2557/ 1- ورأيت في بعض مؤلّفات أصحابنا: أنّ اُمّأيمن قالت:
مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام لأزورها في منزلها، وكان يوماً حارّاً من أيّام الصيف، فأتيت إلى باب دارها، و إذا بالباب مغلق، فنظرت من شقوق الباب، فإذا بفاطمة الزهراء عليهاالسلام نائمة عند الرحى، ورأيت الرحى تطحن البرّ و هي تدور من غير يد تديرها، والمهد أيضاً إلى جانبها، والحسين عليهالسلام نائم فيه، و المهد يهتزّ ولم أر من يهزّه، و رأيت كفّاً يسبّح اللَّه تعالى قريباً من كفّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
قالت اُمّأيمن: فتعجّبت من ذلك، فتركتها و مضيت إلى سيّدي رسولاللَّه صلى الله عليه و آله و سلّمت عليه، و قلت له: يا رسولاللَّه! إنّي رأيت عجباً ما رأيت مثله أبداً.
فقال لي: ما رأيت يا اُمّأيمن؟
فقلت: إنّي قصدت منزل سيّدتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فلقيت الباب مغلقاً، و إذا أنا بالرحى تطحن البرّ، و هي تدور من غير يد تديرها، و رأيت مهد الحسين عليهالسلام يهتزّ من غير يد تهزّه، و رأيت كفّاً يسبّح اللَّه تعالى قريباً من كفّ فاطمة عليهاالسلام، ولم أر شخصه، فتعجّبت من ذلك يا سيّدي!
فقال: يا اُمّأيمن! اعلمي أنّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام صائمة، و هي متعبة جائعة، والزمان قيّظ، فألقى اللَّه تعالى عليها النعاس، فنامت، فسبحان من لا ينام؛
فوكّل اللَّه ملكاً يطحن عنها قوت عيالها، و أرسل اللَّه ملكاً آخر يهزّ مهد ولدها الحسين عليهالسلام، لئلّا يزعجها من نومها؛ و وكّل اللَّه ملكاً آخر يسبّح اللَّه عزّ و جلّ قريباً من كفّ فاطمة عليهاالسلام يكون ثواب تسبيحه لها، لأنّ فاطمة عليهاالسلام لم تفتر عن ذكر اللَّه، فإذا نامت جعل اللَّه ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة عليهاالسلام.
فقلت: يا رسولاللَّه! أخبرني من يكون الطحّان؟ و من الّذي يهزّ مهد الحسين عليهالسلام و يناغيه؟ ومن المسبّح؟
فتبسّم النبيّ صلى الله عليه و آله ضاحكاً و قال: أمّا الطحّان؛ فجبرئيل، و أمّا الّذي يهزّ مهد الحسين عليهالسلام، فهو ميكائيل، و أمّا الملك المسبّح؛ فهو إسرافيل. (1).
2558/ 2- روي: أنّ سلمان قال: كانت فاطمة عليهاالسلام جالسة قدّامها رحى تطحن بها الشعير، و على عمود الرحى دم سائل، والحسين عليهالسلام في ناحية الدّار يتضوّر من الجوع.
فقلت: يا بنت رسولاللَّه! دبرت كفّاك، و هذه فضّة.
فقالت: أوصاني رسولاللَّه صلى الله عليه و آله ان تكون الخدمة لها يوماً، فكان أمس يوم خدمتها.
قال سلمان: قلت: إنّي مولى عتاقه، إمّا أنا أطحن الشعير أو أُسكّت الحسين عليهالسلام لك؟
فقالت: أنا بتسكينه أرفق، و أنت تطحن الشعير.
فطحنت شيئاً من الشعير فإذا أنا بالإقامة، فمضيت و صلّيت مع رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا فرغت قلت لعليّ عليهالسلام ما رأيت.
فبكى و خرج ثمّ عاد، فتبسّم فسأله عن ذلك رسولاللَّه صلى الله عليه و آله.
قال: دخلت على فاطمة عليهاالسلام و هي مستلقية لقفاها والحسين عليهالسلام نائم على صدرها، و قدّامها رحى تدور من غير يد.
فتبسّم رسولاللَّه صلى الله عليه و آله و قال: يا عليّ! أما علمت أنّ للَّه ملائكة سيّارة في الأرض، يخدمون محمّداً و آلمحمّد إلى أن تقوم الساعة. (2).
2559/ 3- روي: أنّ أباذرّ قال: بعثني رسولاللَّه صلى الله عليه و آله أدعو عليّاً عليهالسلام، فأتيت بيته فناديته، فلم يجبني أحد، والرّحى تطحن و ليس معها أحد.
فناديته، فخرج و أصغى إليه رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، فقال له شيئاً لم أفهمه.
فقلت: عجباً من رحى في بيت عليّ عليهالسلام تدور و ليس معها أحد.
قال: إنّ ابنتي فاطمة عليهاالسلام ملأ اللَّه قلبها و جوارحها إيماناً و يقيناً، و أنّ اللَّه علم ضعفها، فأعانها على دهرها و كفاها، أما علمت أنّ للَّه ملائكة موكّلين بمعونة آلمحمّد صلى الله عليه و آله؟ (3).
2560/ 4- الحسن البصريّ؛ وابن إسحاق، عن عمّار؛ و ميمونة أنّ كليهما قالا: وجدت فاطمة عليهاالسلام نائمة والرّحى تدور، فأخبرت رسولاللَّه صلى الله عليه و آله بذلك.
فقال: إنّ اللَّه علم ضعف أمته، فأوحى إلى الرّحى أن تدور، فدارت.
وقد رواه أبوالقاسم البستيّ في «مناقب أميرالمؤمنين عليهالسلام» و أبوصالح المؤذّن في «الأربعين» عن الشعبيّ بإسناده، عن ميمونة وابن فيّاض في «شرح الأخبار». (4).
أقول: ذكر في العوالم في الهامش أسامي عدّة كتب العامّة المعتبرة أخرجوا هذا الخبر أيضاً، فراجع. (5).
2561/ 5- روي: أنّها عليهاالسلام ربّما اشتغلت بصلاتها و عبادتها، فربّما بكى ولدها، فرُئى المهد يتحرّك، و كان ملك يحرّكه. (6).
2562/ 6- محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عليهمالسلام قال: بعث رسولاللَّه صلى الله عليه و آله سلمان إلى فاطمة عليهاالسلام، قال: فوقفت بالباب وقفة حتّى سلّمت.
فسمعت فاطمة عليهاالسلام تقرأ القرآن من جوّا والرّحى تدور من برّ و ما عندها أنيس.
و قال في آخر الخبر: فتبسّم رسولاللَّه صلى الله عليه و آله و قال: يا سلمان! إنّ ابنتي فاطمة عليهاالسلام ملأ اللَّه قلبها و جوارحها إيماناً إلى مشاشها، فتفرّغت لطاعة اللَّه، فبعث اللَّه ملكاً اسمه زوقابيل- و في خبر آخر: جبرئيل- فأدار لها الرّحى، و كفاها اللَّه مؤونة الدّنيا مع مؤونة الآخرة. (7).
ورواه أيضاً في كتاب «فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله». (8).
أقول: و للعلّامة المجلسي رحمهالله بيان لهذا الحديث في بعض ألفاظها، فراجع المأخذ.
2563/ 7- إرشاد القلوب:، عن أبيذرّ الغفاريّ رضىاللهعنه قال:
سمعت رسولاللَّه صلى الله عليه و آله يقول: افتخر إسرافيل على جبرائيل، فقال: أنا خير منك.
قال: و لِمَ أنت خير منّي؟
قال: لأنّي صاحب الثمانية حملة العرش، و أنا صاحب النفخة في الصور، و أنا أقرب الملائكة إلى اللَّه تعالى.
قال جبرائيل عليهالسلام: أنا خير منك.
فقال: بما أنت خير منّي؟
قال: لأنّي أمين اللَّه على وحيه، و أنا رسوله إلى الأنبياء و المرسلين، و أنا صاحب الخسوف و القذوف، و ما أهلك اللَّه اُمّة من الاُمم إلّا على يدي.
فاختصما إلى اللَّه تعالى، فأوحى إليهما: اسكتا، فوعزّتي و جلالي؛ لقد خلقت من هو خير منكما.
قالا: ياربّ! أوتخلق خير منّا، و نحن خلقتنا من نور؟
قال اللَّه تعالى: نعم، و أوحى إلى حجب القدرة: انكشفي.
فانكشفت فإذا على ساق العرش الأيمن مكتوب: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد و عليّ و فاطمة والحسن والحسين خير خلق اللَّه».
فقال جبرائيل: ياربّ! فإنّي أسألك بحقّهم عليك إلّا جعلتني خادمهم. قال اللَّه تعالى: قد جعلت.
فجبرائيل من أهلالبيت، و إنّه لخادمنا. كنز جامع الفوائد: عن الصدوق بإسناده، عن أبيذر رضىاللهعنه (مثله). (9).
2564/ 8- أبوالسعادات في «فضائل العشرة»: قال يزيد بن أبي زياد:
خرج النبيّ صلى الله عليه و آله من بيت عائشة، فمرّ على بيت فاطمة عليهاالسلام، فسمع الحسين عليهالسلام يبكي، فقال: ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني. (10).
2565/ 9- في «المسألة الباهرة في تفضيل الزهراء الطاهرة عليهاالسلام» عن أبيمحمّد الحسن بن طاهر القائنيّ الهاشميّ، قال: جاء الحديث:
أنّ جبرئيل نزل يوماً فوجد الزهراء عليهاالسلام نائمة، والحسين عليهالسلام قلقاً على عادة الأطفال مع اُمّهاتهم، فقعد جبرئيل يلهيه عن البكاء حتّى استيقظت.
فأعلمها رسولاللَّه صلى الله عليه و آله بذلك. (11).
2566/ 10- الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ، عن فرات بن إبراهيم، عن ابن عقدة، عن العبّاس بن عبداللَّه البخاريّ، عن محمّد بن القاسم بن إبراهيم، عن أبي الصلت الهرويّ، عن الرّضا، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهمالسلام قال:
قال رسولاللَّه صلى الله عليه و آله: ما خلق اللَّه عزّ و جلّ خلقاً أفضل منّي، ولا أكرم عليه منّي. قال عليّ عليهالسلام: فقلت: يا رسولاللَّه! فأنت أفضل أو جبرئيل؟
فقال صلى الله عليه و آله: يا عليّ! إنّ اللَّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، و فضّلني على جميع النبيّين و المرسلين، و الفضل بعدي لك يا عليّ! و للأئمة عليهمالسلام من بعدك، و إنّ الملائكة لخدّامنا و خدّام محبّينا.
يا عليّ! الّذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون بحمد ربّهم و يستغفرون للّذين آمنوا بولايتنا.
يا عليّ! لولا نحن ما خلق آدم ولاحوّاء، و لا الجنّة و لا النار، و لا السماء و لاالأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلى معرفة ربّنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه؟
- و ساق الحديث إلى قوله-: فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون لكوننا في صلبه؟.... إلى آخر الخبر بطوله. (12).
أقول: و هذا الخبر يدلّ على أنّ لولاهم لما خلق كلّ شيء أيضاً، أوردنا الأخبار في ذلك في عنوانه الخاصّ، فراجع.
ورواه في «غاية المرام» عن ابن بابويه، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدّثني أبوالفضل العبّاس بن عبداللَّه البخاري، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن عبداللَّه بن القاسم محمّد بن أبيبكر؛
قال: حدّثنا عبدالسلام بن صالح الهروي، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبىطالب عليهمالسلام قال: قال رسولاللَّه صلى الله عليه و آله... (مثله).
والروايات الّتي تدلّ على هذا المعنى كثيرة، فراجع المأخذ و موارد اُخرى.
2567/ 11- ثاقب المناقب: روى عن سلمان، قال:
أتيت ذات يوم منزل فاطمة عليهاالسلام بنت رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، فوجدتها نائمة قد تغطّت بعباءة، و نظرت إلى قدر منصوبة بين يديها تغلي من غير نار، فانصرفت مبادراً إلى رسولاللَّه صلى الله عليه و آله.
فلمّا بصر بي ضحك.
ثمّ قال: يا عبداللَّه! أعجبك ما رأيت من حال ابنتي فاطمة؟
قلت: نعم، يا رسولاللَّه! قال: قال رسولاللَّه صلى الله عليه و آله: أتعجب من أمر اللَّه تبارك و تعالى، علم اللَّه ضعف ابنتي فاطمة عليهاالسلام، فأيّدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته. (13).
أقول: أوردت حديث القدر و سؤال الحجّاج بن يوسف عن أنس حديث القدر عن عائشة في عنوان «إنّ كرامة فاطمة عليهاالسلام صارت سبب إعجاب المنافقين...»، فراجع.
2568/ 12- المحبّ الطبري في «الرياض النضرة»: قال: و عن أبي ذر، قال: بعثني رسولاللَّه صلى الله عليه و آله ادعو عليّاً عليهالسلام، فأتيت بيته، فناديته، فلم يجبني.
فعدت فأخبرت رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، فقال لي: عد إليه اُدعه، فإنّه في البيت.
قال: فعدت اُناديه، فسمعت رحى تطحن، فشارفت فإذا الرحى تطحن و ليس معها أحد، فناديته فخرج إليّ منشرحاً.
فقلت له: إنّ رسولاللَّه صلى الله عليه و آله يدعوك.
فجاء، ثمّ لم أزل أنظر إلى رسولاللَّه صلى الله عليه و آله و ينظر إليّ، ثمّ قال: يا أباذر! ما شأنك؟
فقلت: يا رسولاللَّه! عجيب من العجب، رأيت رحى تطحن في بيت عليّ عليهالسلام و ليس معه أحد يرحى.
فقال: يا أباذر! إنّ للَّه ملائكة سياحين في الأرض و قد وكّلوا بمعونه آلمحمّد عليهمالسلام.
قال: أخرجه الملا في سيرته.
أقول: و ذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه: ص 105 مختصراً، و قال أيضاً: أخرجه الملا في سيرته. (14).
أقول: ورواه في «البحار»:، عن أبي عليّ الصولي في «أخبار فاطمة عليهاالسلام» و أبوالسعادات في «فضائل العشرة» بالإسناد عن أبي ذر (مثله).
و قال في هامش «العوالم»: أخرج هذا الحديث... و ذكر أسامي عشرين كتاباً من كتب المعتبرة عند العامّة، فراجع. (15).
_________
(1). البحار: 37/ 97 و 98.
(2). البحار: 43/ 28 ح 33، عن الخرائج.
(3). البحار: 43/ 29 ح 34، عن الخرائج.
(4). البحار: 43/ 45.
(5). العوالم: 11/ 156.
(6). البحار: 43/ 45.
(7). البحار: 43/ 46، اقول: قال فى العوالم فى الهامش: رواه الطبرى فى دلائل الامامه: 48، و فى ثاقب المناقب: 254 (مخطوط)، و اخرجه عن المناقب لابن شهر اشوب: 3/ 116 عنه البحار.
(8). فاطمه الزهراء عليها السلام بهجه قلب المصطفى صلى الله عليه و آله: 214.
(9). البحار: 16/ 364 و 365 ح 68، و 26/ 344 ح 17.
(10). البحار: 43/ 295.
(11). البحار: 43/ 297 و 298.
(12). البحار: 60/ 303 و 304 ح 16، عن العلل: 1/ ، و عيون اخبارالرضا عليهالسلام: 1/ 262، و كمال الدين.
(13). العوالم: 11/ 206.
(14). فضائل الخمسه: 2/ 124.
(15). البحار: 43/ 45، العوالم: 11/ 155.
إنّ جبرائيل و ميكائيل... خدمة لفاطمة
- الزيارات: 2069