرة.
ثانياً: ما ذكرتموه من أحاديث في مدح أبي بكر من كتبكم ليس من الصحيح حسب ما قررناه من المنهج في الاحتجاج أن تحتج بها عليها، لأننا لا نعتقد بصحة هذه الأحاديث لأنها لم ترد من طرقنا.
ثالثاً: أما ما أوردته من روايات المدح في بعض كتبنا، فهي عبارة عن روايات ضعيفة جداً على المباني الحديثية والرجالية عندنا، مضافاً إلى خلو الكثير منها عن عبارات المدح.
رابعاً: لا يخفى عليكم أن مسألة تدوين الحديث مرت بمراحل وتقلبات متباينة، فقد منع الحديث والتدوين ما يقارب قرن من الزمان، ثم دون الحديث تحت إشراف ورعاية السلطة الأموية بكل ما تحمله من حقد وعداء لعلي وأبنائه(عليهم السلام)وشيعته، فعمدوا إلى طمس فضائلهم، ونقل الأحاديث التي وردت في حقهم وفضلهم إلى غيرهم من الصحابة، مضافاً إلى الأحاديث التي وضعوها كذباً وزوراً للتغطية على مسألة أحقية علي(عليه السلام)في الإمامة والخلافة؛ ولذا عدّ باب الفضائل أول باب طرقه الوضع والدسّ.
فقال ابن تيمية في مقام استعراض طوائف الوضاعين: ومثل الذين كذبوا أحاديث في فضائل الأشخاص والبقاع والأزمنة، وغير ذلك، لظنهم أن موجب ذلك حق أو لغرض آخر(1).
فعلى الباحث المتنور أن يقف متأملاً عند هذه الحقيقة، وأن يدرس ويحلل ويستنتج ما مر به تاريخ تدوين الحديث وما تدخلت به من سياسات مغرضة وحكومات ظالمة.
خامساً: إن ما ذكرته من أحاديث الفضائل استخدمت فيه أسلوب الانتقاء الذي اتهمتنا به، حيث انتقيت من طرقنا روايات ضعيفة سنداً وغير ظاهرة دلالة، وتركت الروايات الصحيحة الأخرى الواضحة في خلاف ما ذكرته، كما انتقيت أيضاً روايات الفضائل من كتبكم وأعرضت عن الروايات الأخرى التي انتقدت الخليفة أبا بكر (رض) في الكثير من مواقفه، والتي تعارض روايات الفضائل، فكان الأجدر بك أن تعالج ذلك التعارض والتناقض. ومن أمثلة روايات الانتقاد:
1ـ ما قاله عمر لعلي(عليه السلام) والعباس عندما جاءا يطلبان حقهما في الميراث:
>فقال أبو بكر: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما نورث ما تركناه صدقة فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً(2).
2ـ ما أخرجه الصنعاني والطبراني(3) وابن سعد(4) وابن كثير(5) وغيرهم ـ واللفظ للأول ـ أن أبا بكر خطب قائلاً:أما والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامي هذا كارهاً، ولوددت لو أن فيكم من يكفيني، فتظنون أني أعمل فيكم سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذاً لا أقوم لها، إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وأني لي شيطاناً يعتريني، فإذا غضبت فاجتنبوني، لا أوتر في أشعاركم، ولا أبشاركم ألا فراعوني ! فإن أستقمت فأعينوني، إن زغت فقوموني(6).
وهذا اعتراف من أبي بكر بأنه لا يتميز عن غيره من الصحابة بما ذكرته من الفضائل، بل هو كسائر الناس، فله شيطان يورده موارد الخطايا والزلل والزيغ.
3ـ ما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن أبي مليكة في سبب نزل قوله تعالى: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، حيث قال:كاد الخيران أن يهلكا، أبو بكر وعمر، لما قدم على النبي(صلى الله عليه وآله) وفد بني تميم، أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النبي(صلى الله عليه وآله)(7) فنزلت الآية.
4ـ ما أخرجه البخاري أيضاً عن عائشة قالت:>إن فاطمة بنت النبي(صلى الله عليه وآله) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها ـ إلى أن قالت: فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي(صلى الله عليه وآله) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر(8).
وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حق فاطمة:إنّما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها(9).
وقال أيضاً(صلى الله عليه وآله):فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني(10)، وقال ابن حجر في فتح الباري حول هذه الرواية: استدل به السهيلي على أن من سبها فانه يكفر، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها، وقد سوّى بين غضبها وغضبه، ومن أغضبه(صلى الله عليه وآله) يكفر(11).
وغير ذلك من الروايات الكثيرة، التي لم ننقلها رعاية للاختصار، وهي تشكل علامات استفهام حول ما يذكر من كتبكم في الفضائل.


____________
(1) ابن تيمية، درء التعارض: ج3 ص329. دار الكنوز الأدبية والرياض.
(2) مسلم، صحيح مسلم: ج3 ص1378.
(3) الطبري، تاريخ الطبري: ج2 ص460.
(4) ابن سعد، الطبقات الكبرى: ج3 ص212، دار صادر ـ بيروت.
(5) ابن كثير، البداية والنهاية: ج6، ص334، دار إحياء التراث العربي.
(6) عبد الرزاق الصنعاني، المصنف: ج11 ص336، منشورات المجلس العلمي.
(7) البخاري، الجامع الصحيح: ج4 ص394، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.
(8) البخاري، الجامع الصحيح: ج3 ص77، كتاب المغازي.
(9) مسلم، صحيح مسلم: ج4 ص1903، كتاب فضائل الصحابة.
(10) البخاري، الجامع الصحيح: ج2 ص446، كتاب فضائل أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) ح3714.
(11) ابن حجر، فتح الباري: ج7 ص82..


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page